درعا تعود إلى واجهة الأحداث مجددا.. التسوية أو التهجير؟

صور خاصة بالجزيرة نت لوصول المهجرين
بنود الاتفاق تسمح ببقاء من يرغب من المقاتلين بعد تسليم أسلحتهم (الجزيرة)

عمر الحوراني-درعا

عادت محافظة درعا إلى واجهة الأحداث والتطورات مجددا، وذلك بعد أن وصل 21 مقاتلا من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة -بينهم ثلاثة جرحى- إلى مناطق المعارضة في ريف حلب، قادمين من مدينة الصنمين بريف درعا. 

يأتي ذلك في إطار تسوية الخلافات مع النظام التي شهدتها المدينة خلال اليومين الماضيين.

وبدأ التوتر منذ يوم الأحد الماضي، عندما اعتقلت قوات النظام الأمنية عددا من الشباب المدنيين، مما دفع مسلحين من المعارضة لمهاجمة حواجز عسكرية للنظام واعتقال عدد من عناصره في مدن وبلدات الصنمين وطفس والكرك الشرقي وسحم الجولان بريف درعا.

وقال أحد المهجّرين الواصلين إلى شمال سوريا -وطلب عدم الإفصاح عن اسمه خوفا على عائلته في المنطقة التي سيطر عليها النظام- إنه منذ اتفاق المصالحة في منتصف عام 2018،  وبعد مرور سنة وثمانية أشهر، شنت قوات النظام حملة عسكرية للسيطرة على الأحياء الخارجة عن سيطرتها، و"حاول النظام التخلص منا بطرق عديدة من خلال تجنيد لجان من أبناء الصنمين لمنعنا من التحرك داخل المدينة".

وأضاف للجزيرة نت أنه خلال الفترة الأخيرة جند النظام أعدادا كبيرة، إلا أن هذه اللجان لم تتمكن من السيطرة على المدينة، وقبل أيام تم تحشيد أكثر من سبعة آلاف مقاتل شنوا هجوما مدعومين بالدبابات والعربات المدرعة، وتم الاقتحام من ثلاثة محاور.

‪لحظة وصول مقاتلي المعارضة إلى ريف حلب‬ لحظة وصول مقاتلي المعارضة إلى ريف حلب (الجزيرة)
‪لحظة وصول مقاتلي المعارضة إلى ريف حلب‬ لحظة وصول مقاتلي المعارضة إلى ريف حلب (الجزيرة)

هجوم وشروط
وأضاف تمكنا من التصدي لهذا الهجوم، وتمكنا من قتل وجرح عدد كبير منهم  وتدمير عدد من مدرعات النظام، ولم يكن لدينا إلا الأسلحة الفردية وأسلحة "آر بي جي" مضادة للدروع.

وتابع المقاتل القول إن القصف المكثف بالمدفعية والهاون وراجمات الصواريخ كان له دور كبير مكّن قوات النظام من التقدم في بعض الأحياء، وحوصرنا في أحد الأحياء الغربية.

واستطرد بالقول إن الهجوم على قطع عسكرية تابعة للنظام وأسر عناصر له في مدن وبلدات أخرى في محافظة درعا، إضافة للمظاهرات، كان لها دور كبير لتحسين شروط التفاوض، والذي تم بوساطة الفيلق الخامس المدعوم من روسيا، وكان الخيار إما التهجير أو التسوية وتسليم السلاح، فكان خيارنا التهجير، فيما اختار مقاتلون آخرون البقاء في المدينة لتسوية وضعهم والمصالحة مع النظام.

عدد من مقاتلي المعارضة السورية رفضوا أن يكونوا مجندين ضمن قوات النظام (الجزيرة)
عدد من مقاتلي المعارضة السورية رفضوا أن يكونوا مجندين ضمن قوات النظام (الجزيرة)

ووفقا للاتفاق المبرم الذي أشرف عليه القيادي السابق في المعارضة أحمد العودة -الذي انضم للفيلق الخامس التابع لروسيا- فقد تم تسليم 52 عنصرا من جنود النظام تم احتجازهم على عدد من حواجزه المنتشرة في ريف درعا من قبل مجموعات كانت تتبع للمعارضة المسلحة، وعلى خلفية الحملة العسكرية على مدينة الصنمين.

واحتجاجا على ما حصل في الصنمين أيضا، خرجت مظاهرات في عدد من مدن وبلدات محافظة درعا، كان أكبرها المظاهرة التي خرجت في ساحة المسجد العمري بدرعا البلد.

اتفاقيات وبنود
وخلال المظاهرة، قال المحامي عدنان المسالمة عضو لجنة درعا إن هناك اتفاقيات حصلت وبنودا لم تطبق، ونحن نسعى لتحقيق هذه المطالب لأنها محقة، لكن النظام لا نية لديه لتلبية مطالبنا، فلم يتم الإفراج عن المعتقلين، والجيش الذي مكانه الثكنات ينتشر في الأحياء وقام باقتحام الصنمين، وهم يريدون أن يعيدونا إلى نقطة الصفر.

وبهذا الصدد قال القيادي في المعارضة الشيخ عصمت العبسي للجزيرة نت إن ما حصل في الجنوب هو ضمن صراع السيطرة الإيراني الروسي.

واعتبر أن إيران فشلت في فرض هيمنتها على الجنوب بعد سنة وثمانية أشهر، وأرادت إحداث الضجة والبلبلة والتوجه للسيطرة بالقوة، وتطبيق تجربتها في قمع الحراك الثوري في الغوطة وحمص والقلمون، وما حصل في الصنمين يمكن أن يتكرر في مواقع أخرى في درعا.

المصدر : الجزيرة