خسائر فادحة لحفتر.. قوات الوفاق الليبية تقترب من تحرير جنوبي طرابلس

Clashes in Libyan capital Tripoli
مقاتلون من قوات الوفاق في محيط مطار طرابلس

أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أنها قتلت نحو 50 من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر خلال معارك خاضتها في المراحل الأخيرة من عملية تحرير ضواحي طرابلس الجنوبية، وأسفرت عن استعادة مواقع جديدة مهمة.

وأعلن الناطق باسم قوات الوفاق العقيد محمد قنونو أن قواتهم أحصت 48 جثة لعناصر قوات حفتر تركتها خلفها، بعد المواجهات التي شهدتها أمس الثلاثاء محاور القتال في منطقتي الخلة والخلاطات وفي محيط مطار طرابلس الدولي المدمر منذ عام 2014.

وقال قنونو إن قوات الوفاق أسرت 4 مسلحين واستولت على 8 آليات ودمرت 10 أخرى، واستهدفت بالمدفعية الثقيلة مواقع لقوات حفتر في ضاحية قصر بن غشير التي تقع على بعد 25 كيلومترا تقريبا جنوبي طرابلس، وتشكل أحد آخر معاقلها بالضواحي الجنوبية للعاصمة.

وكان مصدر عسكري في قوات حكومة الوفاق الليبية قال في وقت سابق أمس إن قواتهم سيطرت على خلة بن عون وأغلب محور الرملة، وأمَّنت محيط معسكر اليرموك جنوبي طرابلس.

وأضاف المصدر أن قوات الوفاق استولت على أسلحة وذخائر بعد هجوم شنته على قوات حفتر في جزيرة قصر بن غشير، وأنها نجحت في تدمير سرية هاون تابعة لقوات حفتر في محور وادي الربيع.

كما قال مصدر عسكري للجزيرة إن قوات الحكومة المعترف بها دوليا أحرزت تقدما باتجاه معسكر الصواريخ جنوبي العاصمة، مؤكدا فرض السيطرة على أجزاء واسعة من المنطقة السكنية المحيطة به.

وفجر اليوم الأربعاء، شنت طائرات مسيرة لقوات الوفاق سلسلة غارات على مواقع لقوات حفتر في قصر بن غشير، مما أسفر عن تدمير خمس دبابات، وفقا لناشطين.

Clashes in Libyan capital Tripoli
دبابة تركت في إحدى مناطق الاشتباكات جنوبي طرابلس (الأناضول)

تحرير قريب

وبعد التقدم الجديد الذي أحرزته أمس، باتت قوات الوفاق قريبة من تحرير كل المناطق التي سيطرت عليها قوات حفتر جنوبي العاصمة منذ أكثر من عام بدعم من مرتزقة أجانب في مقدمتهم المرتزقة الروس.

وباتت قوات حفتر محاصرة تقريبا داخل مطار طرابلس الدولي، ولم يتبق من معاقلها الرئيسية سوى ضاحية قصر بن غشير بعد هزائمها في محاور الخلة وعين زارة وصلاح الدين والخلاطات.

وكان مراسل الجزيرة في طرابلس أحمد خليفة قد أفاد بأن سلاح الهندسة التابع لحكومة الوفاق، يفكك بحذر وكثير من البطء ألغاما زرعتها مرتزقة شركة "فاغنر" الروسية في محاور القتال، قبل انسحابهم من عدة محاور جنوبي طرابلس.

تركيا والإمارات
سياسيا، بحث وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان سبل خفض العنف والدفع باتجاه حل سياسي لإنهاء الصراع في ليبيا، بالإضافة إلى مناقشة تعاون البلدين لتعزيز التضامن داخل حلف شمال الأطلسي، وتنسيق الجهود في الأمم المتحدة بشأن القضايا الخاصة بالأمن العالمي والصحة العامة.

وفي أنقرة، قال مجلس الأمن القومي التركي في بيان إن تركيا ستواصل تقديم الاستشارات العسكرية للحكومة الشرعية في ليبيا، في خضم عملها لتحقيق السلام.

وأكد المجلس، عقب اجتماع هيئته برئاسة الرئيس رجب طيب أردوغان، تقييم ما سماها الخطوات السلبية لبعض الدول التي جمعت بينها عداوتها لتركيا، ضد حقوقها المشروعة والقانونية في البحر الأبيض المتوسط، مشددا على أن أنقرة ستستمر في الدفاع عن حقوقها ومصالحها.

من جهة أخرى، قال رئيس البرلمان الليبي في طرابلس حمودة سيالة إنه قد يتفهم بعض التدخلات في الشأن الليبي المبنية على هواجس الأمن القومي، لكنه لا يفهم لماذا تتدخل الإمارات في هذا الشأن وتدعم حفتر بالمال والعَتاد، لافتا إلى أن هذا التدخل "غير مبرر وغير أخلاقي".

وكانت البعثة الأممية في ليبيا قد أعلنت قبول أطراف الصراع استئناف مباحثات اللجنة العسكرية المشتركة (5 + 5)، ورحبت بذلك.

وطالبت البعثة -في بيان- الدول الداعمة لطرفي النزاع بالتقيد باحترام قرار حظر السلاح، ومخرجات مؤتمر برلين، وقرارات مجلس الأمن.

The United Nations Security Council meets about the situation in Syria at United Nations Headquarters in the Manhattan borough of New York City, New York, U.S., February 28, 2020. REUTERS/Carlo Allegri
مندوبا فرنسا وألمانيا بمجلس الأمن تحدثا عن وجود "خلافات" بالمجلس تحول دون تحرك عاجل إزاء أزمة ليبيا (رويترز)

مجلس الأمن

وفي مجلس الأمن، قالت كل من فرنسا وألمانيا إن خلافات متواصلة في المجلس تجعله عاجزا عن التحرك إزاء الأزمة الليبية، مشيرتين إلى أن تلك الخلافات تعرقل تعيين مبعوث أممي جديد خلفا لغسان سلامة.

ولم يكشف مندوبا البلدين لدى الأمم المتحدة عن أي من الاسمين اللذين كانا مرشحين لخلافة سلامة، واكتفيا بالإعراب عن أملهما في أن يتمكن المجلس من إيجاد شخص بديل يتولى المهمة الأممية في أقرب وقت ممكن.

المصدر : الجزيرة + وكالات