بدبلوماسية كورونا.. هل تسعى تركيا لإصلاح علاقاتها مع أميركا وأوروبا؟

Turkey stands in solidarity with US against COVID-19- - ANKARA, TURKEY - APRIL 30: Second batch of Turkey's medical aid packages are being loaded onto a military cargo plane, that will deliver them to United States to support the fight against coronavirus (COVID-19) pandemic, in Ankara, Turkey on April 30, 2020.
طائرة عسكرية تركية يجري شحنها بمساعدات طبية لدعم أميركا في مواجهة أزمة كورونا (الأناضول)

تأمل تركيا أن تكون أزمة فيروس كورونا فرصة لإصلاح علاقاتها المتوترة مع الولايات المتحدة وأوروبا، إذ أرسلت الأسابيع القليلة الماضية كمية كبيرة من المساعدات الطبية لأكثر من 60 دولة للمساعدة على مواجهة الجائحة، ومن هذه البلدان أميركا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا.

وكُتب في رسالة مدونة على كل شحنة من المساعدات الطبية التركية بيت من قصائد الشاعر الصوفي المعروف جلال الدين الرومي، جاء فيها "إن بعد اليأس أمل، وبعد الظلمة شموس كثيرة".

وقد تعرضت علاقات تركيا مع الولايات المتحدة لتوترات الفترة الأخيرة بفعل الملف السوري، وصفقة أنقرة لشراء منظومة دفاع صاروخي روسية، في حين تضررت علاقات الأخيرة مع الاتحاد الأوروبي جراء ملفها في حقوق الإنسان، والتنقيب عن النفط والغاز في مياه شرق المتوسط.

ورغم أن تركيا تاسع أكبر بؤرة في العالم للمصابين بفيروس كورونا، فإن وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو صرح نهاية الشهر الماضي بأن بلاده أصبحت ثالث أكبر موزع للمساعدات عالميا خلال جائحة كورونا، وشملت المساعدات كمامات وبذلات واقية، وأدوات للاختبارات ومطهرات وأجهزة تنفس صناعية.

إلى ترامب..
وفي رسالة إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب مع إحدى الشحنات، قال الرئيس رجب طيب أردوغان إنه يأمل أن تساعد "روح التضامن" التي أبدتها بلاده الساسة الأميركيين على "فهم أفضل للأهمية الإستراتيجية لعلاقاتنا".

وتواجه أنقرة احتمال فرض واشنطن عقوبات عليها بسبب شرائها نظام الدفاع الصاروخي الروسي "إس 400" الذي تسلمته العام الماضي لكنها لم تشغله بالكامل حتى الآن، ورغم خطر العقوبات فإن تركيا تقول إنه سيتم تشغيل هذه المنظومة.

كما دعا أردوغان السبت الماضي الاتحاد الأوروبي لزيادة التعاون مع بلاده، وذلك في ضوء الدعم الذي قدمته أنقرة لعدد من دول الاتحاد لمحاربة الفيروس، وقال الرئيس "أرجو أن يتفهم الاتحاد الأوروبي الآن أننا جميعا في قارب واحد".

ولا تزال تركيا مرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، لكن مفاوضات نيل العضوية تعثرت منذ فترة طويلة بفعل جملة من الخلافات السياسية ولا سيما ما يسميه الغرب السجل الحقوقي لتركيا، والتنقيب عن الغاز في مياه قبرص وشرق البحر المتوسط.

مشاكل باقية
وقد صرح وزير الخارجية التركي بأن مبادرة المساعدات الطبية أدت إلى تحسن الجو في واشنطن، غير أن شدد على أن المشاكل الأساسية مع إدارة ترامب ما تزال قائمة.

ورغم تأثير المساعدات الطبية التركية على العلاقات الدبلوماسية، فإن محللين يقولون إنه من المستبعد أن تكون لها نتائج دائمة دون القيام بخطوات ملموسة لمعالجة الخلافات الجوهرية، إذ يرى فادي هاكورا الباحث بالمعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن أنه "مهما كان حسن النية، أو الدبلوماسية الطبية، فلن تغير التداعيات السلبية التي ولّدها في واشنطن نشر تركيا نظام إس 400".

وترى جونل تول مؤسِسة ومديرة مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط في واشنطن أن خلافات أنقرة مع الاتحاد الأوروبي لن تحل بين عشية وضحاها، موضحة أن "مشاكل تركيا مع جيرانها وحلفائها الغربيين أخطر من أن تحل ببضع خطوات رمزية".

المصدر : رويترز