مساعدات مصرية لإيطاليا.. مواجهة كورونا أم أهداف سياسية؟

وزيرة الصحة - الصفحة الرسمية للمتحدث الرسمي - كورونا
مساعدات مصرية للخارج رغم نقص المستلزمات الطبية محليا لمواجهة كورونا (مواقع التواصل)

محمد عبد الله-القاهرة 

رغم وجود نقص كبير يشمل المطهرات والمعقمات والقفازات والكمامات في مصر سواء على مستوى المستشفيات والصيدليات من ناحية والأسواق التجارية من ناحية أخرى، بادرت السلطات المصرية بإرسال مساعدات طبية إلى إيطاليا لمساعدتها في مواجهة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

واشتكى مصريون من اختفاء الكحول والكولونيا التي تحتوي على نسب مرتفعة من الكحول، بسبب مداهمة الحكومة لمخازن مستودعات شركات مستلزمات طبية، إضافة إلى احتكارها من قبل بعض التجار والمصانع، وتكالب المواطنين عليها. 

وأكد صيدلي للجزيرة نت أن مصادرة قوات الأمن لكميات كبيرة من المستلزمات الطبية خلال الأيام الماضية، فاقم من أزمة نقصها في الأسواق، وأدى لارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه، بسبب زيادة الطلب عليها من جهة، وتخزينها من جهة أخرى.

وبشأن الأسعار الحالية، أكد الصيدلي أن علبة الكمامات التي تحتوي على نحو أربعين كمامة، ارتفعت من سعر يتراوح بين أربعين وثمانين جنيها (الدولار حوالي 15.75 جنيها) إلى نحو أربعمئة جنيه، في حين ارتفع سعر لتر الكحول الخام من 45 جنيها إلى 250 وثلاثمئة جنيه.


بين مؤيد ومعارض
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع إرسال مساعدات مصرية لإيطاليا ما بين مرحب بالخطوة ومنتقد لها بالتزامن مع انتشار الفيروس سواء في مصر، حيث شمل 24 محافظة من أصل 27 حتى الآن.
 
وهاجم الكاتب الصحفي المصري، جمال سلطان، إرسال مساعدات إلى إيطاليا في ظل عجز السوق المحلي، وغرد متسائلا عن علاقة المساعدات بقضية مقتل الطالب الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة قبل سنوات، وإلى استمرار روما في مطالبة السلطات المصرية بالكشف عن الفاعل.

 
وتأتي تلك المساعدات الطبية العاجلة إلى إيطاليا وسط نقص حقيقي في الكثير من المستشفيات المصرية، التي تعاني من مستوى تدني الخدمات الصحية، ونقص في طواقم التمريض، وأعداد الأطباء، وضعف التجهيزات.
 

 
وسبقت المساعدات لإيطاليا مساعدات أخرى للصين في أوج أزمتها مطلع الشهر الجاري، أتبعتها السلطات المصرية بإرسال وزيرة الصحة، هالة زايد، وفريق من المرافقين للصين، موفدة من قبل الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، للتضامن مع بكين في أزمتها، وسط انتقادات لتلك الخطوة.
 
لكن أنصار السلطة يدافعون عن تلك الخطوات بوصفها تحركات إنسانية في المقام الأول، كما أنها ستمكن مصر من طلب المساعدة مستقبلا، فضلا عن أبعادها السياسية على العلاقات الثنائية.
رسائل للغرب
 
بدوره، يرى الكاتب الصحفي المصري المقيم في إيطاليا، أبو المعاطي السندوبي، أن "النظام المصري يهدف إلى تصدير صورة للغرب بأنه قادر على مواجهة كورونا في الداخل، وأن لديه من الفائض ما يتبرع به لهم".
 
وفي حديثه للجزيرة نت، اعتبر السندوبي أن الهدف الحقيقي للنظام هو "إسكات النقد الغربي له، بعد انتقادات وسائل إعلام غربية لتعاطي السلطات مع فيروس كورونا". 
 
وقال الصحفي المصري إن "السيسي يحاول من خلال مثل تلك المساعدات شراء شرعية جديدة، بعد أن اضمحلت شرعية الحرب على الإرهاب، وتدنت لأدنى مستوياتها، وبالتالي هو بحاجة لخلق شرعية جديدة مفادها نحن معكم في أي أزمة أو كارثة".

ترميم الصورة

لم يجد الإعلامي المصري سعيد محمد، المقيم في إيطاليا، أي مبرر للمساعدات المصرية لإيطاليا غير "البحث عن اللقطة سواء في الخارج أو الداخل ليتحدث الناس عن السيسي وإنجازاته"، مضيفا "في حين من يريد إجراء تحليل كورونا عليه أن يدفع ألف جنيه، وفي إيطاليا تتكفل الدولة بالتكاليف كما تدفع تساعد المواطنين اقتصاديا".
 
وفي حديثه لـلجزيرة نت لم يستبعد الصحفي المصري، أن تكون هذه المساعدات لتحسين صورة النظام المصري أمام الرأي العام الإيطالي على خلفية قضيتي الطالب جوليو ريجيني، وصفقات السلاح والغاز من قبل مع الجانب الإيطالي أيضا.
 
ولفت إلى أن "إيطاليا في أزمة ومحنة لكنْ هناك دول عديدة تساعدها، وليست فقيرة كمصر، والطائرات تأتي محملة بمساعدات من مختلف الدول، والسيسي سعيد جدا بأن الصحف الإيطالية والإعلام تحدثا عن مساعدات مصر، لكن شعب مصر لا عزاء له".
المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي