كورونا.. "منظمة الصحة" تبحث تنسيق الجهود الدولية لمحاربة الجائحة والصين تؤيد إجراء تحقيق

This picture taken on April 24, 2020 shows a sign of the World Health Organization (WHO) in Geneva next to their headquarters, amid the COVID-19 outbreak, caused by the novel coronavirus. (Photo by Fabrice COFFRINI / AFP)
لافتة المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في مدينة جنيف السويسرية (رويترز)

انطلق المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة العالمية اليوم الاثنين باجتماع عبر الفيديو بمشاركة ممثلين عن 194 دولة لبحث تنسيق الجهود الدولية لمكافحة جائحة كورونا. من جهته قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده تعاملت دائما بشفافية في كل ما يتعلق بالجائحة، وتؤيد إجراء تحقيق في ملابسات تفشي الفيروس وذلك بعد السيطرة عليه.

وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في افتتاح المؤتمر السنوي للمنظمة الأممية على أنه لا يمكن الاستغناء عن دور منظمة الصحة العالمية، وأكد أنها بحاجة إلى موارد أكبر لتوفير الدعم للبلدان النامية. وقد تعهد الرئيس الصيني بتقديم ملياري دولار لمكافحة الفيروس عالميا على مدى عامين.

وعبر الرئيس شي عن تأييد بلاده لإجراء تحقيق شامل للاستجابة العالمية لأزمة فيروس كورونا تحت قيادة منظمة الصحة العالمية، وذلك بعد أن تصبح الجائحة تحت السيطرة. وكانت الصين قد عارضت بشدة دعوة أستراليا الشهر الماضي إلى إجراء تحقيق دولي في جائحة فيروس كورونا.

مشروع قرار
من جهة أخرى، ذكرت وكالة رويترز أن مشروع قرار سيطرح للتصويت في المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة يدعو إلى مراجعة مستقلة لأصول فيروس كورونا الذي ظهر أول مرة في الصين نهاية العام الماضي. وقد حصل المشروع على دعم 116 دولة، وهو ما يكفي لتمريره.

ويشارك في المؤتمر 194 دولة عضوا في منظمة الصحة العالمية، وقد جرى تقليص مدة المؤتمر السنوي من ثلاثة أسابيع إلى يومين فقط.

غير أن فرص التوصل إلى اتفاق على إجراءات عالمية لمعالجة أزمة كورونا، يهددها تدهور العلاقات السياسية بين أكبر اقتصادين في العالم بشأن الأزمة نفسها، إذ شهدت الأسابيع الماضية حربا كلامية بين واشنطن وبكين بشأن إدارة الأزمة، وذلك عقب اتهامات أميركية متكررة للصين بإخفاء معلومات عن حجم انتشار المرض والتسبب في انتشاره في مختلف دول العالم.

وقد هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي بقطع علاقات بلاده مع الصين، وذلك على خلفية دورها في أزمة فيروس كورونا، وقبلها قطعت واشنطن تمويلها لمنظمة الصحة العالمية بعد اتهامها بالانحياز إلى بكين وعدم التعامل بحزم مع أزمة كورونا.

القارة الأوروبية
وأعلن الدفاع المدني الإيطالي أمس أن فيروس كورونا تسبب في وفاة 145 شخصا في إيطاليا خلال الساعات 24 الماضية، وهو أدنى عدد يومي منذ بدء الحجر الشامل في البلاد يوم 9 مارس/آذار الماضي. وسجلت البلاد أكبر عدد يومي من وفيات كورونا يوم 27 مارس/آذار الماضي، بلغ 969 حالة.

وسيُعاد اليوم الاثنين فتح معظم الشركات والمتاجر في البلد الأوروبي، بما في ذلك المطاعم والحانات والمقاهي وصالونات تصفيف الشعر ومتاجر البيع بالتجزئة، وسيُسمح بفتح صالات الرياضة والمسابح ودور السينما والمسارح يوم 25 مايو/أيار الحالي. وأعلنت الحكومة أنها تحتفظ بحق فرض قيود إضافية إذا عاودت حالات الإصابة بالفيروس ارتفاعها.

