بعد هجومين داميين.. طالبان تنفي مسؤوليتها والرئيس الأفغاني يأمر بمعاودة مهاجمتها

أمر الرئيس الأفغاني أشرف غني اليوم بمعاودة الهجمات على حركة طالبان ومن سماها الجماعات الإرهابية الأخرى في البلاد، وذلك بعد مقتل العشرات في هجومين على جنازة بمدينة ننغرهار ومستشفى للولادة في العاصمة كابل، وقد نفت طالبان أي صلة لها بالهجومين.

وقال الرئيس غني في خطاب تلفزيوني "أصدر أمرا لكل القوات الأمنية بوضع حد لموقعها الدفاعي، والعودة الى موقع الهجوم واستئناف عملياتها ضد العدو". ولم تتبن أي مجموعة حتى الآن هجومي اليوم، إلا أن الرئيس الأفغاني حمل حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عنهما.

وكانت الحكومة الأفغانية قد أوقفت عملياتها الهجومية على طالبان بعد توقيع اتفاق إحلال السلام بين الحركة والولايات المتحدة نهاية فبراير/شباط الماضي في الدوحة.

وتقول الحكومة إن قرار استئناف العمليات العسكرية ضد طالبان يأتي كرد فعل على خلفية تصعيد عسكري من قبل الحركة في أكثر من ولاية أفغانية.

تفاصيل الهجومين
ونقل مراسل الجزيرة بأفغانستان عن متحدث حكومي أن 24 شخصا قتلوا، وأصيب 65 -بينهم برلمانيون- في هجوم انتحاري استهدف صلاة جنازة لقائد شرطة محلية في مديرية خيوة بولاية ننغرهار شرقي البلاد. وأوضح المتحدث أن من بين القتلى عضوا في مجلس الولاية.

‪قوات أفغانية تحرس مدخل مستشفى للولادة في العاصمة كابل عقب هجوم مسلحين خلف خسائر فادحة في الأرواح‬ (رويترز)
‪قوات أفغانية تحرس مدخل مستشفى للولادة في العاصمة كابل عقب هجوم مسلحين خلف خسائر فادحة في الأرواح‬ (رويترز)

وفي العاصمة، قال متحدث باسم وزارة الداخلية إن 13 شخصا -بينهم رضيعان وممرضات- قتلوا في هجوم لمسلحين على مستشفى للولادة غربي المدينة، مضيفا أن ثلاثة من المهاجمين قتلوا، فيما تمكنت القوات الحكومية من إجلاء ثمانين شخصا -بينهم نساء وأطفال- كانوا محتجزين داخل المستشفى الذي تديره منظمة "أطباء بلا حدود".

من جهتها، نفت طالبان علاقة مسلحيها بهجوم كابل وننغرهار، وكانت الحركة قد صرحت في وقت سابق بأنها أوقفت هجماتها على المدن بموجب اتفاقها مع الولايات المتحدة، والرامي لسحب قواتها من البلاد.

وغرد مستشار الأمن القومي في أفغانستان حميد الله محب على حسابه بالقول "يبدو أنه لا فائدة ترجى من الاستمرار في مباحثات سلام مع طالبان".

تنديد دولي
وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو حكومة أفغانستان وحركة طالبان إلى التعاون من أجل تقديم مرتكبي الهجومين إلى العدالة.

ودان بومبيو في بيان الهجومين بأشد العبارات ووصفهما بأنهما "من أعمال الشر المطلق"، كما أشار إلى أن طالبان نفت مسؤوليتها عنهما.

وأضاف بومبيو أن عملية السلام المستمرة في أفغانستان تشكل فرصة مهمة للشعب الأفغاني "لبناء جبهة موحدة ضد التهديدات الإرهابية".

وبدوره، أعرب منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوسيب بوريل عن استياء الاتحاد "لانعدام الإنسانية الفظيع في الهجوميين الإرهابيين اليوم"، مضيفا أنه خلال اجتماع عن بعد مع وزراء الدفاع لدول الاتحاد "لا يمكن التعبير بكلمات عن الفظاعات التي شهدناها اليوم في أفغانستان".

وقال بوريل "سقط عشرات المدنيين الأبرياء بين قتيل وجريح في هذه الأعمال الإرهابية المرفوضة، استهداف وقتل أمهات وحديثي الولادة وممرضات وأسر في حداد أفعال خسيسة تدل على درجة عالية من انعدام الإنسانية".

المصدر : الجزيرة + وكالات