نيويورك تايمز: ما القادم في الحرب ضد كورونا؟

يدعو مقال للكاتب نيكولاس كريستوف العالم إلى الاستعداد لموجات عدوى والتهابات جديدة جراء فيروس كورنا كوفيد-19، ويتساءل: ما القادم في الحرب ضد كورونا؟

ويقول الكاتب إن هناك أخبارا جيدة جدا وأخرى سيئة للغاية، وإن علماء الأوبئة يدرسون الأماكن التي اجتاحها الوباء أولا لفهم ما ينتظر العالم.

ويعرض المقال -الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية- ما يصفها بدروس من الخطوط الأمامية لهذه الحرب كما يلي:

أولا: هناك أمل
لدينا صندوق أدوات يعمل، فحتى البلدان التي أخطأت في الاستجابة الأولية، مثل إيطاليا والولايات المتحدة، فهناك أمل حيث ينجح التباعد الاجتماعي في إبطاء العدوى، ويفعل ذلك بسرعة في غضون أسابيع قليلة من اتخاذ إجراءات صارمة، ويبدو أن كلا من إيطاليا وإيران قد اجتازتا أسوأ موجة حتى الآن.

ولم يكن علماء الأوبئة يعرفون ببساطة مدى نجاح التباعد الاجتماعي، لكن الأمر الآن أصبح أكثر وضوحا، وصار لدينا الأدوات اللازمة لإنقاذ الأرواح، إذا ما تم استخدامها.

ثانيا: أخطاء التهاون
سيموت آلاف لا تحصى بسبب أخطاء الماضي والتهاون. والوباء يشبه ناقلة النفط التي تستمر في التحرك للأمام لفترة طويلة بعد أن يتم الضغط على الفرامل، والوفيات في الصين لم تنخفض بشكل كبير، وذلك حتى مرور شهر من فرض الضوابط. والفوائد من التباعد الاجتماعي في الولايات المتحدة ستستغرق بعض الوقت.

ويحتفظ معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن بنموذج يتم تحديثه باستمرار، حيث يتوقع أن يرتفع عدد الوفيات اليومية في جميع أنحاء الولايات حتى 16 الشهر الجاري قبل أن يبدأ بالانخفاض ببطء بحلول أغسطس/آب القادم. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 93 ألف أميركي سيلقون حتفهم جراء كوفيد-19.

غير أن المواطن الأميركي ويليام لابشيز (103 أعوام) من ولاية أوريغون أصيب بفيروس كورنا أوائل الشهر الماضي، وأنه تعافى في الوقت المناسب ليحتفل ببلوغه 104 سنوات مع البيتزا وكعكة الشوكولاتة الأربعاء الماضي.

لكن معدلات الوفاة جراء فيروس كورونا في ألمانيا وكوريا الجنوبية ارتفعت إلى 1%، وإذا تم تطبيق معدل الوفيات لدى الأخيرة حسب العمر على التركيبة السكانية للولايات المتحدة، فإن معدل وفيات الإصابات سيصل لنحو 2%.

ووفقا لمدير معهد القياسات الصحية والتقييم الدكتور كريستوفر موراي، فإنه كان من الممكن تجنب الغالبية العظمى من الوفيات في الولايات المتحدة.

وسجلت كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة أول حالات فيروس كورونا في نفس اليوم، لكن الأولى قامت بعمل أفضل بكثير في إدارة الاستجابة للفيروس.

وأما في الولايات المتحدة فقد أصيب تسعون ألف مواطن بالموجة الأولى من العدوى لأنها لم تدر الأزمة كما فعلت كوريا الجنوبية.

ثالثا: يمكن ثني المنحنى
وإذا أمكننا ثني المنحنى، فإنه سينعكس عندما نسترخي في التباعد الاجتماعي.
وهذه تعد أخبارا سيئة أكثر، حيث يبدو أن الكثير من الناس يعتقدون أنه بمجرد أن نتغلب على هذا الشهر القاتم أو الشهرين القادمين الباعثين على الإحباط، فإن الكابوس سينتهي. لكن الفيروس مرن، حيث يحذر خبراء الصحة من أن هذه قد تكون مجرد الموجة الأولى لما قد يكون موجات عدوى عديدة حتى نحصل على لقاح في وقت ما عام 2021.

وتشهد اليابان بعد النجاح الأولي زيادة في عدد الإصابات، في حين عانت الصين وكوريا الجنوبية من الإصابات القادمة من الخارج، وهو ما يبدو حتميا مع استئناف دوران عجلة الاقتصاد واستئناف السفر.

وينسب الكاتب للدكتور مارك بوزنانسكي من كلية الطب في جامعة هارفارد قوله إن هناك حقيقة بيولوجية تتمثل في أن الذين لم تصبهم العدوى في كوريا الجنوبية ليسوا محصنين، وأنه بمجرد انتهاء التباعد الاجتماعي فسيكونون عرضة للخطر مرة أخرى.

وينطبق الشيء نفسه على الولايات المتحدةـ إذ يقول الدكتور موراي "نحن ننظر فقط إلى هذه الموجة الأولى". ويقدر أنه في يونيو/حزيران القادم، فسيظل 95% من الأميركيين عرضة للإصابة بالفيروس.

وينسب الكاتب لعالم الأوبئة مايكل أوسترهولم من جامعة مينيسوتا قوله إن العالم مشتعل جراء هذا الفيروس، وهذا يعني أنه حتى إذا نجحت إحدى الدول في إخماد الحريق، فستستمر الشرارات في الوصول من مكان آخر لإحداث تفشيات جديدة. ويعتقد أوسترهولم أن انتشار الفيروس سيستمر لبعض الوقت.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز