معهد فورين بوليسي: الوصول إلى مناطق غرب ليبيا مهمة صعبة للجيش المصري

الجيش المصري
الجيش المصري أجرى مؤخرا مناورات قرب الحدود مع ليبيا (رويترز-أرشيف)

بالتزامن مع تحركات عسكرية في محيط سرت ودعوة برلمان طبرق لتدخل عسكري مصري في ليبيا، نشر معهد فورين بوليسي ريسرتش تحليلا حول مدى قدرة الجيش المصري على القتال في الميدان الليبي.

وحسب معهد فورين بوليسي ريسرتش https://www.fpri.org/article/2020/07/egypts-military-limitations-cairos-options-to-defend-eastern-libya/ فإن الوصول إلى مناطق غرب ليبيا مهمة صعبة للجيش المصري، مما يحد كثيرا من خيارات القاهرة.

وقال التقرير إن تحدي الوصول العسكري إلى الجفرة وسرت، بالإضافة إلى المخاطر المحتملة للتصعيد مع تركيا، يعني أن القاهرة ستكتفي على الأرجح بتدخل رمزي بدل الانخراط في قتال فعلي، وستفضّل ترك الدفاع عن سرت والجفرة للإماراتيين والروس.

وقد أبدت روسيا الثلاثاء تأييدا واضحا لتدخل الجيش المصري في الصراع الليبي.

وقال النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي فلاديمير جاباروف إن تدخل الجيش المصري في النزاع الليبي يمكن أن يساعد على استعادة الدولة الليبية.

لكن فورين بوليسي ريسرتش ذكر بأن الجيش المصري يعاني أصلا في احتواء الجماعات المسلحة في سيناء، وقد تتعرض القوات البرية المصرية لخسارة كبيرة في ليبيا إذا استمرت المقاومة ضدها.

طول المسافة وضعف التنسيق

كما أن قدرة سلاح الجو المصري على توفير غطاء جوي محدودةٌ بسبب طول المسافة، بالإضافة إلى ضعف قدراته في إعادة التزود بالوقود في الجو، وسوءِ استخدام الذخائر الموجهة وضَعف التنسيق، وفق المعهد.

وأِشار إلى أن البحرية المصرية قد تتعرض هي الأخرى للردع قبالة الساحل الليبي نظرا لوجود قطع بحرية تركية.

ورأى المقال أن النظام المصري يفضّل تجنب أي سيناريوهات فاشلة، خوفًا من تشويه الصورة التي نمَّاها محليًا كقوة عسكرية والتي يستمد منها إحساسًا بالشرعية السياسية.

وكان البرلمان المنعقد في طبرق شرق ليبيا تبنى قرارا يجيز للقوات المصرية التدخل في ليبيا متى ما رأت ذلك ضروريا لحماية أمن مصر أو ليبيا.

وجاء في بيان أصدره برلمان طبرق أنه يجدد الترحيب بما جاء بكلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 20 يونيو/حزيران الماضي، والتي قال فيها إن تجاوز مدينة سرت (450 كيلومترا شرق طرابلس) أو قاعدة الجفرة التي تقع جنوبا يعتبر خطا أحمر بالنسبة للقاهرة.

ودعا إلى تضافر وتوحيد الجهود مع القاهرة في مواجهة ما وصفه بالتدخل التركي، وقال إن ضمان التوزيع العادل لثروات الشعب الليبي وعائدات النفط، وضمان عدم العبث بها لصالح من سماهم المليشيات المسلحة الخارجة عن القانون، مطلب شرعي لجميع الليبيين

ومن جانبه، قال عبد الله المدني المتحدث باسم الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" إن الجيش المصري "على ما يبدو لم يعجبه كثيرا مصير (مرتزقة) الفاغنر والجنجويد في ليبيا".

وأضاف "لنذكرهم بأن سيناء أقرب لهم من سرت والجفرة، وبأن سد النهضة ليس في ليبيا بل في إثيوبيا. على العموم لا مشكلة: نحن ننتظرهم وعليهم أن يفكروا في الخروج قبل الدخول".

وتأتي هذا التطورات وسط تحركات عسكرية مصرية قرب الحدود مع ليبيا، كان آخرها مناورات "حسم 2020" التي قال الجيش المصري إن هدفها "القضاء على المرتزقة من جيوش غير نظامية".

ونقل مراسل الجزيرة في ليبيا أحمد خليفة أن قوات الوفاق الموجودة بمحيط سرت تلقت تعزيزات من عدة مناطق في ليبيا، في مؤشر على قرب اقتحامها للمدينة الإستراتيجية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الأميركية