عمرو أديب يبتلع لسانه وأحمد موسى يهاجمه.. أزمة الحجر الصحي تكشف تخبط إعلاميي السيسي

من داخل مستشفى الحميات بالعباسية أحد مقرات الحجر الصحي لمرضى كورونا
المصريون اشتكوا من تدني مستوى الحجر الصحي سواء من ناحية الغرف أو الخدمات (مواقع التواصل)

يبدو أن أزمة شكوى المصريين من تدني مستوى المناطق المخصصة للحجر الصحي للعائدين من الخارج، لم تكشف فقط عن أزمة البنية الأساسية في القطاع الصحي، وغضب المصريين العائدين من إهمال السلطات لهم، وإنما كشفت أيضا عن تباينات في الأذرع الإعلامية لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي.

ففي الوقت الذي حاول فيه المذيع المقرب من الأجهزة الأمنية عمرو أديب لملمة الغضب الواسع وتبرئة السلطة بعد مهاجمته المستفزة للمصريين العائدين من الخارج، خرج مذيع آخر مقرب من الأجهزة الأمنية أيضا، ليدافع عن هؤلاء المصريين وعن حقهم في الشكوى، وينتقد من يهاجمهم.

تصريحات أحمد موسى اعتبرها البعض نقدا لأديب، لكن آخرين رأوها محاولة من السلطة لتبرئة ساحتها من تصريحات أديب التي جرّت عليها مزيدا من النقد لطريقة إدارتها لأزمة انتشار فيروس كورونا.


شكوى واستياء
القصة بدأت بتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لبعض المصريين العائدين من الخارج وهم يشتكون من تدني مستوى الحجر الصحي داخل المدن الجامعية المخصصة أصلا لسكن طلاب الجامعات، والتي خصصتها الحكومة المصرية لهم، وقالوا إنها لا ترقى للاستخدام الآدمي.

والأسبوع الماضي بدأت مصر في إعادة العالقين بعد أسابيع من الشكاوى والاستغاثات انتهت بأعمال شغب في الكويت، ومطالبات بترحيل المصريين، بينما قال نشطاء إن الحكومة الكويتية هي التي تحملت نفقات عودة المصريين.

ومع ما أحدثته تلك المقاطع المصورة من تفاعل واسع وغضب بين المصريين، انبرى عمرو أديب لمهاجمة المصريين العائدين من الخارج، بشكل أثار غضب رواد مواقع التواصل.

وقال أديب ساخرا من شكاوى تردي الأماكن المخصصة للحجر الصحي "بصراحة لم نكن مستعدين لاستقبالكم.. لو كنا نعلم أنكم ستغضبون كنا طلبنا منكم الانتظار لمدة سنة حتى يتم ترتيب الحجر بما يليق بكم".

وأضاف أن هذه هي الظروف المتاحة لمن يريد من الدولة حجرا صحيا بالمجان، أما من يريد مستوى أفضل فعليه أن يدفع المبالغ المطلوبة للحجر الصحي في الفنادق الفخمة.

وبطريقته المسرحية وبشكل اعتبره البعض إهانة بالغة، دعا أديب من تضايقه تلك الأوضاع إلى عدم العودة إلى مصر، مضيفا "لولا الملامة لقلت لكم: الطائرة التي جاءت بكم تُرجعكم".

انتقادات
سخرية أديب واستخدامه لنبرة الصوت العالية في مهاجمة المصريين، أثارا عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل.

وقال مغردون إن العائدين لا يطلبون إحسانا من الحكومة، فهم يكافحون في الخارج ويرسلون لمصر المليارات من الدولارات، ولا يشكلون عبئا على البلد في المعيشة والوظائف والدعم.

واعتبر البعض أن رسالة أديب للمصريين هي رسالة من السلطة التي أرغمتها الاحتجاجات والاشتباكات في الخارج على إعادة المصريين العالقين بعد أن ظلت لأسابيع تتجاهلهم.

ووصف آخرون تصريحات أديب بأنها تصريحات نظام احتلال وليس نظاما سياسيا يراعي مصلحة مواطنيه.

 
النقد الأهم -وإن كان غير مباشر- كان من مذيع آخر مقرب للأجهزة الأمنية هو أحمد موسى، إذ دافع عن حق العائدين في الشكوى من تدني الخدمة وعدم ملاءمة أماكن الحجر الصحي.

وأكد موسى أن مصر دولة كبيرة ولديها إمكانيات ضخمة، ويجب إغلاق الأماكن غير الملائمة فورا ونقل المصريين إلى أماكن أخرى، وهي متوافرة، ولا يعيب الدولة وجود بعض الغرف السيئة.

وقال إن هؤلاء العائدين هم خط الدفاع الأول عن النظام، ولم يتأخروا في كل الاستحقاقات الانتخابية والدستورية، وكانوا يقفون طوابير أمام الصناديق دعما للنظام، لذلك يجب توفير كامل الرعاية لهم.


أديب يتراجع
وفي محاولة للانحناء أمام العاصفة والتراجع وتبرئة السلطة لكن مع حفظ ماء الوجه، خرج أمس المذيع عمرو أديب ليؤكد أنه لا يتحدث باسم أحد، وأن كل ما قاله هو رأيه الشخصي فقط.

وقال أديب إن من حق المصريين العودة إلى بلادهم واستقبالهم بشكل مناسب، لكنه فقط يدعو إلى تحمل الظروف الصعبة.

وأكد أنه لا يتراجع عن رأيه، لكن كل ما طلبه هو التعامل بهدوء ومراعاة ظروف البلد.

 
التحجج بالجزيرة
ولصرف الأنظار عن مهاجمته، خصص أديب الجزء الأول من حلقته لمهاجمة قناة "الجزيرة" وإعلام المعارضة المصرية، وأنهم السبب وراء الأزمة.

كما دافع عن اتهامات مواقع التواصل له بالتدخل لنقل نجله الذي كان من العالقين في لندن وإدخاله العزل على حساب الدولة، مشيرا إلى أنه تبرع بمبلغ 250 ألف جنيه لصندوق "تحيا مصر" قبل خروج ابنه من العزل، وعرض على الشاشة إيصالا يؤكد ذلك.

وبسبب الحالة العصبية التي كان عليها أديب، استخدم لفظا خارجا في مهاجمة مذيعة بقناة "الجزيرة" وتوعد بمقاضاتها، بينما كانت تنقل آراء رواد مواقع التواصل الغاضبين من تصريحاته.

المصدر : الإعلام المصري + الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي