إخوان مصر يطرحون رؤيتهم لمواجهة "كورونا"

الإخوان المسلمين نظموا مؤتمرا عبر الإنترنت عن جائحة كورونا وسبل مواجهتها في مصر
جماعة الإخوان طرحت رؤيتها للمشاركة في مواجهة فيروس كورونا (مواقع التواصل الاجتماعي)

طرحت جماعة الإخوان المسلمين رؤيتها لكيفية المشاركة في مواجهة جائحة كورونا داخل مصر، وذلك خلال مؤتمر صحفي عقد ظهر اليوم الأحد عبر تقنية فيديو كونفرانس، وجاء تحت عنوان "التعاون والمشاركة فريضة".

وتناول المشاركون خلال المؤتمر الذي تابعه مراسل الجزيرة نت، عبد الرحمن محمد، الأولويات الضرورية من وجهة نظر الجماعة لمواجهة الوباء، وذلك في المجالات الطبية والمجتمعية والشرعية والاقتصادية.

وفي المؤتمر، أعلنت الجماعة تشكيل لجنة من الكفاءات المتخصصة والمهنية من أساتذة الطب والاقتصاديين وعلماء الشريعة والإعلاميين، تتولى إعداد محتوى علمي منهجي في كافة المجالات المحيطة بالجائحة.

وشددت الجماعة على لسان مقدم المؤتمر، على أنه رغم ما تعانيه من حصار وملاحقات وتضييقات، فإن ذلك لن يمنعها من التحرك لتقديم ما بوسعها للوطن وشعبه، معتبرة أن ذلك هو "واجب وفريضة على كل مصري صادق في انتمائه لوطنه".

وأعلن الإخوان المسلمون خلال المؤتمر أن الأولوية هي مواجهة هذا الوباء، من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب المصري، وأن الشعب المصري مطالب بكل فئاته وتوجهاته ومؤسساته بالتحرك بشكل رشيد، في هذه المواجهة الوطنية الشاملة.

ودعت الجماعة وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في نقل الحقائق، وتعزيز المصلحة الوطنية، والحرص على الشفافية التامة والمكاشفة المستمرة مع الشعب بالحقائق، قطعا للطريق على أية إشاعة أو تأويلات في غير موضعها.

المؤتمر استعرض عدد من الإجراءات الطبيبة الضرورية لمواجهة فيروس كورونا (مواقع التواصل الاجتماعي)
المؤتمر استعرض عدد من الإجراءات الطبيبة الضرورية لمواجهة فيروس كورونا (مواقع التواصل الاجتماعي)

كما طالبت بإخراج المعتقلين والسجناء كأحد إجراءات مقاومة هذا الوباء، خاصة مع تزايد معدلات انتشاره، وترى في هذا الإطار أن إطلاق سراح أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن لا يحتمل التأجيل.

وأعلنت الجماعة عبر بيان المؤتمر دعمها مبادرة الأزهر المتعلقة بـ "إعانة بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية"، ودعت الشعب المصري للتعاطي معها بشكل إيجابي وعاجل.

وخلال المؤتمر، تحدث محمد الدسوقي أستاذ الأمراض الصدرية بجامعة المنصورة وعضو الجمعية المصرية لمكافحة العدوى، عن "ضرورة التوحد لمواجهة الفيروس"، واستعرض عددا من الإجراءات الطبية اللازمة للاحتراز من الفيروس.

ولفت الدسوقي إلى أهمية "التوعية والوقاية" وضرورة اتباع الإجراءات الموصى بها، والالتزام بالحجر المنزلي كما تحدده السلطات، وعدم ترويج الشائعات السلبية وروح اليأس.

مواقع متخصصة
وفي كلمته، قال المتولي زكريا أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمي والأمراض المعدية، إنه لا مجال لجعل الخلافات الفكرية أو السياسية حائلا لمواجهة الحائجة.

ولفت زكريا إلى أن الجماعة قررت إنشاء مواقع متخصصة لرفع كفاءات الأطباء عبر متخصصين، كما سيجري إنشاء قنوات يوتيوب مخصصة لنشر المعلومة الصحيحة، وملصقات تشرح طرق مواجهة الفيروس.

وتحدث رمضان خميس أستاذ التفسير وعلوم القرآن عن المنهجية الشرعية للتعامل مع الأزمة، مشيرا إلى ضرورة الرضا والتسليم بقضاء الله وقدره، وعدم التسخط أو التشاؤم من المرض، والأخذ بأسباب الوقاية، وتعجيل الزكاة والصدقات، والالتزام بالقرارات الإدارية بالبقاء في البيوت، والاستمرار في عدم إقامة الشعائر في المساجد.

‪المحلل الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي خلال مشاركته بالمؤتمر‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)
‪المحلل الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي خلال مشاركته بالمؤتمر‬ (مواقع التواصل الاجتماعي)

دور رجال الأعمال
وفي استعراض رؤية الجماعة الاقتصادية للتعامل مع الأزمة، شدد المحلل والخبير الاقتصادي عبد الحافظ الصاوي على دور فئات رجال الأعمال من مستثمرين وتجار، وأفراد المجتمع من مستهلكين ومدخرين، والجمعيات الخيرية، فضلا عن الدور الحكومي لعلاج الأزمة.

وطالب الصاوي المستثمرين بضرورة الاجتهاد في توفير مستلزمات الإنتاج من السوق المحلية، والعمل على تقديم منتجات بديلة للواردات بشكل كامل، وتحويل الأزمة إلى فرصة، مما يساعد على بقاء المؤسسات المصرية في حالة من العمل والبعد عن البطالة.

كما طالب المجتمع بالالتزام بترشيد الاستهلاك، وعدم زيادة الطلب على السلع والخدمات من دون حاجة، وترسيخ مفهوم التكافل الاجتماعي، ومراعاة تنمية مدخراتهم، والبعد عن الاستهلاك الترفي، وعدم الدخول في عمليات المضاربة على العملات الأجنبية.

وفي سياق حديثه عن دور الحكومة، قال إنها مطالبة بتحريك عجلة الإنتاج، وتوفير السيولة اللازمة لتوفير الاحتياجات الضرورية للناس، وتوفير منح مالية للمحتاجين، وقروض حسنة للشركات.

المصدر : الجزيرة