مواجهة كورونا.. منظمة الصحة تحذر من تخفيف الإجراءات والأوروبيون يفشلون في وضع خطة مالية

حذرت منظمة الصحة العالمية من تخفيف إجراءات احتواء فيروس كورونا، معتبرة أن احتواءه في أوروبا ما زال بعيدا، ونفت الاتهامات الموجهة لها من البيت الأبيض، في وقت فشل الأوروبيون في الاتفاق على خطة مالية لمعالجة تداعيات الوباء.

وأعلن المكتب الأوروبي للمنظمة اليوم الأربعاء أنه بالرغم من "المؤشرات الإيجابية" الواردة من بعض الدول، فإن الوضع في أوروبا ما يزال "مقلقا جدا" ومن المبكر تخفيف الإجراءات الهادفة لاحتواء فيروس كورونا المستجد.

ودعا مدير المكتب هانز كلوغ في مؤتمر صحفي كل الدول إلى تكثيف جهودها في ثلاثة مجالات: حماية العاملين بالقطاع الصحي، والفصل بين المتعافين والحالات المشبوهة، والتواصل مع الشعوب.

وأضاف كلوغ أن بعض الدول كإيطاليا وإسبانيا بدأت تظهر مؤشرات تدل على تراجع نسبة زيادة الحالات الجديدة، كما يتم إحراز "بعض التقدم الجيد" بالنمسا وهولندا وسويسرا. لكنه أعرب عن قلقه بشأن تصاعد حالات الإصابة في تركيا وإسرائيل والسويد وفنلندا وأوكرانيا ودول أخرى.

وأوضح أن سبعا من الدول العشر الأكثر تضررا عالميا توجد في القارة الأوروبية (العجوز) معتبرا أنه "من الخطر الاعتقاد أننا نقترب من النهاية".

وقبل بضعة أيام، أعلنت النمسا والنرويج والدانمارك خططا لرفع القيود المعمول بها اعتبارا من منتصف الشهر الحالي بشكل تدريجي.

وفشل اجتماع لوزراء مالية دول الاتحاد الأوروبي في التوصل لاتفاق بشأن خطة إنعاش تعالج تداعيات تفشي فيروس كورونا بعد ليلة طويلة من المباحثات، لكن رئيس مجموعة اليورو ماريو سينتينو أكد أن الاجتماع سيستأنف غدا.

وتتمسك الدول الأكثر تضررا مثل إيطاليا وفرنسا وإسبانيا بضرورة بذل جهد مالي غير مسبوق في صيغة ديون مشتركة، تتمثل في إنشاء آلية تسمح باللجوء إلى الاقتراض المشترك، وهو ما تعارضه دول أخرى في مقدمتها ألمانيا وهولندا.

من جهة أخرى، دعت المفوضية الأوروبية الدول الأعضاء في تجمع شنغن والدول الملحقة به إلى تمديد حظر السفر غير الضروري إلى دول الاتحاد الأوروبي حتى منتصف الشهر المقبل، مؤكدة في بيان أن التجربة أظهرت أن الإجراءات المطبقة لمكافحة الوباء تتطلب أكثر من ثلاثين يومًا لتكون فعالة.

كما أكدت أن تمديد تقييد السفر إجراء ضروري ولن ينجح إلا إذا تم تنفيذه بطريقة موحدة، موضحة أن قيود السفر تشمل في المجموع ثلاثين دولة.

اتهامات
من جهة أخرى، سئل كلوغ عن تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه سيعلق مساهمة بلاده في المنظمة، فقال "ما نزال في المرحلة الحرجة للوباء، لذلك فالوقت ليس ملائما الآن لوقف التمويل".

كما دافع رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد عن منظمة الصحة، وقال في تغريدة على تويتر "فوجئت بأن الحكومة الأميركية تشن حملة على القادة العالميين لمنظمة الصحة العالمية" مؤكدا أن الاتحاد يدعم "بالكامل" المدير العام للمنظمة الإثيوبي تيدروس أدهانوم غيبريسيوس.

وبدوره، قال غيبريسيوس خلال مؤتمر صحفي اليوم "لا تسيّسوا الفيروس. لا حاجة إلى استخدام كوفيد-19 من أجل تسجيل نقاط سياسية.. لديكم العديد من الوسائل الأخرى من أجل إثبات النفس".

وأضاف غيبريسيوس أنه "يتوجب على الولايات المتحدة والصين الاتحاد لمواجهة هذا العدو الخطر"، معربا عن تمنيه بألا "نواصل اللعب بالنار".

وكان ترامب قد قال خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض إن المنظمة منحازة للصين، إلا أنه تراجع بعد دقائق وقال إنه لم يقرر تعليق الدفع بل يعتزم دراسة هذه الإمكانية فقط، وإن "زمن تصفية الحسابات" سيأتي لاحقا.

المصدر : الجزيرة + وكالات