بعد أن وصفته بالمستبد وعديم الضمير.. صحيفة إيطالية: استقرار نظام السيسي في مصلحة إيطاليا

الطالب الإيطالي ريجيني
وسائل إعلام إيطالية تتهم أجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تعذيب وقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني (ناشطون)

قالت صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية إن من مصلحة إيطاليا أن تبقى مصر تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وصفته بأنه "مستبد وشرس وعديم الضمير"، مشيرة إلى أن دعمه ضروري بالنسبة للمصالح الحيوية الإيطالية في المنطقة.

وفي مقال للكاتب إرنستو غالي ديلا لودجا -وهو أحد كتاب الافتتاحيات المعتمدين في الصحيفة- قال إن إيطاليا تتبنى ذلك الموقف ليس بداعي "مصلحة الدولة" ولكن بمبرر المصلحة القومية المتمثلة في الحرص على تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط -وتحديدا في مصر- باعتبارها دولة رئيسية في تلك المنطقة، وبالتالي من مصلحة إيطاليا ألا تصبح تحت حكم من سماهم "الإسلاميين المؤيدين للإرهاب".

ووفقا للكاتب، فإن الحكومة الإيطالية تبدو وكأنها تضحي بقضية الطالب جوليو ريجيني، وتعطي الأولوية لمصالحها القومية في التعامل مع نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي باسم تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

وقال لودجا إنه "بعد أن باءت التحقيقات الطويلة في قضية ريجيني بالفشل بسبب عدم تعاون السلطات المصرية لأنها متواطئة في العملية وتوفر الحماية لقتلة الباحث الشاب باتت السلطات الإيطالية وكأنها قررت -دون أن تتحلى بالشجاعة على المجاهرة بذلك- التضحية بقضية ريجيني دون تحقيق العدالة وكشف الحقيقة بشأن مقتله.

وكانت العلاقات بين القاهرة وروما توترت بشكل حاد عقب مقتل ريجيني (26 عاما) والعثور على جثته بمصر في فبراير/شباط 2016 وعليها آثار تعذيب.

وتتهم وسائل إعلام إيطالية أجهزة الأمن المصرية بالضلوع في تعذيب وقتل ريجيني، وهو ما تنفي السلطات المصرية صحته.

وبناء على كل ذلك يستخلص الكاتب أنه من مصلحة إيطاليا اليوم أن توافق على طلب القاهرة الحصول على سفينتين حربيتين كانتا في الأصل قيد الإنشاء بطلب من الجيش الإيطالي، قبل أن تصبحا جزءا من صفقة عسكرية ضخمة مع مصر لا تزال قيد النقاش ومثار جدل واسع.

تعويض عائلة ريجيني
وقال الكاتب إن الموافقة على تلك الصفقة العسكرية تعني "أننا بهذه الطريقة نجعل من جوليو ريجيني قربانا وكبش فداء حقيقيا"، ولأنه في ظل تلاشي إمكانية تحقيق العدالة في قضيته "فإننا نعدمه رمزيا مرة أخرى باسم مصلحتنا".

وأضاف أنه بات في عنق إيطاليا دين كبير تجاه والدي الطالب جوليو ريجيني، وهو دين ضخم إلى درجة أنه من الصعب التفكير في تسديده بطريقة ملموسة.

ويرى الكاتب أن دينا من هذا الحجم يمكن تسديده بطريقة رمزية من خلال تخليده بطريقة واضحة وملموسة في الذاكرة الوطنية الجماعية، واقترح أن توكل تلك المهمة إلى "جمعيات البلديات الإيطالية"، بحيث يتم تخليد الذكرى المقبلة لمقتل ريجيني بإطلاق اسمه على شارع أو ساحة في كل مدينة.

وبالنسبة للعاصمة روما -حيث يوجد مقر السفارة المصرية- وباقي المدن التي توجد فيها قنصليات وممثليات مصرية رسمية، يقترح الكاتب أن يتم إطلاق اسم جوليو ريجيني على كل شارع أو ساحة توجد فيها تلك المقرات التي ترمز في نظره إلى قتلة ريجيني.

المصدر : الصحافة الإيطالية