ميركل.. مديرة أزمات أوروبا تشمر عن ساعدها لمواجهة كورونا

BERLIN, GERMANY - MARCH 22: German Chancellor Angela Merkel speaks to the media to announce further measures to combat the spread of the coronavirus and COVID-19, the disease the virus causes, after she held a teleconference with the governors of Germany's 16 states on March 22, 2020 in Berlin, Germany. Following her speech, Merkel went home to quarantine after a doctor she was in contact with tested positive for coronavirus. The Chancellor during her speech announced the country will ban gatherings of more than two people, with the exception of families and households, as a measure to combat the spread of the virus that has so far caused over 23,000 infections and 92 deaths. (Photo by Clemens Bilan - Pool/Getty Images)
ميركل دخلت في حجر ذاتي بمنزلها بعد مخالطتها طبيبا مصابا بكورونا (غيتي-أرشيف)

جذبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الأضواء إليها في خضم أزمة وباء كورونا، وارتفعت نسب تأييد الشعب الألماني لحزبها في استطلاعات الرأي بمعدل غير مسبوق، على خلفية الإشادة بطريقة تعاملها مع الأزمة.

وطالما كانت ميركل (65 عاما) معروفة بكفاءتها في إدارة الأزمات الداخلية، وعلى المستوى الأوروبي عموما، مع الحفاظ على هدوئها ورصانتها وتكتمها أحيانا، غير أنها اختارت هذه المرة أن توجه خطابا متلفزا إلى الأمة الألمانية تابعه الملايين، وهي خطوة لم تفعلها سابقا طيلة فترة قيادتها المستمرة منذ 14 عاما.

وكذلك ضاعفت الزعيمة الألمانية مؤتمراتها الصحفية التي تحدثت فيها عن تفاصيل دقيقة لتدابير الحجر العام، وذلك قبل أن تعلن دخولها هي نفسها في حجر ذاتي بمنزلها عقب اختلاطها بطبيب مصاب بفيروس كورونا المستجد، وهو ما قوبل بتعاطف واسع من الألمان.

منذ ذلك الحين، تواصل ميركل إدارة البلاد عن بعد، وعبّرت في تسجيل صوتي عن صعوبة الحجر وغياب الاختلاط مع الوزراء والمستشارين.

وقالت في خطابها اليومي صباح اليوم السبت "للأسف، العدد اليومي للإصابات الجديدة لا يسمح لنا بتخفيف التدابير".

لكن رغم انتشار الوباء، وتسجيل نحو أربعة آلاف إصابة جديدة يوميا، تبدو ألمانيا أقل تأثرا من بعض جيرانها، لا سيما من حيث عدد الوفيات.

وفي ظل خلافات بين دول أوروبية بشأن التعامل مع وباء كورونا، وشكاوى إيطالية من خذلان جيرانها لها، قال كاتب في صحيفة فايننشال تايمز البريطانية إن المستشارة "الرصينة" هي الزعيمة التي تحتاجها أوروبا في خضم أسوأ أزماتها في وقت السلم.

استطلاعات الرأي
وداخل ألمانيا، عاد المحافظون بقيادة ميركل إلى صدارة المشهد مرة أخرى، بعدما كانوا قد فقدوا الكثير من شعبيتهم.

وحقق الحزب الديمقراطي المسيحي -الذي تقوده ميركل- قفزة بسبع نقاط في أحدث استطلاع رأي سياسي أنجزه تلفزيون "زي دي إف"، مما يعد تقدما غير مسبوق في تاريخ هذا الاستطلاع؛ وبذلك نال المحافظون نحو 35% من نوايا التصويت. 

وحقق أيضا رئيس حكومة ولاية "بافاريا" ماركوس سودر تقدما كبيرا في استطلاعات الرأي، وصار هذا السياسي -المشرف على ولاية متضررة بشدة من كورونا- الشخصية الأكثر شعبية بعد ميركل، ويشيد الألمان بسرعة اتخاذ بافاريا تدابير الحجر.

ويبدو حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني القومي أبرز الخاسرين جراء الوضع، إذ تراجعت حظوظ الحزب، الذي يشهد نزاعا داخليا مع جناحه الأكثر تشددا، إلى ما دون 10%.

وفي افتتاحيتها اليوم السبت، قالت صحيفة دير شبيغل إن "ثمة عودة إلى فضائل غريبة عن حزب البديل من أجل ألمانيا: التضامن والجدارة والحيطة والثقة في السلطة"، لكنها عبرت عن خشيتها من عودة الحزب إلى الواجهة في حال نشوب أزمة اقتصادية واجتماعية.

المصدر : الفرنسية + فايننشال تايمز