مخاوف من رد أميركي بعد استهداف جديد للمنطقة الخضراء ببغداد

A U.S. flag flies in front of the Annex I building inside the compound of the U.S. embassy in Baghdad December 14, 2011. The compound, located in Baghdad's Green Zone, will be the home for thousands of American citizens left after the U.S. military completes its withdrawal this month. REUTERS/Lucas Jackson (IRAQ - Tags: POLITICS CONFLICT MILITARY SOCIETY)
السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء غالبا ما كانت هدفا لهجمات صاروخية (رويترز-أرشيف)
قال الجيش العراقي إن صاروخين سقطا في وقت متأخر من يوم أمس الأربعاء في المنطقة الخضراء شديدة التحصين ببغداد والتي تضم مباني حكومية وبعثات أجنبية، بينها السفارة الأميركية، مشيرا إلى أنه لم تقع إصابات. في غضون ذلك، يخشى من رد أميركي إذا ما اعتبر أن الهجوم استهدف السفارة الأميركية.
 
وأشار بيان الجيش إلى "سقوط صاروخين كاتيوشا بالقرب من قيادة عمليات بغداد في وقت متأخر من ليل أمس، حيث كان انطلاقهما من منطقة النهضة..".
 
وتعرضت المنطقة الخضراء مرارا لهجمات بالصواريخ التي كانت تستهدف السفارة الأميركية بشكل رئيسي، مما تتسبب في أضرار طفيفة فقط، وفي جميع الهجمات لم تعلن أي جهة مسؤوليتها.
 
ويأتي الهجوم الأخير بالتزامن مع تهديد أطلقه حزب الله العراقي باستهداف المنشآت الأميركية العسكرية والأمنية والاقتصادية في حال نفذت أميركا إنزالا جويا ضد ما اعتبرها "مواقع قوات الأمن والحشد والمقاومة الإسلامية" بمشاركة جهازين عراقيين.
 
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد حذر قبل عشرة أيام بغداد من أن الولايات المتحدة سترد "كما يجب" على أي استهداف جديد للأميركيين، بعدما تعرضت قاعدة التاجي العسكرية التي يوجد فيها جنود أميركيون لسلسلة هجمات.
 
وقال بومبيو حينها في اتصال هاتفي مع رئيس حكومة تصريف الأعمال العراقية عادل عبد المهدي إن "الولايات المتحدة لن تتسامح مع أي هجمات أو تهديدات لحياة الأميركيين".
 
وكان هجوم بالصواريخ في 11 من الشهر الجاري على قاعدة التاجي شمالي بغداد قد أسفر عن مقتل عسكريين أميركيين اثنين ومجندة بريطانية.
 

سحب قوات
ويأتي الهجوم الأخير رغم إعلان الولايات المتحدة -التي يشكل جنودها الأغلبية العظمى من قوات التحالف الدولية المنتشرة في العراق- سحب قواتها من قواعد عدة وإعادة نشرها في قواعد أخرى داخل البلاد.

 
وانسحب قبل أيام نحو 300 جندي من قوات التحالف من قاعدة القائم بغرب العراق على الحدود مع سوريا، ومن المقرر سحب القوات من قاعدتي القيارة وكركوك في شمال البلاد.
 
وأمس الأربعاء، أعلنت رئاسة الأركان الفرنسية عزمها سحب جنودها من العراق، وقالت في بيان إنه "بالتنسيق مع الحكومة العراقية قرر التحالف تعديل حجم انتشاره في العراق وتعليق أنشطة تدريب قوات الأمن العراقية مؤقتا، ولا سيما بالنظر إلى الأزمة الصحية (في إشارة إلى مواجهة فيروس كورونا)".     
 
وكان الجيش التشيكي المشارك في التحالف الدولي قد أعلن أول أمس الثلاثاء أنه سحب 30 جنديا من العراق بسبب مخاوف أمنية وقلق من انتشار فيروس كورونا المستجد.   
 
وتتزامن هذه التحركات مع تكرار الهجمات الصاروخية التي تشنها في الأغلب فصائل عراقية موالية لإيران على قواعد عسكرية تضم قوات التحالف -خاصة الأميركية- منذ أشهر.
 
وتزايدت وتيرة هذه الهجمات منذ اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد يوم 3 يناير/كانون الثاني الماضي.
المصدر : الجزيرة + وكالات