سباحة ضد التيار.. المكسيك الدولة الوحيدة التي شجعت مواطنيها على الخروج من منازلهم

Mexico's President Andres Manuel Lopez Obrador holds a news conference at the National Palace in Mexico City, Mexico, March 17, 2020. REUTERS/Henry Romero
أوبرادور لم يتخذ بعد إجراءات تقيد حركة الناس بالمكسيك (رويترز)
اعتبر الرئيس المكسيكي لوبيز أوبرادور أن شل الاقتصاد عن طريق الحجر الصحي سيسبب عواقب أسوأ على الفقراء من وباء كورونا، مفضلا انتهاج إستراتيجية صدمت العديد من مواطنيه الذين أخذوا زمام المبادرة.

ونسب الكاتب بصحيفة ليبراسيون الفرنسية فرانسوا كزافييه غوميز، للرئيس أوبرادور قوله الأسبوع الماضي في مداخلة تلفزيونية وهو يخاطب شعبه: "لا تتوقفوا عن الخروج، اذهبوا إلى المطاعم"، في سياسة تتنافى مع ما هو مطبق في بقية دول العالم من تقييد للسفر والحركة، وفقا للكاتب.

 
بل إن هذا الرئيس ضاعف من علامات إنكار وباء كورونا المستجد، حين اندس في حشود شعبية وظل يقبل كل طفل يقترب منه، رافضا استخدام المعقمات القاتلة للبكتيريا، بحسب غوميز.

كما علق أوبرادور على مشاركته في قمة العشرين المنعقدة بالفيديو والتي خصصت لكورونا، قائلا إنه أعرب لقادة الدول الأخرى عن "تضامن الشعب المكسيكي مع شعوب العالم الذين يعانون من الوباء"، كما لو كان يستبعد أن تكون بلاده معنية بذلك.

غير أن أبرادو -كما يطلق عليه مواطنوه- تعرض لسيل من الانتقادات، لأنه قلل من شأن تأثير الوباء الذي أودى حتى الآن بحياة عدد من مواطنيه، وقد أمر قاض اتحادي -بعد شكوى من منظمة غير حكومية- رئيس المكسيك باتخاذ جميع التدابير الوقائية والإجراءات اللازمة للكشف عن المصابين.

اليأس والانفجار

ويبرر أبرادو إستراتيجيته المربكة بالحديث عن اهتمامه بالحفاظ على الاقتصاد الذي يعاني من حالة ركود، فاقمها انخفاض سعر النفط.

وقال الرئيس يوم الخميس الماضي "بالنسبة للذين يطلبون مني أن أجمد كل شيء، أذكركم بأن البعض منا لديه راتب ثابت وأن الآخرين يكسبون رزقهم في الشارع".

 
وعلق الكاتب على ذلك بقوله إن أي حجر صحي شامل سيحرم فعلا العديد من المكسيكيين الذين يكسبون رزقهم من العمل في الشوارع، لافتا إلى أن القطاع غير الرسمي بالمكسيك واسع جدا إذ يمثل حوالي 56 % من السكان العاملين والمحرومين من أي حماية اجتماعية، وهؤلاء قد يؤدي بهم اليأس إلى الانفجار.

وفي مواجهة هذا السلوك الرئاسي، يوضح الكاتب أن السكان قرروا أخذ زمام المبادرة لمواجهة كورونا، فلم ينتظر قطاع التعليم قرارا سياسيا بإغلاق المدارس والجامعات، كما علقت بطولة كرة القدم وتوقفت معظم المسارح عن العمل، وتزايد على نطاق واسع عدد الشركات التي أغلقت أبوابها، وحتى التي قاومت ذلك بدت فارغة بشكل كبير.

وفي ظل الضغوط والنقد الموجه له، بدأ الرئيس في نهاية المطاف يحث الناس على البقاء في بيوتهم ويتحدث عن خطة لديه تتضمن مشاركة الجيش في احتواء الوباء، لكنه أكد أنه لم يقرر بعد اتخاذ تدابير تقييدية، قائلا "أنا من سيخبرك بموعد التوقف عن الخروج". 

المصدر : ليبراسيون