الكاتبة إيفون ريدلي: اعتقال أبناء الجبري خطوة يائسة من ولي العهد السعودي لترهيب المناوئين

سعد الجبري كان مستشارا لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف

مع ظهور تفاصيل اعتقال أبناء مسؤول المخابرات السعودي السابق سعد الجبري، رأت الكاتبة الصحفية البريطانية إيفون ريدلي أن هذه الخطوة تمثل آخر التحركات اليائسة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان لترهيب المناوئين.

وقالت ريدلي في مقال نشره موقع "ميدل إيست مونيتور" قبل أيام إن "جنون العظمة" يزداد لدى الأمير محمد بن سلمان، وإنه أظهر المستوى غير المسبوق الذي قد يبلغه من أجل إحكام قبضته الحديدية على المملكة وإرغام سعد الجبري على العودة إلى الرياض من منفاه في كندا حيث يقيم منذ العام 2017.

وقد تكشفت تلك الوقائع حين قرر خالد الجبري أكبر أبناء المسؤول السعودي السابق الإفصاح عما جرى لشقيقيه لوسائل الإعلام الغربية.

وقال خالد لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن شقيقيه "عمر (21 عاما) وسارة (20 عاما) اختطفا وقت الفجر يوم 16 مارس/آذار (الماضي) حيث قام نحو 50 من عناصر أمن الدولة الذين وصلوا في 20 سيارة باختطافهما من سريريهما".

وأشارت مصادر أخرى إلى أن السلطات السعودية اعتقلت أيضا شقيق سعد الجبري.

إيفون ريدلي: سكوت إدارة ترامب إزاء اغتيال خاشقجي
ربما جرّأ محمد بن سلمان

وقالت الكاتبة إيفون ريدلي إنه ما لم يقف العالم في وجه ديوان ولي العهد السعودي المصاب بجنون العظمة، فإن الخوف سيخنق حرية التعبير حتى في الديمقراطيات الغربية.

ورأت أن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي كان ينبغي أن يدق ناقوس الخطر بشأن هذه الحريات، لكن تقاعس إدارة دونالد ترامب عن الرد على تلك الجريمة قد جرأ محمد بن سلمان على ما يبدو.

يذكر أن سعد الجبري كان مستشارا ومساعدا لولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف. وقد جاء اعتقال عمر وسارة الجبري بعد عشرة أيام من اعتقال الأمير محمد بن نايف.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن أربعة عقود من عمل الجبري في وزارة الداخلية السعودية "جعلته منغمسا في العديد من القضايا الحساسة داخليا وخارجيا، ويعرف مكان دفن الأسرار في المملكة".

وقد أكد هذه القراءة للصحيفة ضابط سابق في الاستخبارات الأميركية، قائلا "إن جهاز المراقبة الواسع بوزارة الداخلية ربما أعطى الجبري كنزا من أسرار المملكة، بما في ذلك أنشطة أفراد العائلة المالكة، ومخططات الفساد والجريمة".

وأضاف "كما جعله مطلعا على معلومات ربما تكون غير جيدة عن الأمير محمد بن سلمان نفسه".

وقد شغل الجبري منصب وزير دولة، وكان أحد كبار الضباط في الداخلية السعودية، وهو خبير في الذكاء الاصطناعي وقام بأدوار رئيسية في معركة المملكة ضد تنظيم القاعدة وتنسيقها الأمني مع الولايات المتحدة.

لكن مهمته في الداخلية انتهت كضحية للصراع بين أميرين قويين حول من سيحكم المملكة، فقد فوجئ أواخر العام 2015 بإعلان التلفزيون السعودي خبر إقالته من وظيفته.

وبحسب "واشنطن بوست"، جاء طرده بعد لقائه مدير المخابرات الأميركية السابق جون برينان في سبتمبر/أيلول 2015 في واشنطن، بدون معرفة محمد بن سلمان.

لذا بعد عودته صدر مرسوم ملكي بعزله، وقد استطاع بعد ذلك بطريقة ما السفر إلى الولايات المتحدة، وكان فيها عندما أعلنت إقالة محمد بن نايف من ولاية العهد.

غير أنه لم يشعر بالأمان في أميركا تحت إدارة ترامب، خوفا من تسليمه إلى محمد بن سلمان، لذا تركها عام 2017 إلى كندا، وهذا ما جعل بعضا من الخبراء -بحسب وكالة الأناضول- يشيرون إلى أن شبح الجبري ربما كان في خلفية الأزمة الدبلوماسية التي اندلعت بين السعودية وكندا في أغسطس/آب 2018.

وهذا ما دفع ابنه ومسؤولين أميركيين سابقين إلى التصريح لصحيفة "نيويورك تايمز" بأن "الأمير محمد بن سلمان يريد إجبار سعد الجبري على العودة إلى المملكة، لأنه يخشى ترك شخص مثله لديه كمٌّ ضخم من المعلومات السرية، بعيدا عن قبضته".