بالفيديو.. كورونا مرعب حتى للأطباء الذين تعودوا على أهوال الحرب في العراق

على مدى عقود من الحرب والصراعات المسلحة في العراق، كان الدكتور حيدر حنتوش يرى بعينيه الجرحى من الجنود والمدنيين تكتظ بهم عنابر الطوارئ في المستشفيات، لكنه لم يشعر قط بهذا الذعر جراء انتشار فيروس كورونا.
 
وقال حنتوش، وهو مدير الصحة العامة في محافظة ذي قار جنوبي البلاد، إن من الممكن التعامل مع ضحايا العنف "الذين يتوافدون بأعداد كبيرة على المستشفيات لساعات في وقت ما.. مع ذلك بإمكانك أن ترى عددهم. يمكنك أن تحصل على فترة هدوء للتحضير لجولة مقبلة".
 
وأضاف "لكن مع فيروس كورونا، لا أمان في أي مكان. لا نعرف اللحظة التي تتضخم فيها الحالات بوقع المفاجأة.. حتى أفضل أنظمة الرعاية الصحية في العالم لا تستطيع الصمود".
 
وللعراق حدود سهلة الاختراق مع إيران، الدولة الأشد تضررا من الفيروس في الشرق الأوسط حتى الآن. ويكتظ التقويم الديني العراقي بمناسبات الزيارات الدينية السنوية، التي تشهد بعضا من أكبر التجمعات الجماهيرية، إذ تجتذب عادة ملايين الزوار.
 
ومنذ العام الماضي، تشهد المدن الرئيسية في العراق مظاهرات حاشدة مناهضة للحكومة، سقط فيها مئات القتلى. وأصاب الشلل مؤسسات الدولة بفعل حالة من الجمود السياسي تكونت بعد استقالة الحكومة وفشل السياسيين في تشكيل حكومة جديدة. 
‪السلطات العراقية حرصت من البداية على الكشف عن المصابين بفيروس كورونا‬ (رويترز)
‪السلطات العراقية حرصت من البداية على الكشف عن المصابين بفيروس كورونا‬ (رويترز)
عدو خفي

وسجل العراق حتى الآن 472 إصابة بفيروس كورونا و40 حالة وفاة. لكن الأطباء قلقون من أن تكون هذه الأرقام مجرد قشرة تخفي وباء ربما يتفشى بالفعل دون أن يتم اكتشافه في جميع المدن المزدحمة.         
 
وحذر حنتوش من أن الحالات غير المسجلة كثيرة. فالناس لا يخضعون للاختبار ولا يأخذون الأمر على محمل الجد.
 
ولفت إلى أن العشائر ترفض في بعض الأحيان السماح بعزل النساء اللائي تظهر عليهن الأعراض لأنهم لا يريدون أن تبقى نساؤهم بمفردهن في المستشفيات.
 
من جهته قال الدكتور ليث جبر (30 عاما) الذي يعمل في مستشفى ببغداد إنه يجري الاختبارات للحالات المشتبه في إصابتها، وطالب الزوار الذين زاروا أحد مراقد الأئمة في بغداد حديثا بعزل أنفسهم لمدة 14 يوما.
 
وأعرب جبر عن خشيته من إصابة ألف شخص الأسبوع القادم، لافتا إلى أن هناك نقصا في أجهزة التنفس الصناعي وغيرها من المعدات.
 
وقال إن الكثير من العراقيين لا يبالون لأنهم يعتقدون أنهم شاهدوا كل ذلك من قبل في سنوات الحرب، لكن "هذا وضع خطير. إننا نواجه عدوا خفيا لا يحتاج لأطباء فحسب لمحاربته، بل يحتاج للجميع".
 
وحذر طبيب آخر لم يكشف عن اسمه من أن ارتفاعا حادا في عدد الحالات بات وشيكا. وأضاف "نستعد لاستقبال ما هو قادم في الأسبوعين المقبلين. ليست لنا طاقة للصمود (في مثل هذا الوضع)".
المصدر : رويترز