ليبيا.. "الوفاق" توسع سيطرتها غربا وقوات حفتر تتراجع عن محاور القتال في طرابلس

تواصل حكومة الوفاق الوطني الليبية التقدم في المناطق التي كانت تحت سيطرة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما أعلنت قوات هذا الأخير انسحابها من جميع محاور القتال في طرابلس لمسافة تتراوح بين كيلومترين وثلاثة.

وأعلن أحمد المسماري الناطق باسم قوات حفتر سحب القوات في جميع محاور القتال بالعاصمة طرابلس لمسافة تتراوح بين كيلومترين وثلاثة.

وبرر المسماري على صفحته في فيسبوك، هذه الخطوة بما وصفها بتوسعة المجال في مساحة طرابلس، وإتاحة الفرصة لأداء الشعائر الدينية وتبادل الزيارات والتواصل بين الأهالي.

ودعا حكومة الوفاق إلى إنشاء منطقة خالية من التوتر والتصادم المباشر لتجنب تجدد الاشتباكات خلال هذه الفترة.

ميدانيا، نقل مراسل الجزيرة عن مصادر عسكرية في قوات حكومة الوفاق، أنهم رصدوا انسحابا لبعض الآليات التابعة لقوات لحفتر من محاور جنوب العاصمة طرابلس.

ودخلت قوات حكومة الوفاق بلدتي "تيجي" و"بدر" في منطقة الجبل الغربي شمال غربي البلاد، دون أي مواجهات مسلحة مع قوات حفتر.

كما أفادت مصادر بأن مفاوضات تجري مع أعيان بلدات صغيرة أخرى -بينها الأصابعة والعُربان- لإقناعهم بتسليمها لحكومة الوفاق المعترف بها دوليا.

ومُنيت مليشيا حفتر في الفترة الأخيرة بهزائم عديدة في المنطقة الغربية من ليبيا، أحدثها سيطرة القوات الحكومية أول أمس الاثنين على قاعدة "الوطية" الإستراتيجية الواقعة غرب العاصمة طرابلس.

تدخل إماراتي
وفي السياق ذاته، قال وزير الداخلية الليبي في حكومة الوفاق الوطني فتحي باشاغا إن الأزمة في بلاده ما كانت لتكون لولا التدخل الإماراتي في شؤونها الداخلية.

وفي تغريدة نشرها على حسابه بتويتر، كتب باشاغا ردا على تغريدة لوزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش حول الوضع في ليبيا، إن "الأزمة في ليبيا ما كانت لتكون أصلا لولا تدخلاتكم الخبيثة في شؤونها الداخلية، ودعمكم للانقلابيين، وإرسالكم للأسلحة، وشراؤكم للذمم بمالكم الفاسد، وتحريضكم على العنف بإعلامكم المُضلل".

وأضاف أن "أسلحتكم التي خلفها عملاؤكم وراءهم ستظل شاهدا على سوء أعمالكم، ودليلا نلاحقكم به ما حيينا".

وتابع وزير الداخلية الليبي في تغريدة ثانية "كفاكم ضحكا على المغفلين، وتلاعبا بالألفاظ والموازين، وقلبا للحقائق، ولعبكم دور أبناء يعقوب، وادعاءكم البكاء على يوسف.. سخَّرتم إعلامكم المضلل، ومالكم الفاسد، وخرقتم باستمرار قرارات (الأمم المتحدة) بحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا سعياً منكم وراء سراب حلمكم بمشروع دكتاتوري آخر في المنطقة".

وكان الوزير الإماراتي قرقاش كتب في حسابه على تويتر أن "الأزمة الليبية مستمرة منذ قرابة 10 سنوات، ولن تتاح لليبيين فرصة العيش في بلد آمن ومزدهر طالما أن الأطراف المتقاتلة تهدف إلى تحقيق مكاسب تكتيكية صغيرة وهي تجري وراء سراب النصر المؤقت، فلا بديل للعملية السياسية لإحلال الاستقرار الدائم".

مناقشات أممية
من جهته، عقد مجلس الأمن الدولي مؤتمرا عبر الفيديو لمناقشة الوضع في ليبيا عقب التطورات العسكرية الأخيرة.

وخلال المؤتمر، دعا المندوب الليبي لدى الأمم المتحدة طاهر السني مجلس الأمن إلى عقد جلسة طارئة لاتخاذ خطوات لإنهاء الإجراءات غير القانونية من قبل الإمارات في ليبيا.

وقال السني إن لدى حكومة بلاده أدلة دامغة بشأن النقل غير المشروع والمباشر للأسلحة إلى ليبيا من قبل الإمارات، لدعم حفتر الذي اعتبره مجرم حرب.

وأضاف أن الحكومة الليبية تدعم كل المبادرات التي تسعى لوقف القتال ومستعدة للحوار، لكنه جدد رفض الجلوس مع من قال إنهم يريدون النيل من ليبيا ومن تلطخت أيديهم بالدماء الليبية.

وفي تصريحات للجزيرة، قال السني إن بلاده تعد ملفا كاملا لتقديمه أمام المحاكم الدولية لمقاضاة الإمارات وكل من تورط مع حفتر، مؤكدا أن حكومة الوفاق قدمت مذكرات إلى المحكمة الجنائية الدولية، وأنها تتابع محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في ليبيا.

المصدر : الجزيرة + وكالات