ليبيا أسوأ من كورونا.. صرخة آلاف المهاجرين الأفارقة العالقين في ليبيا

Migrants are seen with their belongings at the yard of a detention centre for mainly African migrants, hit by an airstrike, in the Tajoura suburb of Tripoli, Libya July 3, 2019. REUTERS/Ismail Zitouny
آلاف المهاجرين الأفارقة في ليبيا بات حلمهم العودة إلى بلدانهم بعد أن ضاقت بهم السبل هناك (رويترز)

"الوضع في ليبيا يثير في أنفسنا الخوف أكثر من فيروس كورونا، ومنذ أن تفشى الوباء في البلاد على نطاق واسع بات الوضع أسوأ من الفيروس نفسه". هكذا تحدث مهاجرون أفارقة عالقون في ليبيا وهم لسان حال آلاف اللاجئين الذين يعيشون تحت رحمة المهربين وخطر وباء كوفيد-19 وانسداد كل المنافذ البحرية والبحرية.

ونشرت صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية على موقعها الإلكتروني فيديو (7 دقائق ونصف) يتضمن شهادات مهاجرين ومهاجرات من عدة بلدان أفريقية جلهم شباب يتكلمون اللغة الإنجليزية يناشدون كل الأطراف من أجل فتح قنوات خروج قانونية لتسهيل خلاصهم من جحيم ليبيا سواء بالعودة إلى بلدانهم أو العبور إلى أوروبا.

وتمكنت الصحيفة من تجميع شهادات أولئك المهاجرين ضمن مشروع "النزوح.. أصوات من ليبيا" من خلال التواصل مع عدد كبير من المهاجرين سواء في مراكز الاستقبال أو خارجها، بواسطة الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي.

وتقول شابة من نيجيريا وهي تُظهر بكاميرا هاتفها النقال الشارع المهجور الذي يحيط بمنزل الأسرة الليبية التي تعيش معها كخادمة "إذا كانت بشرتك داكنة، فمن الأفضل عدم الظهور في محيطك"، وتضيف أنه "في نيجيريا كما هو الحال في البلدان الأخرى في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، هناك إصابات بكورونا أكثر من هنا في ليبيا، ولهذا السبب فإن الليبيين مقتنعون بأننا نحمل الفيروس".

‪مهاجرون أفارقة في ليبيا يستعدون للعودة الطوعية إلى بلدانهم بعد أن تبخر حلمهم في الوصول إلى أوروبا‬ (رويترز)
‪مهاجرون أفارقة في ليبيا يستعدون للعودة الطوعية إلى بلدانهم بعد أن تبخر حلمهم في الوصول إلى أوروبا‬ (رويترز)

 العودة أو الموت
وعن هذه الأوضاع يقول شاب صومالي من الذين ينتظرون في مدينة الزاوية (غرب طرابلس) إجلاءهم خارج ليبيا في إطار برامج تشرف عليها مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، "اتصلت بمكتب المنظمة الدولية للهجرة لإجلائي لكنهم لم يردوا علي".

وزادت متاعب المهاجرين الأفارقة في ظل احتدام القتال بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبي وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر حيث تمكنت القوات الحكومية من دحر قوات حفتر من كل مدن الساحل الغربي إلى الحدود التونسية واستعادة كل المدن الواقعة هناك وأبرزها صبراتة وصرمان.

وإضافة لتداعيات الحرب، تفاقمت أوضاع المهاجرين الأفارقة مع تفشي فيروس كورونا. فبعد القيود المفروضة على الرحلات الجوية الدولية وقرار العديد من البلدان الأفريقية بتقييد الدخول إلى أراضيها، علقت المنظمة الدولية للهجرة والمفوضية الأممية للاجئين برنامج إعادة التوطين وبرنامج العودة الطوعية الذي كان من المقرر أن يتيح لأكثر من 14700 مهاجر العودة إلى بلادهم الأصلية.

وأمام تلك الأوضاع أقدمت المفوضية الأممية على تفعيل "برنامج المساعدة الحضرية" بهدف توفير مستلزمات النظافة للمهجرين الأفارقة، وقبل ذلك منحهم مبالغ مالية لتشجيعهم على البحث عن سكن مستقل في العاصمة طرابلس بدل البقاء في مراكز الإيواء.

وختمت الصحيفة الإيطالية تقريرها بالقول إنه إذا لم تركز الوكالات الدولية جهودها على إعادة فتح قنوات الخروج القانونية وتنفيذها بالنسبة للمهاجرين الأفارقة، فإنه من المحتمل أن تشهد الأسابيع المقبلة وخاصة إذا تحسنت أحوال الطقس زيادة في عدد محاولات الهجرة عن طريق البحر مع ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر الموت غرقا.

المصدر : الصحافة الإيطالية