نيويورك تايمز: العمال المهاجرون.. ليسوا مجرد ضحايا فيروس كورونا بل هم ناقلوه

تقول صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن فيروس كورونا كوفيد-19 يجد قوته في عالم المهاجرين، وإن العمال المهاجرين ليسوا ضحايا الفيروس فحسب، بل ناشريه، مما يزيد من المخاطر على السكان الضعفاء.

ويضيف تقرير نشرته الصحيفة أن الملايين من العمال المهاجرين يفقدون وظائفهم بسبب الإغلاق، ويشير إلى أن ما يقدر بأربعة ملايين عامل مهاجر يعمل في تايلند، وأن حشودا كبيرة من العمال عادوا من تايلند إلى منازلهم في ميانمار، وأن بعضهم كان مصابا بالفيروس.

وتقول الصحيفة إن ما يقرب من 200 مليون عامل مهاجر يسافرون أيضا عبر الحدود بأنحاء العالم، بحسب منظمة العمل الدولية، بالإضافة إلى نحو 760 مليون آخرين ممن يتنقلون داخل بلدانهم نفسها، وأكثر من 40 مليونا في الهند وحدها.

ويضيف التقرير أن العمال المهاجرين الذين يفتقرون إلى الحقوق الأساسية ويتعطلون في أماكن غير مألوفة، هم عادة أول من يعاني من الركود الاقتصادي في القوة العاملة.

ضحايا وناقلون للفيروس
ويضيف التقرير أنه مع انتشار كوفيد-19 في أنحاء العالم، فإن العمال المهاجرين ليسوا ضحايا لهذا الوباء فحسب، بل إنهم يعتبرون ناقلين له أيضا، وإنهم يتسببون في نقله إلى القرى غير المجهزة للتعامل مع هذه الأزمة الصحية.

وفي أواخر الشهر الماضي، قالت حكومة ميانمار إنها ستغلق حدودها مع تايلند لمنع الفيروس من اجتياح البلاد، غير أنه كان للإغلاق المقترح تأثير عكسي، حيث هرع المهاجرون المذعورون إلى بلدهم ميانمار، حيث ازدحم نحو 30 ألف شخص في أحد المعابر الحدودية في يوم واحد، وفقا لمنظمات حقوقية، مما يزيد من فرص العدوى وانتشار الفيروس.

وتقول الصحيفة إن الشيء نفسه حدث في أفغانستان، التي تشترك في حدود طويلة يسهل اختراقها مع إيران، مضيفة أنه مع انهيار الاقتصاد الإيراني جراء الحصار وبسبب كورونا، فقد كان يتدفق ما يبلغ 15 ألف عامل أفغاني من إيران إلى بلدهم بشكل يومي، مساهمين في انتشار الفيروس بأنحائه.

وفي الهند، عندما أعلن رئيس الوزراء ناريندرا مودي عن إغلاق وشيك على مستوى البلد الشهر الماضي، سارع مئات الآلاف من المهاجرين الداخليين إلى العودة لديارهم مع تبخر وظائفهم بين عشية وضحاها.

أصدقاؤه هجروه
وتقول الصحيفة إن أحد العمال الهنود ويدعى أنيل سينغ (36 عاما) سرعان ما اصطحب أسرته عندما سمع عن قرار الإغلاق من التلفزيون، وإنهم ركبوا الشاحنة لمئات الكيلومترات حتى وصلوا إلى قريتهم في داموه بولاية ماديا براديش وسط البلاد، غير أن أهل القرية وأصدقاءه القدامى رفضوا الاقتراب منهم، وهجروه ونصحوه وأسرته بالاحتماء بالأراضي الزراعية القريبة من القرية.

ويقول سينغ إن "الناس يصرخون عندما يمرون قربنا ويقولون إننا نحمل الوباء".

وفي ولاية أوتار براديش في شمالي الهند، يتم إجبار المهاجرين العائدين على الركوع بينما تستخدم السلطات الخراطيم لرشهم بمطهر "أكّال".

وفي الفلبين، حيث يعمل أكثر من 10% من السكان في الخارج، لم يتم فحص معظم المهاجرين العائدين للكشف عن فيروس كورونا، حتى لو كانوا قادمين من أماكن ذات تفشي فيروسي معروف.

ازدحام وعدوى
ويضيف التقرير أن ما يقرب من 4500 من موظفي السفن السياحية عادوا إلى الفلبين، وأن بعضهم أتوا من السفن التي تعج بالفيروس، وسط الخشية من أن يتسببوا في عدوى عائلاتهم الذين يعودون إليهم.

وتضيف الصحيفة أن الظروف المزدحمة التي يعيش ويعمل فيها المهاجرون، تعتبر أرضا خصبة لانتقال العدوى، ففي سنغافورة -التي تعتمد على العمالة الرخيصة من أماكن مثل الهند والصين وبنغلاديش- أصبحت مواقع البناء ومهاجع العمال الأجانب بؤرًا ساخنة لانتشار كوفيد-19.

ويختتم التقرير بأن المهاجرين سيظلون يذهبون إلى أماكن العمل رغم خطورة الإصابة بالوباء، في ظل عدم توفر فرص لهم للعمل في بلادهم، وأن بعضهم يفكر في توفير وجبته التالية، وليس في بعض الفيروسات غير المرئية التي ربما حملها مهاجرون آخرون معهم في الحافلات.

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز