نيويورك تايمز: الأميركيون يموتون بكورونا أكثر مما قضوا بحربي فيتنام وكوريا

KIRKLAND, WASHINGTON - MARCH 11: A cleaning crew exits the Life Care Center on March 11, 2020 in Kirkland, Washington. Most of the coronavirus deaths in Washington State have been linked to the nursing home. John Moore/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
تعاني الولايات المتحدة من نقص حاد في المواد والمعينات الطبية المطلوبة لمواجهة الأزمة (الفرنسية)

في أفضل السيناريوهات، سيموت من الأميركيين أكثر مما مات منهم في الحرب الكورية وحرب فيتنام مجتمعتين، وسيواجه الرئيس دونالد ترامب واقعا جديدا قبل الموجة التالية من الوباء والموت.

ورد ذلك في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز لمراسلها بالبيت الأبيض بيتر بيكر، ينتقد فيه تلكؤ ترامب في الإقرار بخطورة وباء كورونا قبل خمسة أسابيع حيث كان يردد أن الوضع "تحت السيطرة التامة" وأنها "مجرد إنفلونزا" إلى أن اعترف مؤخرا بأنها ليست إنفلونزا بل هي "وباء خبيث".

خنق الاقتصاد وإفقار الملايين
وبحسب تقرير نيويورك تايمز فإن ترامب عرض الثلاثاء الماضي جداول ورسوما بيانية تتوقع موت ما بين مئة ألف و250 ألفا على الأقل، وذلك في حالة تم الالتزام التام بالقيود الاجتماعية المتشددة التي ستخنق الاقتصاد وتفقر الملايين.

ووفق التقرير فإن أزمة وباء كورونا ستضعف رئاسة ترامب وتعرضه لتحديات لا يبدو أنه رآها في وضوحها التام إلا الآن.

ووفقا لأفضل سيناريو تم تقديمه أمس الأول -تقول الصحيفة- سيموت من الأميركيين الأسابيع والأشهر القادمة أكثر مما قضى في عهود الرؤساء السابقين هاري ترومان ودوايت دي أيزنهاور وجون كينيدي وليندون جونسون وريتشارد نيكسون بحربي كوريا وفيتنام معا.

الرئيس يتوقع الأسوأ
كما أن أقل تقدير لأعداد الوفيات جراء كورونا سيقترب من عدد ممن ماتوا من الأميركيين خلال الحرب العالمية الثانية في عهد الرئيس وودرو ويلسون، و14 ضعف عدد من ماتوا في العراق وأفغانستان معا خلال عهدي الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما، بحسب نيويورك تايمز.

‪وضع الوباء أجبر ترامب على توقع أسوأ ما يمكن أن يكون قد شهدته أميركا على الإطلاق‬ (الفرنسية)
‪وضع الوباء أجبر ترامب على توقع أسوأ ما يمكن أن يكون قد شهدته أميركا على الإطلاق‬ (الفرنسية)

وقالت الصحيفة إن هذا وضع شاق لأي رئيس، وهو ما أجبر ترامب الآن على توقع "أسوأ شيء ربما يكون قد شهدته أميركا على الإطلاق".

وأشار التقرير إلى أن الوباء ليس حربا بالطبع، وترامب لم يختر حدوث جائحة، لكن من المؤكد أنه سيتم الحكم عليه بالنظر إلى كيفية استجابته للدواء.

ولم يشرح ترامب أمس الأول لماذا تباطأت أميركا في إجراء الاختبارات على الناس وإلغاء المناسبات الكبيرة وإغلاق الشركات والمدارس، والحد من التجمعات إلا بعد أن بدأ حكام الولايات يقررون ذلك بأنفسهم. ولم يشرح أيضا سبب إعلانه إمكانية إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل حلول عيد الفصح.

ما زال يتفاخر
ومع ذلك استمر ترامب في عادته الإشادة بنفسه ليقول إنه لو لم يمنع معظم المسافرين من الصين لكانت الولايات المتحدة قد وصلت للحد الأقصى من عدد الوفيات المتوقع 2.2 مليون، متفاخرا بأنه وبلده قاما "بعمل عظيم". ولاحظ تقرير الصحيفة أن الرئيس بدا وكأنه يضع الحجة القائلة إن أي عدد من الوفيات أقل من 2.2 مليون سيكون بمثابة تأكيد على تعامله الكفؤ مع الأزمة.

وقارن التقرير بين عدد ضحايا الوباء الحالي والأوبئة التي تعرضت لها أميركا خلال القرن الماضي ليقول إن كورونا سيُصنف من بين الأكثر فتكا في الأوبئة السابقة، إذ قتلت الإنفلونزا عام 1918-1920 حوالي 675 ألفا ومن بينهم ضحايا الحرب العالمية الأولى، ثم جائحة 1957-1958 التي قُتل فيها حوالي 116 ألف أميركي، وعام 1968 حوالي مئة ألف، كما قتل فيروس (إتش1 إن1) عام 2009 -الذي هاجم بشأنه ترامب سلفه باراك أوباما- 12 ألفا فقط، وتتسبب الإنفلونزا العادية في وفاة ما بين 12 ألفا و61 ألفا سنويا منذ عام 2010.

وختمت الصحيفة بالقول: ومع ذلك، فإن ترامب -الذي نادرا ما يغرق في التفكير علنا- قد بدأ يتأمل الخسائر البشرية للوباء أكثر مما فعل في الأسابيع الأولى من الأزمة على ما يبدو لأن الوباء ضرب دائرته الخاصة.

المصدر : نيويورك تايمز