لا يهتم بهم أحد.. الأمم المتحدة: آلاف الأفارقة يموتون على طرق الهجرة لأوروبا

ليبيا محطة رئيسية لعبور المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا
ليبيا محطة رئيسية لعبور المهاجرين غير النظاميين إلى أوروبا (الجزيرة)

لقي  آلاف المهاجرين حتفهم بعد تعرضهم لانتهاكات "قاسية" أثناء عبورهم أفريقيا، حسب ما ذكره تقرير للأمم المتحدة الأربعاء، وقدّر وفاة 72 شخصا شهريا على طرق الهجرة المعتادة في القارة الفقيرة.

وبينما ينصب التركيز الأكبر على فقدان آلاف الأشخاص في البحر أثناء محاولتهم العبور من أفريقيا إلى أوروبا، أوضح التقرير الجديد أن الطرق التي يسلكها المهاجرون من غرب وشرق القارة صوب البحر المتوسط يمكن أن تكون محفوفة بالقدر نفسه من المخاطر.

ونشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمجلس الدانماركي للاجئين تقريرا مشتركا بعنوان "في هذه الرحلة لا أحد يهتم إذ بقيت حيا أو مت".

ويقدم التقرير وقائع مروعة واجهها كثير من اللاجئين، الذين خاضوا هذه الرحلة أو تعرضوا "لقسوة ووحشية لا توصف" على أيدي المهربين والمتاجرين بالبشر وعناصر المليشيات، وأحيانا على أيدي موظفي جهات حكومية.

وأشار التقرير إلى أنّه في عامي 2018 و2019 وحدهما قضي 1750 شخصا على الأقل، مما يشكّل معدل 72 شخصًا شهريا، أو أكثر من وفاتين يوميا، مما يجعله أحد أكثر الطرق فتكا باللاجئين والمهاجرين في العالم.

انتهاكات مجهولة
وقال المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي -في بيان رافق إصدار التقرير- "لفترة طويلة، ظلت الانتهاكات الشنيعة التي يواجهها اللاجئون والمهاجرون على هذه الطرق البرية غير معروفة إلى حد كبير".

وأضاف أن "التقرير يوثّق حالات قتل وعنف واسع النطاق من النوع الأكثر وحشية ارتكبت ضد أشخاص بائسين فارين من الحروب والعنف والاضطهاد".

ووفقا للتقرير الأممي، فإن نحو ثلث من قضوا عبر هذه الطرق البرية كانوا يحاولون عبور الصحراء الكبرى، في حين لقى آخرون حتفهم جنوب ليبيا، التي تمزقها الحرب، وهناك طريق آخر دامٍ يمر بأفريقيا الوسطى ومالي، اللتين تعصف بهما نزاعات دموية.

وخلص التقرير إلى أن هذا ينطبق بشكل خاص على الكثيرين الذين يمرون عبر ليبيا، حيث تنتشر أعمال القتل العشوائي والتعذيب والعمل القسري والضرب على نطاق واسع.

وتقطعت السبل بعشرات الآلاف من اللاجئين وطالبي اللجوء، الذين يكونون غالبا من أفريقيا جنوب الصحراء وآسيا، ويأملون عبور البحر الأبيض المتوسط من ليبيا التي تعصف بها الفوضى، وهي الآن طريق رئيسي للهجرة غير القانونية إلى أوروبا.

والعديد من أولئك الذين يحاولون عبور البحر الأبيض المتوسط يتم إيقافهم وإعادتهم من قبل خفر السواحل الليبيين.

ظروف مروعة
وذكر التقرير أن أكثر من 6200 لاجئ أجبروا على البقاء في ليبيا حتى الآن خلال هذا العام وحده، مؤكدا أن العديد منهم محتجزون في "ظروف مروعة".

ووجد التقرير أن النساء والفتيات، وأيضا الرجال والأولاد، يواجهون مخاطر عالية للاغتصاب وغيره من الاعتداءات الجنسية على طول الطرق المختلفة، لا سيما عند نقاط التفتيش، وفي المناطق الحدودية، وأثناء المعابر الصحراوية.

وكان المهربون الجناة الرئيسيين على طرق الهجرة في شمال وشرق أفريقيا، في حين كانت الشرطة وقوات الأمن في غرب أفريقيا مسؤولة عن ربع الاعتداءات الجنسية التي تم الإبلاغ عنها.

وأكّد حوالي ثلث الذين أفادوا بأنهم شهدوا أو نجوا من عنف جنسي أن الانتهاكات وقعت في أكثر من مكان.

وقال غراندي "هناك حاجة إلى قيادة قوية وعمل منسق من قبل دول المنطقة بدعم من المجتمع الدولي لإنهاء هذه الوحشية وحماية الضحايا ومقاضاة المجرمين المسؤولين عنها".

المصدر : الفرنسية