ليبيا.. قوات الوفاق تتقدم بمحيط مطار طرابلس وإيطاليا تدعو للإسراع بتعيين مبعوث أممي

أحد مقاتلي حكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة خلال اشتباكات مع قوات حفتر بضواحي طرابلس
جنود لحكومة الوفاق الليبية المدعومة من الأمم المتحدة أثناء اشتباكات مع قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر بضواحي طرابلس (رويترز)

قالت قوات حكومة الوفاق الليبية اليوم إنها حققت تقدما كبيرا في محيط مطار طرابلس ومحيط محور الرملة جنوبي العاصمة، في وقت دعا فيه رئيس الوزراء الإيطالي جويبي كونتي للإسراع في تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة في ليبيا.

وذكر المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق في بيان، أن قوات لواء المحجوب "تتقدم بقوة في محور الرملة ومحيط مطار طرابلس"، مضيفا أن تلك القوات سيطرت على سيارتين مسلحتين ودمرت ستا أخرى.

وأعلنت قوات حكومة الوفاق أمس الجمعة أنها تطارد مسلحي اللواء المتقاعد خليفة حفتر في محيط مطار طرابلس، وأنها تمكنت من السيطرة على تمركزات مهمة، دون ذكر تفاصيل.

ونجحت قوات الوفاق في السيطرة خلال الأيام القليلة الماضية على محاور قتال ومعسكرات إستراتيجية جنوبي طرابلس، من أبرزها معسكرات حمزة واليرموك. ويأتي هذا التقدم بعد أسابيع قليلة من سيطرة قوات الوفاق على كافة مدن الساحل الغربي وصولا إلى الحدود مع تونس، إضافة إلى قاعدة الوطية الإستراتيجية، وكلها كانت تحت سيطرة قوات حفتر.

وبدعم من دول عربية وأوروبية، تشن قوات حفتر منذ 4 أبريل/نيسان 2019 هجوما متعثرا للسيطرة على طرابلس، مقر الحكومة المعترف بها دوليا، مما أسقط قتلى وجرحى بين المدنيين، بجانب أضرار مادية واسعة.

كتابات بالروسية
وفي سياق متصل، نشرت سرية الهندسة العسكرية بقوات حكومة الوفاق صورا لكتابات باللغة الروسية، وجدت في مواقع سكنية بمنطقة عين زارة جنوبي العاصمة كان ينتشر فيها مرتزقة شركة فاغنر الروسية.

وتشير إحدى الكتابات إلى أن أحد الذين كتبها يدعى "فيدوسلاف"، حيث كتب جدار اسمه إلى جانب جملة "المجد لروسيا".

كما كتب جملا أخرى باللغة الروسية تتضمن أسماء لمعالم في منطقة عين زارة جنوب طرابلس كوصف أحد البيوت وتحديد موقعي أحد المخازن ومحل لبيع اللحوم. وتبين كتابات روسية أخرى اتجاهات وإحداثيات لألغام زرعت في منازل المدنيين وأحيائهم السكنية في جنوب طرابلس.

وفي سياق متصل، أظهر موقع "فلايت رادار" المتخصص في تتبع حركة الطيران العالمي إقلاع طائرة روسية اليوم من قاعدة حميميم الروسية في اللاذقية غربي سوريا، وحسب مسار الرحلة فقد دخلت الطائرة الأجواء الليبية، وهي في طريقها إلى قاعدة الخادم الإماراتية شرقي ليبيا.

أميركا وروسيا
وكان الجيش الأميركي ذكر الأربعاء الماضي أن عسكريين روسا سلموا 14 طائرة ميغ 29 وسوخوي 24 إلى قاعدة الجفرة الجوية التابعة لقوات حفتر وسط ليبيا.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤول عسكري أميركي قوله إن نشر طائرات عسكرية روسية في ليبيا ربما لن يؤدي إلى حسم الصراع هناك، ولكن سيتيح لموسكو موطئ قدم في منطقة شمال أفريقيا.

وأضاف مدير الاستخبارات العسكرية في قيادة الجيش الأميركي بأفريقيا الجنرال جورج هادفيلد أن نجاح المساعي الروسية سيكون مقلقا للغرب، خاصة إذا ما استخدمت موسكو ليبيا لنصب أنظمة صواريخ بعيدة المدى، وهو ما يعني قلب المعادلة الإستراتيجية بين الجانبين لغير صالح أوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) والغرب عموما.

مبعوث أممي
من ناحية أخرى، شدد رئيس الوزراء الإيطالي على أهمية الإسراع في تعيين مبعوث جديد للأمم المتحدة في ليبيا، في أعقاب استقالة المبعوث السابق غسان سلامة في مارس/آذار الماضي.

وأعرب المسؤول الإيطالي عن قلق بلده حيال استمرار جهات خارجية في إٔرسال أسلحة إلى ليبيا، قائلا إن ذلك يعتبر تصعيدا يسهم في تأجيج النزاع، ويطيل معاناة الشعب الليبي، ويشكل خطرا على جيران ليبيا وعلى الأمن الأوروبي.

وطالب كونتي في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج بالعودة للمسار السياسي وفقا لقرارات مجلس الأمن، ومخرجات مؤتمر برلين.

وأوضح السراج أن الحل السياسي للأزمة في ليبيا هو ما تستهدفه حكومته "فور دحر العدوان"، في إشارة إلى هجوم قوات حفتر.

المصدر : الجزيرة + وكالات