ليلة الأميرية الساخنة.. وتساؤلات عن اختطاف ضابط مصري قبل مقتله

الشرطة المصرية
الشرطة المصرية أعلنت مقتل ضابط وسبعة مسلحين في اشتباكات بمنطقة الأميرية شرقي القاهرة (رويترز)

ليلة ساخنة عاشتها منطقة الأميرية (شرقي القاهرة) مساء أمس الثلاثاء؛ إثر اشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين استمرت عدة ساعات، وأسفرت عن مقتل ضابط شرطة وإصابة آخر، فضلا عن مقتل سبعة مسلحين، حسب بيان لوزارة الداخلية.

لكن سخونة الأحداث لم تأت فقط من تبادل إطلاق النار الذي نقلته بعض القنوات ووسائل الإعلام المحلية على الهواء، في سابقة غير معهودة، فضلا عن متابعته عبر مواقع التواصل من جانب شهود عيان يسكنون بالمنطقة، بل أيضا من تداول روايات تخالف رواية السلطة، وتتحدث عن احتجاز المسلحين ضابطا قبل مقتله.

وقالت الداخلية المصرية إن الاشتباكات جاءت بعدما "وردت معلومات لقطاع الأمن الوطني عن وجود خلية إرهابية، يعتنق عناصرها المفاهيم التكفيرية، وتستغل عدة أماكن للإيواء شرق وجنوب القاهرة كنقطة انطلاق لتنفيذ عمليات إرهابية بالتزامن مع عيد القيامة المجيد".

وأضاف البيان المنشور على صفحة الوزارة في موقع فيسبوك أنه "تم رصد عناصر تلك الخلية والتعامل معها؛ مما أسفر عن مصرع سبعة عناصر إرهابية، واستشهاد المقدم محمد الحوفي بقطاع الأمن الوطني، وإصابة ضابط آخر وفردين من قوات الشرطة".

وعلى وقع تبادل إطلاق النار بين الشرطة والمسلحين، تسمّر كثير من المصريين أمام شاشات التلفزيون ومواقع التواصل، لمتابعة الحدث الذي يشاهدونه ربما للمرة الأولى، حيث تابعت تفاصيله بعض القنوات وكثير من صفحات التواصل الاجتماعي، خاصة من قبل سكان المنطقة، الذين بثوا الأحداث بشكل مباشر.

ومع تصاعد الاشتباكات، حظي مقتل ضابط الشرطة بتعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيه معارضون اعتبروا أن بث مشاهد الاشتباكات ينفي قيام الشرطة بتصفية المسلحين، مثل اتهامات في حوادث مماثلة، لا تعلن الشرطة تفاصيلها، وتكتفي فقط بعرض جثث المسلحين بطريقة متشابهة في كل العمليات.

في المقابل، تم تداول رواية مثيرة مفادها أن ضابط الأمن الوطني القتيل تعرض للاختطاف من شخصين كانا في الشقة أثناء مروره وتفقده المنطقة، من دون جدية في اتخاذ الاحتياطات الأمنية أثناء الكشف والاشتباه، وكان معه اثنان من المخبرين، وبعدها جاءت قوة من الشرطة لنجدته وبدأ الاشتباك.

وجاءت هذه الرواية على لسان عديدين، بينهم ضابط الشرطة السابق المقيم خارج مصر حاليا محمد صلاح، الذي أوضح أن عنصري الشرطة تمكنا من الفرار وإبلاغ وحدة إنقاذ الرهائن (إتش آر إف) التي لم تتمكن من إنقاذ الضابط، وانتهى الأمر بمقتله.

ولم يكشف الضابط السابق أو غيره ممن تبنوا هذه الرواية عن مصدر معلوماتهم.

 
وتماهيا مع رواية احتجاز الضابط قبل مقتله، وجّه الناشط الحقوقي المعارض هيثم غنيم سؤالا إلى ضباط الأمن الوطني بشأن حقيقة احتجاز الضابط محمد الحوفي قبل مقتله.

وعبر صفحته في موقع فيسبوك، سأل غنيم عن نوع الرصاص الذي قتل به الحوفي: "هل هو من رصاص المسلحين، أم من عيار "٥٤ مللي" المعروف باسم نصف بوصة؟"، مضيفا أن الجثة موجودة، ويمكن معاينتها، وممكن تكتشفوا أنكم قتلتموه بالخطأ في محاولة الاقتحام، أم أنكم لا تريدون القول إن الضابط تم احتجازه داخل الشقة".

 
 
لكن الملفت والأكثر إثارة أن رواية احتجاز الضابط -التي تحدث عنها معارضون ولم يشر إليها بيان الداخلية- جاءت أيضا بشكل غير مباشر على لسان صحفي مقرب من الأجهزة الأمنية المصرية، حيث وجّه سامي عبد الراضي -الصحفي المتخصص في الحوادث ومدير صحيفة الوطن- تحية لضباط مكافحة الإرهاب بقطاع الأمن الوطني الذين "دخلوا واقتحموا، في محاولة أخيرة لإنقاذ زميلهم الشهيد البطل المقدم محمد الحوفي".

وأرفق عبد الراضي منشوره على موقع فيسبوك بصور لجثث يبدو أنها لمسلحين، لكنه لم يوضح إن كانت تعود للمسلحين المقتولين في العملية أم لا.

‪صحفي مصري مقرب من الأجهزة الأمنية يتحدث عن محاولة إنقاذ الضابط قبل مقتله‬ صحفي مصري مقرب من الأجهزة الأمنية يتحدث عن محاولة إنقاذ الضابط قبل مقتله (مواقع التواصل)
‪صحفي مصري مقرب من الأجهزة الأمنية يتحدث عن محاولة إنقاذ الضابط قبل مقتله‬ صحفي مصري مقرب من الأجهزة الأمنية يتحدث عن محاولة إنقاذ الضابط قبل مقتله (مواقع التواصل)

كما بث موقع اليوم السابع مقطعا لشهود عيان من سكان المنطقة أوضحوا أن الاشتباكات حدثت نحو الساعة الثانية ظهرا، مشيرين إلى أن قوة من الشرطة ربما كانت في مهمة لجمع معلومات، لكن الأمور تطورت فجأة، وتم تبادل إطلاق النار، الذي أسفر عن إصابة ضابط.

وحسب مراسلين للجزيرة نت في القاهرة، فقد تحدث سكان بمنطقة الأميرية بما يخالف الرواية الرسمية، حيث قال بعضهم إن الحادث لا يعدو أن يكون مطاردة بين الشرطة وشخص يُشتبه في قيامه بالسطو على شركة نقل أموال تقع بالمنطقة نفسها.

في حين ذكر مواطنون آخرون أن الشخص صاحب الشقة التي تحدثت الشرطة عنها من قدامى السكان بالمنطقة، ومشهور بتدينه، ولم يروه من قبل إلا متنقلا بين بيته ومحل تجارته والمسجد. 

 
وشُيعت ظهر اليوم الأربعاء جنازة الضابط محمد الحوفي، وسط تعاطف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتصدرت وسوم عدة موقع تويتر للإشادة بالحوفي وقوات الأمن، بينما أصر معلقون على أن الأمر كان مرتبطا بحادث سطو مسلح لا بحادث إرهابي كما ذكر البيان الرسمي.
 
 
 
 
 
 
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي