عمدة لندن يدعو لكشف الأسباب.. ثلث المصابين الأكثر تضررا بكورونا في بريطانيا من الأفارقة والآسيويين

Medical staff are seen testing people at a coronavirus test centre in the car park of Chessington World of Adventures as the spread of the coronavirus disease (COVID-19) continues, Chessington, Britain, April 2, 2020. REUTERS/Toby Melville TPX IMAGES OF THE DAY
صديق خان: أزمة تفشي وباء كورونا كشفت بشكل صارخ عن أوجه عدم المساواة العميقة بالمملكة المتحدة (رويترز)

قال عمدة مدينة لندن صديق خان إن الدراسات تشير إلى أن ثلث المصابين الأكثر تضررا بفيروس كورونا في المملكة المتحدة من الأفارقة والآسيويين وأقليات عرقية أخرى بالرغم من أنهم لا يشكلون سوى 14% فقط من إجمالي السكان.

وأوضح خان في مقال نشرته صحيفة غارديان تحت عنوان "المزيد من السود والآسيويين والأقليات الأخرى في بريطانيا يموتون جراء كورونا.. يجب أن نعرف الأسباب" أن تلك الحقائق كشفت أن الفكرة التي تقول إن وباء كورونا ساوى بين الجميع مجرد خرافة.

وقال أيضا إن أحد التداعيات غير المتوقعة لأزمة تفشي وباء كورونا أنها كشفت بشكل صارخ عن أوجه عدم المساواة العميقة في المملكة المتحدة.

وأعرب عن ترحيبه بإعلان الحكومة الأسبوع الماضي عن فتح تحقيق للوقوف على أسباب التأثير غير المتناسب لفيروس كورونا المستجد على الأشخاص المنتمين للأقليات العرقية، وأضاف "لكنني أخشى أننا نعرف بالفعل نتائج ذلك التحقيق والإجراء المطلوب".

ودعا خان الحكومة إلى الالتزام بجمع ونشر البيانات المتعلقة بالتركيبة السكانية للمصابين بالفيروس باستمرار، وذلك لتمكين الجهات المعنية من فهم الوضع والتصرف وفقًا لذلك.

وقال كذلك إن الوعود بتوفير تلك البيانات في المستقبل غير كافية، وأضاف "نحتاج إلى جمعها ونشرها الآن. ببساطة ليس هناك سبب وجيه للانتظار".

ثلاثة أطباء عرب فقدوا أرواحهم في بريطانيا وهم يواجهون كورونا (الجزيرة)
ثلاثة أطباء عرب فقدوا أرواحهم في بريطانيا وهم يواجهون كورونا (الجزيرة)

عدم مساواة
ووفقا لعمدة لندن فإن الأسباب التي أدت إلى كون المرضى الأكثر تضررا بفيروس كورنا من الأقليات العرقية عديدة ومعقدة، ومن أهمها الوضع الاجتماعي والاقتصادي لتلك الأقليات.

ويشكل المنحدرون من أقليات عرقية غالبية سكان الأحياء الفقيرة والمزدحمة بلندن، كما تجد أسرا كبيرة تعيش عدة أجيال تحت سقف واحد.

فالأقليات أكثر عرضة للفقر والعمل في وظائف محفوفة بالمخاطر وذات أجور منخفضة، ولا يملك العديد منهم ترف القدرة على العمل بأمان من المنزل خلال الإغلاق الاقتصادي.

وهذه العوامل -يقول خان- ساهمت في إنتاج مجتمع أقليات ذي صحة دون المتوسط، كما أنها ساهمت في انخفاض متوسط العمر المتوقع لأفراد الأقليات وانتشار الأمراض المزمنة والخطيرة مثل أمراض القلب والربو والسكري.

بالإضافة إلى أن أفراد الأقليات أكثر عرضة للعمل في الوظائف التي تعتبر خطوطا أمامية، مثل القطاع الصحي ودور الرعاية وسائقي الحافلات.

ففي قطاع الصحة مثلا حوالي 40% من الأطباء و20% من الممرضات من أصول أفريقية أو آسيوية. وفي لندن وحدها نجد أن نسبة 67% من القوى العاملة بقطاع الرعاية الاجتماعية للبالغين من أصول أفريقية وآسيوية، مما يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس.

المصدر : غارديان