"حكومة العار".. انتقادات داخلية لاتفاق نتنياهو وغانتس وحماس تدعو إلى تغليب خيار المقاومة

Labourers hang a banner depicting Benny Gantz, leader of Blue and White party, and Israel Prime minister Benjamin Netanyahu, as part of the party's campaign ahead of the upcoming election, in Tel Aviv, Israel February 17, 2020. REUTERS/Ammar Awad
نتنياهو وغانتس اتفقا أمس على تشكيل حكومة وحدة وطنية (رويترز)
انتقدت العديد من الأحزاب الإسرائيلية -بما فيها أحزاب القائمة المشتركة العربية- اتفاق رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو ومنافسه رئيس الكنيست بيني غانتس أمس الاثنين، على تشكيل حكومة ائتلافية بعد قرابة عام من الجمود السياسي.
 
بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن هذا التكتل ذا الأجندة المتطرفة "لن يخيف" الحركة، وأنه يجب أن يشكل في المقابل حافزًا لكل الفلسطينيين للإسراع في صياغة إستراتيجية وطنية ترتكز على خيار المقاومة.
 
ويقضي اتفاق تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الذي تم التوصل إليه أمس -من بين أمور أخرى- على المضي قدما في تنفيذ خطة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام، المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن"، وخصوصا مسألة فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية المحتلة بدءا من مطلع يوليو/تموز المقبل.
 

خطط الضم
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قالت إن زعيم حزب "أزرق أبيض" بيني غانتس طلب تأجيل الضم إلى ما بعد الانتهاء من أزمة كورونا، غير أن زعيم حزب الليكود بنيامين نتنياهو ضغط للبدء به قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

 
وقال حزب "ميرتس" اليساري -في تغريدة على تويتر- إن حكومة نتنياهو-غانتس "ليست حكومة وحدة ولا طوارئ، بل حكومة فساد".
 
وشدد الحزب على أنه "سيناضل -بلا هوادة- القوانين التي سيتم تقديمها لتجهيز حكومة الفساد والضم.. سنقدم بديلا لحكومة العار".
 
بدورها، اعتبرت ميراف ميخالي من حزب العمل (يسار) في تغريدة، أن حكومة نتنياهو-غانتس "حكومة ضم خطيرة وفاسدة تمنح لرئيس وزراء متهم بالفساد (نتنياهو) فيتو على تعيين القضاة"، في إشارة إلى لجنة برلمانية معنية بتعيين القضاة كانت العقبة الأساسية في المفاوضات بين نتنياهو وغانتس، قبل الوصول إلى اتفاق.
 
وأضافت ميخالي أن "على مؤتمر حزب العمل التصويت على عدم الدخول في هذا العفن".
 
من جانبه، اعتبر عضو الكنيست عوفر شيلح من حزب "هناك مستقبل" -في تغريدة- أن الاتفاق يمنح نتنياهو السيطرة الكاملة على تعيين القضاة والتشريع ولجان الكنيست والضم، سائلا غانتس "إلى أين سيقودك هذا الخزي؟".
 
أما أيمن عودة زعيم كتلة القائمة المشتركة (تحالف 4 أحزاب عربية)، فاعتبر أن "حكومة الاستسلام" التي شكلها غانتس ونتنياهو صفعة على وجه الأغلبية المدنية التي خرجت مرة تلو أخرى إلى صناديق الاقتراع للإطاحة بنتنياهو.
 
وأضاف في تصريح مكتوب أن القائمة المشتركة ستكون "معارضة قوية لحكومة نتنياهو-غانتس ولسياسات الضم والعنصرية".
 
بدورها، رأت "حركة السلام الآن" (يسارية إسرائيلية) أنه بتشكيل الحكومة الجديدة فإن الضم في الضفة الغربية وجد طريقه إلى "الأولوية القصوى" في إسرائيل، محذرة من أن "تكاليف" الضم ستكون أعلى بكثير من التكاليف المنهكة لأزمة كورونا. 
 
موقف حماس
من ناحية أخرى، قالت حركة حماس إن تكتل نتنياهو-غانتس في حكومة وحدة وطنية "لن يخيفنا".
 
وقال الناطق باسم الحركة فوزي برهوم في بيان له عقب توقيع اتفاق تشكيل الحكومة، "إن هذه التكتلات بأجندتها المتطرفة والتي تنافست وتوافقت فيما بينها على شطب حقوق شعبنا الفلسطيني وضم أراضيه، وإقامة الدولة اليهودية، لن تخيفنا".
 
وأضاف برهوم أن هذه التكتلات يجب أن تشكل حافزًا للكل الفلسطيني من أجل الإسراع في صياغة إستراتيجية وطنية موحدة ترتكز على خيار المقاومة في مواجهة الاحتلال ومخططاته، والدفاع عن حقوق شعبنا وحماية مصالحه.
 
واستدرك قائلا إن "كل الرهانات على ما يسمى عملية السلام في المنطقة مع هذا الكيان، رهانات خاسرة وتسويق للوهم".
المصدر : الجزيرة + وكالات