روسيا تؤيد تدخل الجيش المصري.. الوفاق تعزز حشودها بمحيط سرت وتتهم الإمارات بتعطيل إنتاج النفط

Troops loyal to Libya's internationally recognized government are seen in military vehicles as they prepare before heading to Sirte, in Tripoli
قوات الوفاق أكدت مضيها في استعادة كافة الأراضي الليبية (رويترز)

أبدت روسيا الثلاثاء تأييدا واضحا لتدخل الجيش المصري بالصراع الليبي، في حين عززت قوات الوفاق وجودها العسكري بمحيط سرت، وتعهدت في الوقت ذاته باستئناف إنتاج النفط متهمة الإمارات بالوقوف خلف إغلاق الحقول والموانئ.

وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جاباروف إن تدخل الجيش المصري بالنزاع الليبي يمكن أن يساعد في استعادة الدولة الليبية.

وفي الوقت ذاته، شدد جاباروف على أهمية السعي لإيجاد حل سياسي للأوضاع في ليبيا، مشيرا إلى أن هناك حاجة لإجراء مفاوضات سياسية لتسوية الوضع.

وجاء الموقف الروسي بعد ساعات من تبني البرلمان المنعقد بطبرق قرارا يجيز للقوات المصرية التدخل في ليبيا متى ما رأت ذلك ضروريا لحماية أمن مصر أو ليبيا.

وجاء في بيان أصدره برلمان طبرق أنه يجدد الترحيب بما جاء بكلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 20 يونيو/حزيران الماضي، والتي قال فيها إن تجاوز مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) أو قاعدة الجفرة التي تقع جنوبا يعتبر خطا أحمر بالنسبة للقاهرة.

ودعا إلى تضافر وتوحيد الجهود مع القاهرة في مواجهة ما وصفه بالتدخل التركي، وقال إن ضمان التوزيع العادل لثروات الشعب الليبي وعائدات النفط، وضمان عدم العبث بها لصالح من سماهم المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، مطلب شرعي لجميع الليبيين.

توريط مصر
وقد أعلن مجلس النواب الليبي المنعقد في العاصمة طرابلس أن دعوة الجيش المصري للتدخل في ليبيا تصعيد خطير وتفريط في سيادة ليبيا وانقلاب على الشرعية ومصادرة لحق الشعب الليبي في تقرير مصيره وانتهاك لسيادة ليبيا واستقلالها.

واستنكرت حكومة الوفاق الليبية قرار برلمان طبرق وتعهدت باستعادة كامل أراضي الوطن، وإنتاج النفط، والضرب على الأيادي التي تعبث بقوت الشعب.

واعتبر عضو المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن الشاطر أن قرار مجلس نواب طبرق بمثابة "دعوة لقتل المصريين بالرصاص لمن لم يمت منهم بالعطش جراء سد النهضة".

وقال الشاطر في تغريدة عبر حسابه على تويتر، "من عجائب القدر اختزال سلطة تشريعية منتخبة (برلمان طبرق) في شخص رئيسها (عقيلة صالح). إذن ما لزوم بقية الأعضاء؟ ومن عجائبه أن يقرر (صالح) منفردا دعوة مصر لإرسال جيشها إلى ليبيا".

وأضاف "توريط مصر في حرب ستشغلها عن توفير مياه الشرب لمواطنيها، هي دعوة للقتل بالرصاص لمن لم يمت منهم بالعطش"، في إشارة إلى إمكانية تضرر الموارد المائية المصرية جراء سد النهضة الذي أقامته إثيوبيا على النيل الأزرق.

ومن جانبه، قال عبد الله المدني المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" إن الجيش المصري "على ما يبدو لم يعجبه كثيرا مصير (مرتزقة) الفاغنر والجنجويد في ليبيا".

وأضاف "لنذكرهم بأن سيناء أقرب لهم من سرت والجفرة، وبأن سد النهضة ليس في ليبيا بل في إثيوبيا. على العموم لا مشكلة.. نحن ننتظرهم وعليهم أن يفكروا في الخروج قبل الدخول".

تحركات عسكرية
ويأتي هذا التطور وسط تحركات عسكرية مصرية قرب الحدود مع ليبيا، كان آخرها مناورات "حسم 2020" التي قال الجيش المصري إن هدفها "القضاء على المرتزقة من جيوش غير نظامية".

ونقل مراسل الجزيرة في ليبيا أحمد خليفة أن قوات الوفاق الموجودة بمحيط سرت تلقت تعزيزات من عدة مناطق في ليبيا، في مؤشر على قرب اقتحامها للمدينة الإستراتيجية.

وذكر المراسل أن بعض المصادر تتحدث عن انسحاب مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية من غرب وجنوب سرت، وهو ما قد يشير لتفاهم روسي تركي بهذا الخصوص.

وأوضح المراسل أنه في حال تأكد الانسحاب، فإن ذلك يعني قرب اقتحام الوفاق لسرت، مثلما حصل في جنوب طرابلس حيث انهارات قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بعد مغادرة المرتزقة الروس.

من جانبه، دعا أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية بالإمارات إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتغليب الحكمة، والدخول في حوار بين الأطراف الليبية.

وقال في تغريدة عبر حسابه بـ "تويتر" اليوم إن "طبول الحرب التي تقرع حول سرت في ليبيا الشقيقة تهدد بتطور جسيم وتبعات إنسانية خطيرة".

تدفق النفط
في سياق متصل، اتهم رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري الإمارات بالعمل على تخريب الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية وتمزيق النسيج الاجتماعي في ليبيا.

وأضاف المشري، في لقاء مع الجزيرة مباشر أن أبو ظبي كانت على علاقة بقصف مواقع عدة في ليبيا، إضافة إلى محاولات ضرب العملة المحلية، ووقف إنتاج النفط، وذلك استنادا إلى ما قال إنها معلومات مؤكدة.

وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق العقيد محمد قنونو إن الوقت حان ليتدفق النفط مجددا، وللضرب على ما وصفها بالأيادي التي تعبث بقوت الليبيين.

وأكد المتحدث باسم قوات الوفاق المضي في استعادة السيطرة على المدن، وبسط سلطة الدولة الليبية على كامل ترابها.

وكانت قوات حفتر أعلنت السبت الإصرار على إغلاق الموانئ والحقول النفطية، غداة إعلان للمؤسسة الوطنية للنفط حالة القوة القاهرة التي تمنع من مواصلة الإنتاج.

وفي 17 يناير/كانون الثاني الماضي، أغلق موالون لحفتر ميناء الزويتينة النفطي (شرق) بدعوى أن أموال بيع النفط تستخدمها الحكومة (المعترف بها دوليا) في تمويل المجهود العسكري. كما أقفلوا موانئ وحقولا أخرى، مما دفع مؤسسة النفط لإعلان حالة القوة القاهرة.

ووفق أحدث تقديرات المؤسسة، فإن تراجع الإنتاج النفطي كبد البلاد خسائر بنحو 6 مليارات و500 مليون دولار، إضافة إلى تكاليف باهظة لإصلاح أضرار جسيمة لحقت بالبنية التحتية وشبكة خطوط الأنابيب وصيانة الآبار.

وكان إنتاج ليبيا من النفط قد بلغ قبل إغلاق الحقول والموانئ مليونًا و220 ألف برميل يوميا، لكنه انخفض إلى حوالي 90 ألف برميل فقط.

المصدر : الجزيرة + وكالات