وفي الدانمارك، تفتح اليوم المقاهي والمطاعم أبوابها من جديد، بالإضافة إلى المزيد من المدارس، وسط مزيد من تخفيف الإجراءات التي اتخذت لوقف انتشار فيروس كورونا المستجد، وقالت السلطات إن التباعد الاجتماعي لا يزال ضروريا.

تمويلات ببريطانيا
من ناحية أخرى، أعلنت الحكومة البريطانية أمس تخصيصها مبلغ 84 مليون جنيه إضافي (94 مليون يورو) لدعم أبحاث تطوير لقاح ضد جائحة فيروس كورونا. وسجلت البلاد -وهي ثالث أكبر بؤرة للفيروس عالميا- أمس الأحد 170 وفاة جديدة جراء المرض، وهي الحصيلة اليومية الأدنى منذ بدء العزل.

وسبق أن استثمرت حكومة لندن 47 مليون جنيه (53 مليون يورو) في الأبحاث التي تقوم بها جامعة "أمبريال كوليج" في لندن، ومعهد "جنير" التابع لجامعة أوكسفورد. وكلتا المؤسستين عضوة في فريق العمل الذي أنشأته السلطات منتصف أبريل/نيسان الماضي للتصدي لفيروس كورونا.

وعلى صعيد الوضع الوبائي في العالم، فاق عدد المصابين بالفيروس لحد الساعة 4.7 ملايين وفق إحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأميركية، توفي منهم نحو 316 ألفا، وتعافى أكثر من 1.73 مليون. وتصدرت الولايات المتحدة دول العالم في عدد الإصابات بنحو 1.5 مليون، ثم روسيا بأكثر من 281 ألفا، فبريطانيا بقرابة 245 ألفا.

BEIJING, CHINA - APRIL 08: Chinese workers and health officials wear protective white suits as they wait for travellers from Wuhan to take buses as they are processed and taken to do 14 days of quarantine, after arriving on the first trains to Beijing on April 8, 2020 in Beijing, China. China lifted its lockdown on Wuhan, the first epicentre of COVID-19 after 76 days, allowing healthy people to leave. China recorded for the first time since January 21st no coronavirus-related deaths. With the pandemic hitting hard across the world, officially the number of coronavirus cases in China is dwindling, ever since the government imposed sweeping measures to keep the disease from spreading. For more than two months, millions of people across China have been restricted in how they move from their homes, while other cities have been locked down in ways that appeared severe at the time but are now being replicated in other countries trying to contain the virus. Officials believe the worst appears to be over in China, though there are concerns of another wave of infections as the government attempts to reboot the worlds second largest economy. In Beijing, it is mandatory to wear masks outdoors, some retail stores still operate on reduced hours, restaurants employ social distancing among patrons, and tourist attractions at risk of drawing large crowds remain closed or allow only limited access. Monitoring and enforcement of virus-related measures and the quarantine of anyone arriving to Beijing is carried out by neighborhood committees and a network of Communist Party volunteers who wear red arm bands. Since January, China has recorded more than 81,000 cases of COVID-19 and at least 3200 deaths, mostly in and around the city of Wuhan, in central Hubei province, where the outbreak first started. (Photo by Kevin Frayer/Getty Images)
طواقم طبية بانتظار إجراءات فحوصات على مسافرين في مدينة ووهان وسط الصين (غيتي)

القارة الآسيوية
وفي القارة الآسيوية، قالت اللجنة الوطنية للصحة في الصين اليوم الاثنين إن البلاد سجلت سبع حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا أمس، ارتفاعا من خمس حالات في اليوم السابق.

وفي الجارة كوريا الجنوبية، سجلت اليوم 15 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الساعات 24 الأخيرة، وذكرت وكالة أنباء "يونهاب" الكورية الجنوبية أن البلاد سجلت حالة وفاة واحدة جديدة يوم أمس ليرتفع الإجمالي إلى 263 حالة.

أميركا والبرازيل
وفي الولايات المتحدة، سجلت 820 وفاة جراء فيروس كورونا في الساعات 24 الماضية، ليصل إجمالي الوفيات في البلاد إلى نحو 90 ألفا حسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز. وحصيلة أمس للوفيات اليومية هي الأدنى في البلاد منذ العاشر من الشهر الحالي.

وفي أميركا الجنوبية، حيا الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أمس الأحد مئات من أنصاره الذين احتشدوا خارج المقر الرئاسي، متحديا بذلك قاعدة التباعد الاجتماعي المفروضة لمواجهة فيروس كورونا المستجد الذي أودى بحياة أكثر من 16 ألف شخص وإصابة أكثر من 240 ألفا، لتصبح البرازيل رابع أكبر بؤرة عالمية للجائحة.

وقال الرئيس بولسونارو لدى اقترابه من أنصاره الذين تجمعوا خلف حاجز معدني في برازيليا "إن تلقي مظاهرة داعمة أمر يبعث على كثير من السرور (…) هذا يُقوّينا". ونشرت هذه المشاهد على حسابات الرئيس على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد ظهر واضعا قناعا ويرافقه عدد من وزرائه. وواصل الرئيس البرازيلي في عطلة نهاية الأسبوع انتقاد إجراءات الحجر في البلاد، دون أن يدلي بأيّ تصريح في ما يتعلق بتزايد أعداد ضحايا المرض.

حيا الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو أمس الأحد مئات من أنصاره الذين احتشدوا خارج المقر الرئاسي، متحديا بذلك قاعدة التباعد الاجتماعي المفروضة لمواجهة فيروس كورونا

الدول العربية
قرر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا أمس الأحد فرض حظر تجول كلي خلال أيام عيد الفطر، في إطار تدابير مكافحة فيروس كورونا. وكان المركز الوطني لمكافحة الأمراض في ليبيا قد أعلن أمس شفاء 7 حالات كانت مصابة بالفيروس، ليرتفع عدد المتعافين إلى 35. واستقر عدد الإصابات في البلاد عند 65، منها 3 وفيات، حسب بيانات المركز الوطني.

وفي مصر، قال رئيس الوزراء مصطفى مدبولي الأحد إن حظر التجول سيبدأ الساعة الخامسة مساء بدل التاسعة مساء اعتبارا من الأحد المقبل وحتى الجمعة 29 مايو/أيار الجاري، كما تقرر وقف حركة النقل الجماعي للحد من انتشار فيروس كورونا خلال أسبوع عيد الفطر.

وفي فلسطين، صار ارتداء الكمامة شرطا لدخول المسجد لأداء صلاة الجمعة وعيد الفطر، بخلاف إجراءات أخرى تتضمن التباعد وترك المصافحة. وسجلت السلطات الفلسطينية 560 إصابة، بينها 387 في الضفة الغربية وضواحي القدس المحتلة وقطاع غزة، بجانب 173 إصابة غير مؤكدة في القدس، بسبب منع إسرائيل وزارة الصحة من العمل داخل المدينة، في حين بلغ عدد حالات الشفاء 452.

وفي العراق، أعلنت وزارة الداخلية فرض غرامة قدرها 50 ألف دينار (نحو 42 دولارا) بحق من لا يلتزم بارتداء كمامة أو قفاز في الأماكن العامة. وسجل العراق حتى أمس الأحد 3404 إصابات بكورونا، بينها 123 وفاة، و2218 حالة تعافٍ.

وفي السودان، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية قرار الحكومة تمديد إغلاق مطارات البلاد أمام حركة الركاب للرحلات الدولية والداخلية حتى 31 مايو/أيار الجاري، في حين ستظل المطارات مفتوحة فقط لرحلات البضائع والمساعدات الإنسانية ورحلات الشركات العاملة في حقول النفط ورحلات إجلاء الرعايا الأجانب.

المصدر : الجزيرة + وكالات