واشنطن وباريس تدعوان لخفض التصعيد بليبيا.. قوات الوفاق تتقدم نحو ترهونة وتدمر 6 منظومات جوية روسية

دمرت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية ست منظومات دفاع جوي روسية، وعززت مواقعها بالقرب من مدينة ترهونة؛ تمهيدا لانتزاعها من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في وقت انضمت فيه واشنطن وباريس لأطراف دولية تدعو لوقف التصعيد في ليبيا.

فقد أكدت قوات الوفاق أن طائراتها دمرت اليوم الأربعاء ثلاث منظومات دفاع جوي روسية في ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس) واثنتين في منطقة الوشكة بين مدينتي مصراتة وسرت، وأخرى بواسطة مدفع موجه في ضاحية سوق الأحد (جنوب العاصمة)، مما يرفع عدد المنظومات الروسية التي دُمرت خلال ثلاثة أيام إلى تسع.

كما عرضت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المنظومة التي صادرتها عقب السيطرة على قاعدة الوطية العسكرية، وجابت بها شوارع العاصمة طرابلس.

وقال المتحدث باسم الجيش الليبي محمد قنونو إن منظومة الدفاع الجوي الروسية "بانتسير" تم شراؤها بالمال الإماراتي بهدف القضاء على الحكومة الشرعية، وأضاف أن الموقف العسكري الليبي ممتاز، وسيتم تطهير جميع مدن البلاد، وأن الحكومة لن ترهب الشيكات الإماراتية أو المخابرات المصرية أو فاغـنر الروسية.

وشنت طائرات حكومة الوفاق عدة غارات على ترهونة، أسفرت أيضا عن تدمير عدة آليات، واستهدفت ضربات أخرى مواقع في الوشكة، وفي بلدة الأصابعة القريبة من ترهونة؛ مما أسفر عن قتلى في صفوف مسلحي حفتر.

"Operation Peace Storm" of UN-recognized government forces against warlord Khalifa Haftar's militias
عناصر من قوات الوفاق خلال اشتباكات مع مسلحي حفتر جنوبي طرابلس (الأناضول)

وبالتزامن، عززت قوات الوفاق مواقعها على تخوم ترهونة، للضغط على المدينة تمهيدا للسيطرة عليها. ويأتي هذا التطور بعد إعلان متحدث باسم حفتر إعادة انتشار لقواته جنوبي طرابلس، وسط أنباء عن انهيار التحالف بين مسلحي ترهونة وقوات حفتر القادمة من الشرق الليبي.

عملية عسكرية
وقال المتحدث باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" مصطفى المجعي إن غرفة العمليات التابعة لقوات الوفاق استكملت ما وصفها بخطة تحرير ترهونة، وقال إن العملية ستبدأ قريبا جدا.

وأضاف أن تحييد الدفاعات الجوية الروسية بترهونة يعد تمهيدا للعملية العسكرية التي سبقتها قبل شهر محاولة لم تكلل بالنجاح.

وتستعد قوات الحكومة الليبية المعترف بها دوليا لعملية تستهدف ترهونة، بعدما سيطرت في الأيام القليلة الماضية على قاعدة الوطية الإستراتيجية (140 كيلومرا جنوب غرب طرابلس)، وبلدتي تيجي وبدر بالجبل الغربي، فضلا عن تقدمها باتجاه بلدة الأصابعة التي تتفاوض مع أعيانها لتسليمها لحكومة الوفاق.

وفي محيط الأصابعة، التي تقع جنوب غريان (100 كيلومتر تقريبا جنوب غرب العاصمة)؛ قتل اليوم خمسة من قوات الوفاق، وأصيب عشرون في غارة شنتها طائرة تابعة لقوات حفتر.

وأعلنت المكونات العسكرية والمدنية في مدينة الزنتان (الواقعة بالجبل الغربي) تأييدها لحكومة الوفاق، وصدر موقف مماثل عن السلطة المحلية في مدينة مزدة، التي تقع على خط إمداد لقوات حفتر باتجاه مدينة ترهونة، المعقل الأخير لحفتر في الغرب الليبي.

مقبرة جماعية
وفي خضم العمليات العسكرية الجارية، أعلنت عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق عثور قواتها على مقبرة بها سبع جثث في أحد محاور القتال جنوبي طرابلس.

وذكرت عملية "بركان الغضب" على صفحتها بموقع فيسبوك أنها عثرت على تلك المقبرة بعد تقدمها على أحد مراصد القوات، وكانت قوات الوفاق اتهمت مرارا قوات حفتر بإعدام أسرى ومدنيين في محاور القتال جنوبي العاصمة.

خفض التصعيد
سياسيا، قال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب ونظره الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقشا اليوم في اتصال هاتفي بواعث القلق بشأن التدخل الأجنبي المتزايد في ليبيا، مشيرا إلى أن الجانبين اتفقا خلال الاتصال على الحاجة العاجلة لخفض التصعيد.

وفي موسكو، أعرب مصدر في وزارة الخارجية الروسية عن دعم موسكو أي مبادرة تهدف إلى وقف سفك الدماء في ليبيا.

وفي أنقرة، قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار إن أعمال الاستشارات والتدريبات المشتركة مع عناصر القوات المسلحة التركية هي التي غيّرت الموازين بنسبة كبيرة في ليبيا.

وكان الاتحاد الأوروبي دعا -بدوره- إلى وقف التصعيد العسكري والعودة للعملية السياسية، كما دعت البعثة الأممية في ليبيا إلى وقف إطلاق النار، وحذرت من أن التدخلات الأجنبية ستؤجج الصراع.

من جهته، قال رئيس حزب الجبهة الوطنية في ليبيا عبد الله الرفادي إن الإمارات دعمت حفتر لأنها ترى أن ليبيا بحكم موقعها الجغرافي وتكوينها الثقافي ووضعها الاقتصادي تمثل خطرا قوميا وإستراتيجيا حقيقيا يهدد مستقبلها.

وأضاف الرفادي في حديث خاص للجزيرة أن الإمارات وجدت ضالتها في حفتر ليقود مشروعا لتدمير ليبيا، وذكر أن حفتر لن يترك هذا المشروع وينسحب من محاور القتال بضواحي طرابلس الجنوبية إلا بقوة السلاح.

المصدر : الجزيرة + وكالات