بعد قصف حزب العمال شمالي العراق.. بغداد تستدعي السفير التركي وتسلمه مذكرة احتجاج
استدعت الخارجية العراقية السفير التركي في بغداد وسلمته مذكرة احتجاج على خلفية القصف الجوي التركي في شمالي البلاد، وذلك بعدما جددت الطائرات التركية غاراتها على منطقة "كاني ماسي" شمالي محافظة دهوك في إقليم كردستان العراق على الحدود العراقية التركية، مستهدفة مواقع مسلحي حزب العمال الكردستاني.
وذكرت الوزارة في بيان أنها أدانت "انتهاك سيادتها" خلال عملية جوية تركية ضد قواعد حزب العمال.
وتصنف أنقرة وحلفاؤها الغربيون حزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضد الدولة التركية منذ العام 1984، "تنظيما إرهابيا".
وقواعد حزب العمال غير مصرح بها، ولكن الإدارة الكردية المستقلة في شمال العراق تتسامح مع وجودها ضمنيا. وقال مصدر حكومي في المنطقة إن الطائرات استهدفت عددا من قرى قضاء العمادية.
مواقع واستهداف
في هذه الأثناء أعلنت وزارة الدفاع التركية أن عملية القصف استهدفت حتى الآن أكثر من 80 موقعا لحزب العمال الكردستاني.
وكان الجيش التركي الذي يواصل عملياته ضد حزب العمال في جنوب شرقي تركيا وقواعده عبر الحدود، قد شنّ مساء أول أمس الأحد غارات على جبل قنديل وسنجار وهاكورك في شمالي العراق.
وفي ردها على هذه الهجمات، قالت الخارجية العراقية إنه رغم أن الهجمات الجويّة لم تسفر عن وقوع إصابات، فإنها "روّعت السكان".
أما قيادة العمليات المشتركة العراقية فاعتبرت أن القصف التركي الذي استهدف مواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني في محافظة نينوى، بأنه لا ينسجم مع التزامات حسن الجوار وفق الاتفاقيات الدولية، ويمثل انتهاكا صارخا للسيادة العراقية.
ودعت القيادة العراقية -في بيان- تركيا إلى عدم تكرار هذه الهجمات، وإيقاف ما وصفتها بالانتهاكات احتراما والتزاما بالمصالح المشتركة بين البلدين.
وأشار البيان إلى أن العراق مستعد للتعاون وضبط الأوضاع الأمنية على الحدود المشتركة مع تركيا.
من جانبه، أعلن حزب العمال الكردستاني في بيان أنه لم يتضرر من الهجمات التركية على مواقعه شمالي العراق.
قصف مشترك
يأتي ذلك، بينما قال شهود عيان في منطقة حاجي عمران بإقليم كردستان العراق، إن المدفعية الإيرانية قصفت صباح اليوم الثلاثاء عددا من القرى في المنطقة القريبة من الحدود العراقية الإيرانية.
وأضاف الشهود أن طائرات تركية قدمت أيضا من جهة الحدود العراقية التركية ووجهت صواريخها نحو المنطقة، فيما يشبه عملية مشتركة بين الدولتين لضرب مواقع لحزب العمال الكردستاني التركي الذي ينشط مقاتلوه على طول الشريط الحدودي.
وتأتي العملية بعد أسبوع من هجوم بعبوة ناسفة استهدف حافلة تقل عمالا في شركة لصيانة الطرق بولاية "وان" جنوب شرقي تركيا، مما أسفر عن مقتل اثنين منهم وإصابة 8 آخرين.
وفي الآونة الأخيرة، نفذت القوات التركية عمليات أمنية في مناطق بجنوب شرقي البلاد، أسفرت عن قتل وجرح مسلحين من حزب العمال الكردستاني، في حين أعلنت السلطات عن اعتقال مسلح آخر تسلّل من شمالي سوريا لتنفيذ هجوم بشاحنة ملغمة. يذكر أن تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يصنفون حزب العمال منظمة إرهابية.