ليبيا.. قوات الوفاق تدمر غرفة عمليات روسية جنوب طرابلس وتصد هجوما غرب سرت

Military vehicles of the Libyan internationally recognised government forces head out to the front line from Misrata, Libya February 3, 2020. REUTERS/Ayman Al-SahiliREUTERS03/02/2020
رتل عسكري تابع لحكومة الوفاق يغادر مدينة مصراتة إلى جبهة قتال جنوب شرق المدينة (رويترز)
أعلنت قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية أنها صدت هجوما لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر غرب مدينة سرت، بالتوازي مع تدميرها غرفة عمليات لمرتزقة شركة "فاغنر" الروسية جنوب طرابلس، في حين تسبب موالون لحفتر في قطع الكهرباء والمياه عن عدة مناطق في ليبيا.
 
فقد قال مصطفى المجعي الناطق باسم المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق إن قواتهم تمكنت اليوم الجمعة من صد هجوم لقوات حفتر في منطقة الوشكة، التي تقع على الطريق الساحلي بين مصراتة (200 كيلومتر شرق طرابلس) وسرت (450 كيلومترا شرق العاصمة الليبية).
 
وأضاف المجعي أن قواتهم ما تزال تتمركز في مواقعها، ولم تتكبد أي خسائر، مؤكدا أن قوات حفتر تكبدت في المقابل خسائر في الأرواح خلال صد الهجوم.
 
وتحدثت مواقع موالية لحفتر عن تقدم قواته باتجاه منطقة أبو قرين، الواقعة باتجاه الغرب (شرق مصراتة)، لكن مصادر ليبية نفت أي تغيير في وضع الجبهة هناك.
 
كما تحدث ناشطون عن قصف متبادل بالطائرات والمدافع بين الطرفين، ونقلوا عن مواقع موالية لحفتر سقوط قتلى وتدمير آليتين لقواته جراء استهدافها من قبل قوات حكومة الوفاق.
 
وفي محاور جنوب العاصمة، ذكر ناشطون أن المدفعية التابعة لقوات الوفاق استهدفت اليوم غرفة عمليات خاصة بشركة "فاغنر" الروسية المساندة لقوات حفتر في منطقة صلاح الدين، وأكدت المصادر نفسها تدمير الغرفة المزودة بأجهزة وتقنيات متطورة للاتصالات والتشويش والسيطرة.
 
وكانت طائرات مسيرة لحكومة الوفاق شنت مساء الخميس عدة غارات على أهداف عسكرية في مدينة ترهونة (80 كيلومترا جنوب شرق طرابلس)، وقال ناشطون إن القصف أوقع عدة قتلى في صفوف المسلحين الموالين لحفتر.
 
وكانت طائرات مسيرة للوفاق قصفت قبل ذلك مجددا قاعدة الوطية الجوية (غربي البلاد)؛ مما أسفر أيضا عن قتلى وجرحى في صفوف قوات حفتر.
 
ومساء الخميس، قصفت قوات حفتر انطلاقا من مواقعها جنوب طرابلس ميناء المدينة؛ مما أسفر عن تدمير مكاتب إدارية، وفق مصادر ليبية.
  
تنديد بالتصعيد
سياسيا، قالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالنيابة ستيفاني ويليامز إن التصعيد المستمر للحرب في ليبيا يضعف قدرة الدولة على التعامل مع تفشي فيروس كورونا، في الوقت الذي يتواصل فيه تدخل قوى أجنبية بانتهاك الحظر المفروض على تصدير الأسلحة.
 
ووصفت ويليامز -في مقابلة مع وكالة أنباء بلومبرغ- التصعيد العسكري الحالي بأنه تصرف متهور وغير إنساني.
 
وأضافت أن كل دعوة لهدنة -حتى عندما يقبلها الطرفان- تؤدي إلى تصعيد، سواء من قبل أطراف النزاع أو من مؤيديهم من القوى الأجنبية.
 
وكانت الأمم المتحدة دعت طرفي الصراع في ليبيا إلى وقف العمليات العسكرية، وبينما رحبت حكومة الوفاق بالدعوة، واصلت قوات حفتر استهداف مرافق مدنية في طرابلس، بينها مستشفيات ومطار معيتيقة المدني.
 
طالبة ليبية تطالع كتبا على ضوء الشموع خلال انقطاع سابق للكهرباء بطرابلس (رويترز)
طالبة ليبية تطالع كتبا على ضوء الشموع خلال انقطاع سابق للكهرباء بطرابلس (رويترز)

الكهرباء والمياه

على صعيد آخر، قالت حكومة الوفاق الوطني الليبية إن قوات حفتر قطعت صمام خط للغاز يقع جنوب العاصمة طرابلس، مما أدى إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن مناطق واسعة غربي وجنوبي ليبيا.
 
وفي بيان نشره اليوم، قال المركز الإعلامي لعملية "بركان الغضب" إن قوات حفتر أغلقت الخميس صمام خط الغاز بمنطقة سيدي السائح (جنوب طرابلس)، الذي يغذي محطات توليد الكهرباء جنوب وغرب العاصمة.
 
وأضاف المركز أنه نتج عن ذلك إظلام تام شمل مدينتي طرابلس ومصراتة ومدنا أخرى في الجنوب تقع تحت سيطرة قوات حفتر.
 
من جهتها، قالت الشركة الليبية العامة للكهرباء إن إغلاق صمام خط الغاز في منطقة سيدي السائح تسبب في فقد ألف ميغاواط من الكهرباء، ووصفت وضع شبكة الكهرباء بالمأساوي.
 
وأضافت أنها تعمل منذ مساء أمس على إعادة بناء شبكة الكهرباء، مشيرة في هذا الصدد إلى إعادة وحدات غازية في محطات لتوليد الكهرباء تقع في كل من الزاوية والجبل الغربي (غرب) وأوباري (جنوب).
 
ويأتي قطع الصمام بعد أيام من إغلاق موالين لحفتر منظومة الحساونة للنهر الصناعي، التي تزود العاصمة الليبية بالمياه.
 
وقالت وكالة الأناضول للأنباء اليوم إن أحياء العاصمة طرابلس تشهد حاليا انقطاعا للتيار الكهربائي والمياه.
 
وكانت مواقع ليبية قالت إن عميد بلدية الشويرف (وسط) -المعين من قبل الحكومة الموالية لحفتر في الشرق الليبي- هو من أغلق منظومة ضخ المياه للضغط على حكومة الوفاق لتفرج عن شقيقه، الذي أسر في معارك جنوب طرابلس.
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي + وكالة الأناضول