رسائل إدارة ترامب لأطراف النزاع الليبي

Fighters loyal to Libya's internationally recognised government are seen after taking control of Watiya airbase near Tripoli
قوات حكومة الوفاق تمكنت من استعادة أهم قاعدة جوية في الغرب الليبي

محمد المنشاوي-واشنطن

طرحت التطورات العسكرية المتسارعة في الساحة الليبية الكثير من التساؤلات عن موقف إدارة الرئيس دونالد ترامب من هذه التطورات. ويرى بعض الخبراء أن الملف الليبي لا يلقى أي اهتمام أميركي جاد، في حين يرى فريق آخر أن امتداد النفوذ الروسي في ليبيا ضرب جرس إنذار لواشنطن بضرورة الاهتمام بالشأن الليبي.

وكانت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا، المعترف بها دوليا، قد أعلنت أمس الاثنين انتزاعها قاعدة "الوطية" الجوية الواقعة إلى الجنوب الغربي من العاصمة طرابلس، بعدما كانت خاضعة لسيطرة القوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر.

في حين تشن القوات الموالية لحفتر هجوما منذ أبريل/نيسان من العام الماضي، في محاولة للسيطرة على العاصمة طرابلس.

رسائل من الخارجية الأميركية
وكشف متحدث رسمي باسم وزارة الخارجية الأميركية في حديث مع الجزيرة نت أن موقف بلاده من التطور الأخير المتمثل في سيطرة قوات حكومة الوفاق الليبية على قاعدة الوطية العسكرية، ما زال يتمثل في ضرورة الوقف الفوري للقتال والعودة لدائرة التفاوض السياسي.

وطالب المسؤول الأميركي طرفي النزاع بالالتزام بالمفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة في إطار مباحثات ( 5+5 ) كما هو متفق عليه طبقا للاتفاق الموقع في 23 فبراير/شباط في مدينة جنيف.

وأثار المسئول الأميركي مخاوف تتعلق بانتشار فيروس كورونا المستجد في الأراضي الليبية، وذكر أنه "لا يمكن التوصل إلى سلام واستقرار في ليبيا إلا عن طريق حوار شامل يضم كافة الأطياف ويبدأ الآن من أجل تمكين مسؤولي قطاع الصحة من مواجهة وباء كورونا المستجد".

وردا على سؤال عن الثبات والتغير في موقف إدارة ترامب من حفتر، رد المسئول الأميركي على الجزيرة نت بالقول إن "موقفنا واضح ومحدد، الولايات المتحدة تعارض التصعيد العسكري من قبل جميع الأطراف، ويجب وقف هجوم قوات حفتر على العاصمة طرابلس فورا".

ودعا المتحدث باسم وزارة الخارجية حفتر إلى "استغلال الفرصة المتاحة أمامه ليكون طرفا في الحل السياسي للنزاع"، وطالبت الخارجية الأميركية الأطراف الليبية بالعودة على الفور للعودة للمفاوضات التي تشرف عليها الأمم المتحدة في إطار مباحثات 5+5 من أجل التوصل لشروط وقف إطلاق النار بما يساعد على التوصل لحل سياسي.

وعن الحرب الإقليمية الدائرة بالوكالة داخل الأراضي الليبية، أكد المسؤول الأميركي ضرورة توقف تدخل كل الدول في إشعال الصراع الليبي، وعليهم احترام قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحظر تصدير السلاح، وضرورة احترام تعهدات مؤتمر برلين.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الأميركية في حديثه مع الجزيرة نت "لا يوجد حل عسكري حاسم للصراع في ليبيا، بلا شك يجب على الفرقاء الليبيين حل خلافاتهم عن طريق التفاوض. نحن ندعم جهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا الساعية لحل ليبي للصراع في ليبيا".

وطالب المسؤول الأميركي بضرورة تطرق المفاوضات للقضايا الشائكة المتعلقة بدور المليشيات المسلحة المنتشرة في أنحاء البلاد، وتوحيد مؤسسات الاقتصاد الليبي، والخلافات حول شكل الحكومة الليبية في المستقبل، وأشار بصورة حاسمة إلى أنه "لا يمكن أن تستأنف المفاوضات في ظل قيام الأطراف الخارجية بإشعال الصراع".

تعقيد لجهود حفتر
من ناحيته، أكد ديفيد ماك، السفير السابق والخبير حاليا بالمركز الأطلسي بواشنطن، للجزيرة نت أن سقوط قاعدة الوطية ستُعقد من جهود حفتر لحصار طرابلس، كما يمكن أن يشكل سقوط الوطية فرصة لتوفير الإمدادات الإنسانية للمدنيين، والإمدادات العسكرية لقوات الحكومة المعترف بها دوليا في طرابلس.

وردا على سؤال حول مصير علاقات واشنطن واللواء المتقاعد خليفة حفتر، أكد السفير ماك، الذي سبق له الخدمة في طرابلس، أن بلاده، وعلى العكس من الفترات السابقة، "تعارض هجوم وحصار حفتر على العاصمة طرابلس".

ورد السفير ماك على سؤال للجزيرة نت عن تحول ليبيا لساحة معركة بالوكالة بين حلفاء واشنطن، مصر والإمارات من جانب، وتركيا من جانب آخر بالقول "لا تبدو واشنطن مهتمة بهذه القضية عند التحدث لحلفائها في القاهرة أو أبو ظبي أو أنقرة. ومن الواضح أن واشنطن لا تريد للملف الليبي أن يعرقل علاقتها بهذه الدول". ويعتقد ماك أن بلاده "فشلت حتى الآن دبلوماسيا في ليبيا، فلم تستطع واشنطن استخدام نفوذها الواسع لإدارة الصراع بدلا من ترك فراغ تملؤه دول مثل روسيا وتركيا".

المصدر : الجزيرة