لمواجهة "صفقة القرن".. خالد مشعل يطالب بتغيير وظيفة السلطة الفلسطينية
قال خالد مشعل الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس إن السبيل الأنجع لمواجهة المشروع الإسرائيلي لضم الأراضي و"صفقة القرن" هو تغيير وظيفة السلطة، لتكون في قلب المواجهة والاشتباك مع الاحتلال.
واعتبر أن حل السلطة الوطنية الفلسطينية خيار ممكن إذا فشل خيار تغيير الوظيفة، وإذا توحد عليه الفلسطينيون.
وقال أيضا إن هذا الأمر يحتاج إلى دراسة ومشاورات بين الفلسطينيين في أماكن وجودهم كافة، مشيرا إلى أنه مع حل السلطة "إذا حدث هذا التوافق مع إيجاد الرؤية البديلة الجادة" وفق برنامج وطني ودراسة لا تفضي إلى حالة من الفوضى.
جاء ذلك في حديث بندوة نظمها منتدى التفكير العربي بلندن بعنوان "الفلسطينيون وسبل مواجهة صفقة القرن ومشروع الضم".
وحذر مشعل من أن تأجيل الاحتلال تنفيذ قرار ضم الأراضي قد ينطلي على خديعة أميركية، تؤدي إلى الاسترخاء وتأجيل الفعاليات في مواجهة المخطط الإسرائيلي.
وأضاف أن "ما جرى هذه الأيام، ليس محاولة أميركية لثني رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو عن تنفيذ خطة الضم" قائلا إن المصيبة أساسا أميركية بصياغة إسرائيلية "تتمثل بصفقة القرن، ونقل السفارة إلى القدس، ومن ثم مشروع الضم".
وكان من المقرر أن تعلن الحكومة الإسرائيلية البدء بخطة ضم مساحات واسعة من الضفة الغربية المحتلة، أمس الأربعاء، بحسب ما أعلن عنه سابقا نتنياهو.
لكن الغموض يحيط بموقف نتنياهو، خاصة في ظل الرفض الدولي، والخلافات داخل حكومته ومع الإدارة الأميركية حيال المسألة.
خدعة أميركية
وعاد مشعل موضحا أن الوفد الأميركي -بمباحثاته في تل أبيب، في ظل التباينات بين شركاء "الحكومة الصهيونية" (نتنياهو وبيني غانتس"- حاول تأجيل الضم من يوليو/تموز إلى سبتمبر/أيلول، وتطبيق الضم على مراحل "وبالتقسيط".
وحسب الرئيس السابق لحركة حماس، يهدف الأميركيون من وراء هذا المقترح إلى أمرين:
أولهما، التأثير على انتخابات الولايات المتحدة لصالح الرئيس دونالد ترامب "المرتبك نتيجة انخفاض حظوظه في الأوساط الإسرائيلية بواشنطن" والأمر الثاني "محاولة تفكيك الموقف العربي الفلسطيني وتحييد الأردن في مسألة ضم الغور".
وأكد مشعل أن "ما يجري خديعة أميركية، لا تستهدف إلغاء الضم ولا تغيير جوهره، ولكن البحث عن إخراج عبر تكتيك مضلل".
وشدد رئيس حماس السابق على ضرورة استمرار الحشد والفعاليات وتوجيه رسائل قوية "كما فعلت غزة بالأمس، عبر صواريخها التي أرسلت رسالة بجهوزية المقاومة، كما ينبغي أن تكون الضفة وكل مناطق شعبنا في الداخل والخارج حاضرة".
وأوضح أن التباين في الموقف "الصهيوني" يتعلق بالإدارة التكتيكية لمشروع الضم، وليس في أصل القرار، مشيرا إلى أن نتنياهو يخشى من خسارة حليفه ترامب بالانتخابات الأميركية، وهو الذي وقف إلى جانبه، استثنائيا، في كل الخطوات التي اتخذها في القدس و"صفقة القرن" والضم، كما أنه يخشى من وضع الائتلاف الحكومي بينه وغانتس، ويحاول تحقيق خطوات سريعة قد تنجيه من المحاكمة، فيما لو فتح هذا الملف الفترات القادمة إسرائيليا.
برنامج وطني
وعدد مشعل خطوات يمكن البدء بها في هذه "الفرصة التاريخية" أولها وقف مسار التسوية، وطرح رؤية المواجهة مع "العدو" على كافة الأصعدة.
والخطوة التالية تحويل هذه القرارات إلى فعل حقيقي وتمثيل على الأرض. والثالثة وضع برنامج تفصيلي تنخرط فيه كل أشكال المقاومة الفلسطينية وكل قطاعات الشعب في القدس والضفة وغزة وأراضي 1948 والشتات الفلسطيني.
يُشار إلى أن منتدى التفكير العربي بلندن ينظم ندوات وحوارات حول القضايا السياسية والتحولات بالمنطقة العربية، ويفرد سلسلة خاصة لسبل مواجهة مشروع ضم الأراضي، و"صفقة القرن".