سوريا.. سياسيون علويون لمسؤولين روس: نرفض ربط مستقبل الطائفة بمصير النظام

عيسى ابراهيم
عيسى إبراهيم: استطعنا للمرة الأولى الخروج عن السياق الذي يقول إن هناك ثورة سنية على نظام علوي (الجزيرة نت)

"نرغب بدولة لامركزية موحدة ذات نظام ديمقراطي علماني يحقق إدارة جيدة للتنوع المناطقي والإثني والديني ويوفر التنمية للجميع"، هذا ما قاله المحامي عيسى إبراهيم المتحدث باسم مجموعة سياسيين من الطائفة العلوية، للجزيرة نت، بعد لقاء جمعهم مع السكرتير الأول للبعثة الروسية الدبلوماسية الدائمة إلى الأمم المتحدة في جنيف سيرغي ميتوشين.

وبحسب المصدر، فإن اللقاء كان محاولة من الجانب الروسي "لمعرفة رأي علويي سوريا فيما يجري في البلاد خارج الأطر الرسمية".

وبشأن أهداف وأجندة اللقاء، قال المحامي عيسى إبراهيم للجزيرة نت "نحن نقوم بطرح وجهة نظرنا لكل الأطراف، ونطلع على ما لدى الطرف الآخر، فهي عملية تبادل تفاصيل وشرح ومواقف، ولا يمكن الربط بين اللقاء والتطورات المتعلقة بقانون قيصر، فهو أمر مختلف".

وأضاف إبراهيم أن أهمية هذا اللقاء هي "أننا استطعنا للمرة الأولى الخروج عن السياق الذي يقول إن هناك ثورة سنية على نظام علوي، ورسالتنا كانت أن: هناك نظاما من طغمة متنوعة وكذلك معارضة متنوعة، وكلاهما يستخدمان عصبيات فئوية مجتمعية لتحقيق أغراض سياسية".

وتابع إبراهيم قائلا إنه "كان مهما أن نوصل للروس أننا نتطلع لدولة مواطنة لا مكان فيها لمحاصصة، وأن هناك تداخلا مكانيا بين السوريين لا يجعل هناك مكانا للمحاصصة، ولا يجعل للانفصال دورا".

وكانت مجموعة السياسيين العلويين قد نشرت أمس السبت توضيحا بشأن اللقاء الذي تم في 15 يونيو/حزيران الجاري، "بعد تسريب نسخة غير صحيحة عن المداولات التي تمت في الاجتماع"، بحسب ما أعلنته المجموعة.

عمر كوش
عمر كوش: الروس يسبرون الأجواء من خلال لقائهم بمجموعات علوية وشخصيات أخرى من المعارضة (الجزيرة نت)

تجربة الاتحاد الروسي

"وأكدت المجموعة خلال اللقاء على رفض ربط مستقبل الطائفة العلوية بمصير النظام"، كما أن تجربة الاتحاد الروسي يمكن أن تكون مفيدة للغاية، لتمكين السوريين من الوصول إلى نموذج حكم مقبول داخليا وعالميا، كما أفاد المصدر للجزيرة نت.

وأضاف أن "المجتمع العلوي فضل الوجود الروسي في مناطقه على الوجود الإيراني، لاعتبارات ثقافية متعلقة بالقدرة على التناغم والتفاعل مع هذا الوجود، بسبب نمط الحياة المتقارب مع الثقافة الروسية على عكس الثقافة الإيرانية المنغلقة، علما بأن هذا الشعور بدأ بالانحسار تدريجيا بسبب شعور العلويين بأن التدخل الروسي جاء لمصلحة النظام أكثر من كونه لمصلحة السوريين وضمنهم العلويين"، بحسب المصدر.

وذكر أن "المجتمع العلوي لن يقبل تحت أي ظرف من الظروف أن يأخذه النظام رهينة، أو أن يوصف النظام بأنه نظام الطائفة حيث هو نظام طغمة متنوعة، ويجب ألا يُسمح للنظام بالمشاركة في المحادثات الوطنية أو الحوار كممثل للعلويين".

الكاتب والمحلل السياسي عمر كوش قال للجزيرة نت إن الروس يسبرون الأجواء من خلال لقائهم بمجموعات علوية وشخصيات أخرى من المعارضة في ألمانيا، وهي محاولات لإرسال رسائل بأن هناك خطوات باتجاه تغيير في النظام السوري، وأن من الممكن التخلي عن بشار الأسد، و"سنشهد لقاءات فيما بعد مع المعارضة بمختلف تشكيلاتها ومع المكونات بما فيها الأكراد".

ولا يعتقد كوش أن هذا التحرك من الجانب الروسي جاء بناء على تفاهمات دولية، "لكن قد يكون هناك رسائل للأميركيين بعد أن أحس الروس أنهم مستهدفون من قانون قيصر، وأن الأسد أصبح عبئا عليهم، وما يتوافق عليه الروس والأميركيون ستباركه باقي الدول".

وتابع الكاتب بالقول "خيار اللامركزية أحد الخيارات التي تعمل عليه روسيا، والدلالة على ذلك أنها حين دعت إلى مؤتمر سوتشي للحوار السوري، وطرحت النظام اللامركزي والفدرالي، كانت الدعوة على أساس المكونات، ورعت تمثيل مختلف الأقليات سواء الدينية أو القومية، على الرغم من أن الغالبية لصالح النظام السوري، وأي حكم قادم سيكون حكم أقاليم وكونفدراليا، ومدى تحقيق ذلك وكيفية تحقيقه مرتبط بجدية الأطراف الفاعلة بإيجاد حل".

المصدر : الجزيرة