بسبب كورونا.. ديوان الإفتاء بتونس يعلق إجراءات اعتناق الإسلام

Men read the Koran at a mosque on the first day of Ramadan in Tunis, Tunisia, May 17, 2018. REUTERS/Zoubeir Souissi
تونسيون بجامع الزيتونة في شهر رمضان يوم 17 مايو/أيار 2018 (رويترز)

آمال الهلالي-تونس

فجّر بيان رسمي صادر عن ديوان الإفتاء بتونس موجة جدل تراوحت بين السخرية والاستهجان في مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعلان مفتي الديار "تعليق إجراءات اعتناق الإسلام" توقيا من عدوى فيروس كورونا.

وأكد ديوان الإفتاء عبر صفحته الرسمية على فيسبوك -اليوم الاثنين- أنه "في نطاق الاحتياطات المتبعة للتوقي من فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)، فقد وقع التعليق الوقتي لإجراءات اعتناق الإسلام أو التثبيت عليه، إلى موعد لاحق".

إجراء وقائي
وأوضح المدير المكلف بالدراسات في ديوان الإفتاء فتحي محجوب -في تصريح للجزيرة نت- أن اتخاذ قرار تعليق إجراءات اعتناق الإسلام للأجانب، يأتي كإجراء وقائي تجنبا لنقل فيروس كورونا للموظفين.

ولفت إلى أن جزءا كبيرا من معتنقي الإسلام الذين يتوافدون على ديوان الإفتاء، هم من جنسيات أوروبية ينتشر فيها الوباء، خاصة إيطاليا وفرنسا.

وشدد في المقابل على أن هذا الإجراء مؤقت وسيُستأنف العمل على ضوء الحالة الوبائية ومدى تفشيها، لافتا إلى أنه تم إبلاغ بعض الأجانب الذين تقدموا بطلبات لاعتناق الإسلام بتأجيل الموعد لوقت آخر.

وبشأن الانتقادات التي طالت ديوان الإفتاء بخصوص سرعة اتخاذ هذا الإجراء في وقت لم تسارع فيه وزارات كالتربية أو النقل إلى اتخاذ إجراءات مماثلة، من إغلاق المدارس أو إلغاء الرحلات من الدول الموبوءة وإليها؛ اعتبر محجوب أن لكل مؤسسة حكومية تقديراتها الخاصة.

ويأتي قرار ديوان الإفتاء في وقت تعيش فيه تونس كغيرها من دول العالم حالة من الاستنفار، بعد تأكد إصابة حالتين قادمتين من إيطاليا بفيروس كورونا، في محافظتي المهدية الساحلية وقفصة في الجنوب، ووضع نحو مئة شخص قيد الحجر الصحي.

قرار متسرع
وفي تعليقه على قرار مفتي الديار، اعتبر رئيس قسم الشريعة والقانون في جامعة الزيتونة الدكتور إلياس دردور -في تصريح للجزيرة نت- أن تعليق إجراءات اعتناق الإسلام يعد قرارا متسرعا في غير محله، لافتا إلى أن إجراءات التوقي من كورونا موكولة أساسا لوزارة الصحة منذ دخول الأجانب التراب التونسي.

وتابع "إذا كان الإجراء قد اتخذ لما له علاقة بالحالة الصحية والعمرية للمفتي، خوفا من تلقيه العدوى، فقد كان من الأفضل أن يتم توكيل شخص آخر من ديوان الإفتاء لاستكمال إجراءات اعتناق الإسلام للأجانب بدل تعليقه".

وتساءل رئيس قسم الشريعة والقانون "ماذا لو وافت المنية هذا الشخص القادم لتونس والذي أراد أن يشهر إسلامه بعد تعليق الإجراء، هل سيُدفن في مقابر المسلمين؟ هل سيمنع من تقسيم ميراثه لعدم وجود شهادة رسمية صادرة عن دار الإفتاء تثبت إسلامه؟".

سخرية ونقد
وتفاعل إعلاميون وسياسيون وشيوخ دين مع قرار ديوان الإفتاء عبر تدوينات على صفحاتهم الاجتماعية، لم تخل بدورها من عبارات السخرية والانتقاد لغرابة هذا القرار.

ووصف رئيس حزب "المجد" عبد الوهاب الهاني قرار ديوان الإفتاء بالقرار الساخر، داعيا إلى سحبه أو التبرؤ منه فورا.

ولفت إلى أن الأنشطة الدينية التي علقتها احتياطا أغلب دول العالم تتعلق بالتجمعات الكبيرة كالعمرة والصلوات في المساجد والكنائس، تجنبا لانتشار العدوى، ولا تتعلق بمواكب دينية فردية على غرار رغبة البعض في اعتناق الإسلام والتي تتم بحضور أفراد قليلين.

واعتبر الإعلامي سمير الوافي أن قرار المفتي تعليق إجراءات اعتناق الإسلام تحت ذريعة مخاوف تفشي فيروس كورونا، في وقت لم تتوقف فيه الدروس والرحلات والمسابقات الرياضية، قرار "سخيف" وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة