حالات مرضية وجيوب خاوية.. سودانيون عالقون بسبب كورونا: شكرا لصعايدة مصر

محمد السيد-أسوان

قلق بالغ ووضع صعب يعيشه عشرات السودانيين العالقين على الحدود المصرية السودانية، بعد رفض سلطات بلادهم السماح لهم بالعبور والعودة خوفا من انتشار فيروس كورونا.

وقرر السودان في 12 مارس/آذار الجاري تعليق رحلاته الجوية إلى عدد من الدول التي طالها فيروس كورونا وحظر مواطني تلك الدول من دخول البلاد، وهي كوريا والصين وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا واليابان، بالإضافة إلى مصر.

ويحمل المواطن السوداني عدنان خالد سلطات بلاده المسؤولية عن حياة أكثر من 800 شخص عالق، حيث توفي أحدهم بسبب الفشل الكلوي، حيث لا تتوافر رعاية طبية مناسبة، فيما أصيب بعضهم بأمراض نفسية نتيجة تزايد القلق والتوتر وغموض مصيرهم.

ويوضح المواطن السوداني حسن بابكر الشفيع أن الكمين الأمني لمدينة السباعية جنوب أسوان أوقف في 18 مارس/آذار الجاري 24 حافلة مغادرة مصر في طريقها إلى السودان، وذلك بسبب رفض السفارة السودانية في القاهرة السماح لها بالعبور في الوقت الراهن. 

عتاب للخرطوم
ويشير بابكر إلى أن المعبر كان مفتوحا منذ 13 يوما لجميع المصريين القادمين من السودان، حيث عبر نحو 1400 مصري، مضيفا "لكن في نفس الوقت أخبرونا أن السودانيين غير مسموح لهم بالعبور"، متعجبا من عودة جميع الرعايا السودانيين من معظم الدول باستثناء مصر. 

وتابع السوداني الخمسيني "يجب أن تعاملنا حكومتنا مثل رعايا الدول التي حرصت على أن تجلب مواطنيها بعد تفشي وباء كورونا، بل وأرسلت لهم طائرات للعودة إلى بلادهم". 

وبشأن أوضاعهم كعالقين، أوضح بابكر أن شقيقه مريض وأجريت له في القاهرة عملية لتركيب ثلاث دعامات في الشرايين، ويعاني الآن بعد أن اضطر لافتراش الأرض محروما من أي رعاية صحية.

وينتقد بابكر عدم قدوم السفير السوداني في القاهرة لمعرفة أزمتهم عن قرب، نافيا تصريحاته على إحدى القنوات السودانية بتقديم الدعم لهم، قائلا "نشكر الصعايدة، لولاهم كانت أمورنا زادت سوء، حيث يقدمون لنا وجبات يومية ككرم ضيافة".

أما المواطن السوداني عبد الله محمد بدوي فيوضح أنه جاء إلى مصر لعلاج طفله البالغ من العمر 6 أشهر، وأجريت له عمليتان جراحيتان بتكلفة 90 ألف جنيه مصري (الدولار أقل من 16 جنيها) حتى نفد كل ماله.

ويتعجب بدوي من عدم سماح حكومة بلاده الدخول إلى السودان، مؤكدا أن جميع العالقين لا يرفضون الخضوع للحجر الصحي، خاصة أنه في مصلحتهم أولا ومصلحة أسرهم وأصدقائهم ثانيا.

المصدر : الجزيرة