كورونا يربك إسرائيل ونتنياهو يوظفه سياسيا

طواقم الإسعاف تبحث سبل منع تفشي فيروس كورونا لدى بلدات اليهود الحريديم.
طواقم الإسعاف تبحث سبل منع تفشي فيروس كورونا في تجمعات اليهود الحريديم (الجزيرة)

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

تنوعت تداعيات الحديث عن فيروس كورونا في إسرائيل بعد تسجيل عشرات الإصابات، وسط مخاوف من تزايد العدد، الأمر الذي ألقى بظلاله على القطاعات الاقتصادية والتعليمية والعسكرية، في حين يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى توظيف الحالة سياسيا. 
 
وحتى مساء أمس الأحد سجلت وزارة الصحة الإسرائيلية 39 إصابة بفيروس كورونا، وسط تحذيرات من ارتفاع العدد مع الإعلان عن فرض حجر صحي منزلي على 130 ألف إسرائيلي لمدة 14 يوما، بينهم آلاف طلاب المدارس والمئات من الجنود. 
 
ونقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن إيتمار غروتو نائب مدير وزارة الصحة قوله "لا يمكن منع تفشي كورونا، والإجراءات التي تتخذ الغرض منها الحد من العدوى وتداعيات الفيروس على صحة وحياة المواطنين، حيث نقدر أن عدد الإصابات بالفيروس سيصل إلى الآلاف وربما عشرات الآلاف".
 
وتضمنت قرارات الوزارة حظر الاجتماعات والاحتفالات والمؤتمرات الدولية في البلاد، ومنع سفر الإسرائيليين للمشاركة في مؤتمرات دولية وفعاليات عالمية، والتوصية بتجنب السفر إلى خارج البلاد إلا في حالات الضرورة، كما تقرر تشكيل فرقة عمل مشتركة للشرطة ووزارة الصحة لفرض الحجر الصحي .   
‪رؤوفين ريفلين يتفقد قيادة الجبهة الداخلية للاستماع لجاهزيتها لمواجهة فيروس كورونا‬ (الجزيرة)
‪رؤوفين ريفلين يتفقد قيادة الجبهة الداخلية للاستماع لجاهزيتها لمواجهة فيروس كورونا‬ (الجزيرة)

المعابر
في غضون ذلك، فرضت الداخلية الإسرائيلية إجراءات مشددة على المعابر البرية تحول دون دخول من لا يحمل الجواز الإسرائيلي، في حين تدرس فرض الحجر الصحي المنزلي على الإسرائيليين العائدين للبلاد، ومن ضمنهم القادمون من الولايات المتحدة.
 
وفي سياق إعادة انتشار جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يدرس وزير الدفاع نفتالي بينيت فرض طوق أمني شامل على الضفة الغربية وغزة وإغلاق المعابر البرية، وذلك بعد فرض الإغلاق الكامل على مدينة بيت لحم يوم الخميس الماضي، بحجة منع تفشي الفيروس.
 
كما أصدر وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان مساء أمس تعليمات لمفوضية السجون بمنع الزيارات العائلية للأسرى الفلسطينيين حتى إشعار آخر، وذلك بذريعة تسجيل إصابات بفيروس كورونا في الأراضي الفلسطينية.
 
ودفع انتشار فيروس كورونا إلى إلغاء مناورة "جونيفر كوبرا" العسكرية المشتركة للجيش الإسرائيلي والقيادة الأوروبية للجيش الأميركي التي كان من المفروض أن تنتهي يوم الجمعة المقبل بمشاركة نحو 3000 عسكري من الجيشين.
 
وتهدف المناورة إلى تعزيز التعاون في الدفاعات الجوية والتصدي للتهديدات الصاروخية الإقليمية، في حين ألغى رئيس الأركان أفيف كوخافي زيارته التي كانت مقررة هذا الأسبوع إلى العاصمة الأميركية واشنطن، دون الإفصاح عن هدف الزيارة.

‪تجهير أقسام وغرف خاصة في المستشفيات الإسرائيلية للحجر الصحي على المصابين بالفيروس‬ تجهير أقسام وغرف خاصة في المستشفيات الإسرائيلية للحجر الصحي على المصابين بالفيروس (الجزيرة)
‪تجهير أقسام وغرف خاصة في المستشفيات الإسرائيلية للحجر الصحي على المصابين بالفيروس‬ تجهير أقسام وغرف خاصة في المستشفيات الإسرائيلية للحجر الصحي على المصابين بالفيروس (الجزيرة)

ارتباك
يعتبر قطاع السياحة والطيران أكثر القطاعات المتضررة، وبات قطاع السياحة الوافدة إلى إسرائيل -الذي كان يقدر بحوالي 2.5 مليون سائح حتى نهاية سبتمبر/أيلول المقبل- مهددا بالانهيار، وقدرت الخسائر المالية التي سيتكبدها قطاع الفندقة بنحو عشرة مليارات دولار، بعد إلغاء نحو 50% من الحجوزات السياحية.

ومنحت مديرية الطيران والمعابر نحو 70% من موظفيها إجازات مفتوحة، وأغلقت إسرائيل مطار بن غوريون أمام الرحلات القادمة من أوروبا والصين وشرق آسيا، وألغت شركة الطيران الإسرائيلية "إلعال" عشرات الرحلات اليومية إلى مختلف الوجهات في العالم، وتقدر خسائرها المتوقعة بنحو 150 مليون دولار، وعلقت شركات طيران عالمية السفر إلى تل أبيب.
 
كما سجلت البورصة في تل أبيب خسائر في تداولات الأسهم تراوحت بين 6% و22% لمختلف الشركات الإسرائيلية والأجنبية، خاصة شركات الطاقة والنفط والبنوك وصناديق التقاعد، حيث قدرت الخسائر اليومية بنحو مليار دولار.

‪نتنياهو يسعى لتوظيف الحالة سياسيا‬ (الجزيرة)
‪نتنياهو يسعى لتوظيف الحالة سياسيا‬ (الجزيرة)

توظيف سياسي
من جهته، اختار نتنياهو في خطابه المتلفز للجمهور الإسرائيلي توظيف تداعيات تفشي فيروس كورونا للخروج من أزمة تشكيل الحكومة، ودعا كافة الأحزاب الصهيونية واليهودية إلى تحمل المسؤولية في ظل تفشي الفيروس، والدخول في ائتلاف حكومي معه لتجنب التوجه إلى انتخابات رابعة.
 
في غضون ذلك، تقرر اقتصار المراسم الاحتفالية الـ23 للكنيست المقررة في 16 مارس/آذار الجاري على أعضاء الكنيست وعائلاتهم، وإلغاء آلاف الدعوات الموجهة إلى السلك الدبلوماسي الأجنبي ولأعضاء كنيست وسياسيين سابقين وكبار رجال الأعمال والشخصيات الأمنية والعسكرية.
 
وذكرت مصادر أنه في ظل تفشي الفيروس واحتياطات الطوارئ سيطلب نتنياهو تأجيل أولى جلسات الاستماع بالمحكمة لتهم الفساد الموجهة ضده المزمعة في 17 مارس/آذار الجاري، حيث يتزامن ذلك مع قرار رئيس الدولة رؤوفين ريفلين بصياغة كتاب التكليف للشخص الذي ستوكل إليه مهمة تشكيل الحكومة.

المصدر : الجزيرة