بعد إسقاط تهمة العمالة لإسرائيل عن فاخوري.. رئيس المحكمة العسكرية يتنحى وترامب يشيد بالحكومة اللبنانية

أعلن رئيس المحكمة العسكرية في لبنان القاضي حسين عبد الله تنحيه عن منصبه في أعقاب ردود الفعل المنددة بقراره إسقاط التهم عن عامر فاخوري، في حين رحب الرئيس الأميركي بخطوة إطلاق فاخوري وأكد أنه في طريقه إلى الولايات المتحدة الأميركية.

وكانت المحكمة العسكرية قد أسقطت الاثنين الماضي عن فاخوري تهمة التعامل مع إسرائيل بذريعة مرور الزمن على الجريمة.

وقضى قرار المحكمة العسكرية بكفّ التعقبات عن عامر فاخوري المعروف لبنانيا بـ"جزار الخيام"، من جرم تعذيب سجناء في معتقل الخيام وتسبّبه في وفاة اثنين منهم.

من جهته أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن امتنانه للحكومة اللبنانية لإطلاقها سراح فاخوري الذي يحمل الجنسيتين الأميركية واللبنانية، وجاء ذلك في أعقاب مغادرة فاخوري السفارة الأميركية في لبنان على متن طوافة عسكرية أميركية نقلته إلى قبرص.

وقال الرئيس الأميركي أثناء مؤتمر صحفي مخصص لأزمة فيروس كورونا المستجدّ، "عملنا بجدّ لتحريره". وأضاف "أشكر الحكومة اللبنانية التي عملت معنا"، من دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

ولم يصدر تعليق عن الحكومة اللبنانية، لكن الكتلة النيابية لجماعة حزب الله في البرلمان نددت بالإفراج عن فاخوري أمس الخميس ووصفته بأنه تدخل أميركي فاضح في شؤون لبنان.

وأضافت في بيان "كرامة اللبنانيين جميعا قد أُهينت بهذا الحكم السياسي المملى والخسيس".

وأقام عامر فاخوري على مدى عشرين عاما في الولايات المتحدة. ولدى عودته إلى لبنان في سبتمبر/أيلول الماضي، أُوقف وأطلق القضاء العسكري آلية ملاحقة بحقه. لكن المحكمة العسكرية اللبنانية قررت الاثنين إطلاق سراحه.

وفاخوري قيادي سابق في مليشيا "جيش لبنان الجنوبي" الذي تعاون مع الجيش الإسرائيلي أثناء احتلاله جنوب لبنان خلال الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي.

وقال معتقلون سابقون إن فاخوري تولى مسؤولية قيادية في معتقل الخيام حيث سجن وعُذّب المئات من اللبنانيين والفلسطينيين خلال فترة الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة الجنوب والتي استمرت 22 عاما حتى العام 2000.

واتهمت منظمة العفو الدولية "جيش لبنان الجنوبي" الذي كانت إسرائيل تموّله وتسلّحه، بارتكاب أعمال تعذيب "منهجية"، لا سيما في معتقل الخيام.

وضمّ ذلك الجيش مجموعة من نحو 2500 عنصر، وتشكل إثر انشقاق وحدة من الجيش اللبناني عن القيادة عام 1976 خلال الحرب الأهلية (1975-1990) بعدما جرت محاصرتها في الجنوب، وراحت تقاتل المليشيات الفلسطينية واليسارية آنذاك.

وفرّ كثيرون من عناصر وأفراد عائلات المجموعة إلى إسرائيل في العام 2000، ويواجه المتعاملون اللبنانيون مع إسرائيل عقوبات قاسية قد تصل إلى السجن مدى الحياة.

المصدر : الجزيرة + وكالات