اليمين المتطرف في بريطانيا والشرطة في فرنسا يدخلان على خط الاحتجاجات المنددة بالعنصرية

دخل اليمين المتطرف في بريطانيا على خط الاحتجاجات المنددة بالعنصرية على خلفية مقتل المواطن الأميركي جورج فلويد على يد الشرطة مؤخرا، كما تظاهرت الشرطة في فرنسا رفضا لإصلاحات مقترحة تتعلق بعملها.

ففي لندن، أعلنت الشرطة أنها اعتقلت أمس أكثر من 100 شخص لجنح متعلقة بالسلوك العنيف والتخريب والاعتداء على الشرطة وحيازة أسلحة ومخدرات، على هامش مظاهرات ضد العنصرية وأخرى مناهضة لها.

وقد وقعت الاشتباكات بين متظاهرين من اليمين المتطرف والشرطة في مناطق عدة بالعاصمة، حيث تجمع المئات منهم بذريعة حماية تماثيل الرموز الوطنية من مناهضي العنصرية.

ودفعت الشرطة بالمئات من عناصرها لفض جموع المتظاهرين، في حين أعلنت خدمة الإسعاف أنها تعاملت مع 15 مصابا بينهم ضابطا شرطة، ونقلت ستة منهم إلى المستشفى.

كما تظاهر ناشطو حركة "أرواح السود مهمة" المناهضة للعنصرية في ساحة الطرف الأغر، ومناطق أخرى في لندن حيث أفادت تقارير بوقوع مناوشات مع الشرطة، وبالتزامن نظمت مسيرة أخرى ضد العنصرية في كل من برايتون وليفربول.

وخلال الأيام الماضية، استهدف محتجون تماثيل في لندن لشخصيات من الحقبة الاستعمارية، وكان من بينها تمثال لرئيس الوزراء الأسبق ونستون تشرشل، وجاء ذلك في إطار التنديد بمقتل المواطن الأميركي على يد شرطي جثم على عنقه أثناء اعتقاله في 25 مايو/أيار الماضي في مدينة مينيابوليس.

وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون الجمعة إن من وصفهم بالمتطرفين "اختطفوا" الاحتجاجات المناهضة للعنصرية، كما انتقد استهداف التماثيل واعتبره سخيفا ومخزيا.

Sydney protests against Aboriginal deaths in custody (وكالة الأناضول)
مظاهرة في سيدني بأستراليا ضد العنصرية وإساءة معاملة مواطنين من السكان الأصليين (وكالة الأناضول)

مظاهرات ومواجهات
وفي ساحة الجمهورية بالعاصمة باريس، شارك آلاف الفرنسيين أمس في مظاهرات جديدة ضد العنصرية وعنف الشرطة، وقد شهدت مواجهات بين المحتجين وقوات الأمن.

واستخدمت الشرطة الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين ومنعهم من السير باتجاه دار الأوبرا، وخرجت المظاهرة تحت شعار  "العدالة لأداما"  في إشارة إلى أداما تراوري الشاب من أصول أفريقية الذي توفي عام 2016 وهو قيد الاحتجاز لدى الشرطة.

وبالتزامن، تظاهر أفراد من الشرطة بسياراتهم عند قوس النصر وسط باريس احتجاجا على إصلاحات اقترحها وزير الداخلية كريستوف كاستانير، وتشمل التخلي عن بعض الأساليب الخشنة خلال عمليات الاعتقال.

وتأتي هذه المظاهرة عقب تعهد الحكومة بعدم التسامح مع أي ممارسات عنصرية تصدر عن الشرطة.

وكان الرئيس إيمانويل ماكرون قال الأربعاء الماضي إن العنصرية آفة تطال المجتمع برمته، في حين دعا وزير الداخلية إلى عدم التساهل مع العنصرية في صفوف الشرطة، واتخاذ تدابير لتحسين سلوكها. ومن جانبها دعت منظمة العفو الدولية إلى إصلاح ممنهج لممارسات الشرطة في فرنسا.

في السياق، تظاهر أمس أكثر من عشرة آلاف شخص في زيوريخ بسويسرا للتنديد بالعنصرية، وردد المحتجون هتافات بينها "حياة السود مهمة" وعلى هامش المظاهرات وقعت مناوشات بين شبان وقوات الأمن.

كما نظمت احتجاجات في نفس الإطار في ثلاث مدن بألمانيا بينها شتوتغارت وهامبورغ.

وفي إيطاليا، قام مجهولون مساء أمس بتخريب تمثال للصحفي إيندرو موتانيللي بمدينة ميلانو، وكتبوا على قاعدته "عنصري مغتصب" وكانت جمعية مناهضة للفاشية طلبت من رئيس البلدية إزالة تمثال الصحفي المتوفى عام 2001 الذي تتهمه بالزواج من طفلة في إثيوبيا خلال فترة الاستعمار الإيطالي في أفريقيا.

كما تظاهر الآلاف أمس في عدة مدن بأستراليا للمطالبة بالمساواة بين الأعراق ورفض العنصرية، وخرجت مظاهرات مماثلة في نيوزيلندا، بالإضافة إلى تجمعات أقل عددا في تايلند واليابان.