كاتبة بنيويورك تايمز.. كورونا منح القادة المستبدين فرصة لكسب المزيد من السلطات

تتسبب جائحة فيروس كورونا بتوقف العالم، ومع مطالبة المواطنين القلقين المسؤولين باتخاذ إجراءات يستخدم القادة في أنحاء العالم سلطاتهم التنفيذية لتشكيل سلطة دكتاتورية بمقاومة ضيئلة، ويصدرون مراسيم الطوارئ والتشريعات التي تجعل لهم اليد العليا خلال الوباء، فهل سيتخلون عنها؟

وتقول الكاتبة سيلام غيبريكيدان -المراسلة الاستقصائية لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية في مكتبها بلندن- في مقالها بالصحيفة إن فيروس كورونا (كوفيد-19) قد منح المستبدين وغيرهم فرصة للاستيلاء على المزيد من القوة في ظل انتشار هذا الوباء.

وتضيف أن الحكومات وجماعات حقوق الإنسان تتفق على أن هذه الأوقات الاستثنائية تتطلب اتخاذ إجراءات استثنائية، وأن الدول تحتاج إلى سلطات جديدة لإغلاق حدودها وإنفاذ الحجر الصحي وتعقب المصابين.

وتنسب إلى محامين دستوريين قولهم إن العديد من هذه الإجراءات محمية بموجب القواعد الدولية.

هلع وغطاء واستيلاء
لكن ناقدين يقولون إن بعض الحكومات تستخدم أزمة الصحة العامة غطاء للاستيلاء على سلطات جديدة لا علاقة لها بتفشي الفيروس، مع القليل من الضمانات في عدم إساءة استخدام سلطتها الجديدة.

وتشير الكاتبة إلى أن القوانين تترسخ بسرعة عبر مجموعة واسعة من الأنظمة السياسية في الدول الاستبدادية مثل الأردن، والديمقراطيات المتعثرة مثل المجر، والديمقراطيات التقليدية مثل بريطانيا، وإلى أن هناك عددا قليلا من الإجراءات لضمان إلغاء هذه السلطات الجديدة المكتسبة بمجرد أن يمر التهديد.

وتقول إنه بينما تزيد القوانين الجديدة من رقابة الدولة، وتسمح للحكومات باحتجاز الأشخاص إلى أجل غير مسمى، ومع انتهاك حريات التجمع والتعبير فإنه يمكن لهذه القوانين أيضا تشكيل الحياة المدنية والسياسة والاقتصاد لعقود مقبلة.

وتضيف الكاتبة أن جائحة كورونا أعادت تشكيل الأعراف الدولية، فقد تمت الإشادة بأنظمة المراقبة في كوريا الجنوبية وسنغافورة التي ساعدت في تباطؤ انتشار العدوى على الرغم من أن هذه الأنظمة كانت ستواجه اللوم في الظروف العادية، كما أن الحكومات التي انتقدت الصين في البداية لأنها وضعت الملايين من مواطنيها قيد الحجر قامت بنفس الإجراءات الذي اتبعتها بكين.

تتبع وقمع واستبداد
وتشير إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أذن لوكالة الأمن الداخلي في بلاده بتتبع المواطنين باستخدام مجموعة سرية من بيانات الهاتف المحمول التي تم تطويرها لمكافحة الإرهاب.

ومن خلال تتبع تحركات الناس يمكن للحكومة معاقبة أولئك الذين يتحدون أوامر العزل، وذلك بسجنهم لمدة تصل إلى ستة أشهر، كما أن نتنياهو أمر بإغلاق المحاكم، وهو ما سيسمح له بتأخير مثوله المقرر أما المحكمة بسبب اتهامات بالفساد.

ويضيف المقال أن قوانين الطوارئ الجديدة تحيي المخاوف القديمة من الأحكام العرفية في بعض مناطق العالم، فقد مرر الكونغرس الفلبيني تشريعا الأسبوع الماضي يمنح الرئيس رودريغو دوتيرتي سلطات طوارئ و5.4 مليارات دولار للتعامل مع الوباء، كما خفف المشرعون من مسودة قانون سابق كان من شأنه أن يسمح للرئيس بالاستيلاء على الأعمال التجارية الخاصة.

وتستخدم بعض الدول جائحة كورونا للقضاء على المعارضة، ففي الأردن وبعد أن أعطى "قانون الدفاع" الطارئ مساحة واسعة لمكتبه، قال رئيس الوزراء عمر الرزاز إن حكومته "ستتعامل بحزم" مع أي شخص ينشر "الشائعات والتلفيق والأخبار الكاذبة التي تثير الذعر".

المصدر : الجزيرة + نيويورك تايمز