حرب إدلب.. إسقاط مسيرة إيرانية وواشنطن تستبعد الدعم الجوي وتضارب بشأن قوات روسية في سراقب

قالت قوات المعارضة السورية المسلحة إنها أسقطت طائرة مسيرة إيرانية في إدلب، بالتزامن مع استمرار المعارك مع قوات النظام في محاور عدة.

وذكرت وكالة الأناضول نقلا عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الطائرة المسيرة التي أسقطتها المعارضة هي إيرانية الصنع من نوع أبابيل 3، وسقطت في منطقة رويحة جنوبي إدلب، وتستخدمها مليشيات داعمة لقوات النظام.

وأفاد مراسل الجزيرة في سوريا بأن قوات المعارضة المسلحة سيطرت على قرى وبلدات حزارين والبريج ومعارة مخص في ريف إدلب الجنوبي.

وأضاف المراسل أن اشتباكات توصف بالعنيفة تدور بين قوات المعارضة وقوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي داخل مدينة كفرنبل وعلى أطراف مدينة سراقب، كما أفادت مصادر للجزيرة بأن حرب شوارع تدور في المدينة.

نشر قوات روسية
وقد أعلنت وزارة الدفاع الروسية بدء نشر شرطتها العسكرية في سراقب اعتبارا من الساعة الخامسة عصر الاثنين بالتوقيت المحلي، وهو ما نفاه الجيش الوطني التابع للمعارضة السورية.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني التابع للمعارضة الرائد يوسف الحمود إن تصريح الروس بوجود الشرطة العسكرية الروسية في مدينة سراقب غير واقعي، وإن القوات التي تقدمت اليوم في المدينة هي من قوات الرضوان الإيرانية وقوات الفاغنر الأمنية الروسية.

وأضاف أن الصور التي بثها الروس مفبركة، وأن مجموعات من الجيش الوطني والفصائل الثورية ما زالت في سراقب، وأن المعارك مستمرة داخل المدينة بالتزامن مع استهداف الطائرات المسيرة التركية مواقع داخل المدينة وريفها.

وأضاف الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني أنه لا يمكن للروس أن ينتشروا في سراقب، فالقواعد التركية ما زالت موجودة في المدينة، والأعمال القتالية ما زالت مستمرة.

وذكر المراسل أن غارات روسية على بلدة الفوعة بريف إدلب شمالي سوريا أدت لمقتل 9 مدنيين.

الدعم الأميركي الجوي
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الاثنين إن الولايات المتحدة تدرس زيادة مساعداتها الإنسانية إلى النازحين في شمال غرب سوريا مع تصاعد أعمال العنف في المنطقة.

وفي الوقت ذاته، استبعد إسبر مقترحا بأن واشنطن ستقدم دعما جويا لتركيا في سوريا.

وأضاف إسبر أنه تحدث مع المسؤولين الأتراك بشأن الأحداث الأخيرة، وعبر عن دعمه لتركيا الدولة الحليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد الغارات القاتلة التي استهدفت القوات التركية في سوريا.

وفي السياق ذاته، وصل وفد أميركي رفيع الاثنين إلى العاصمة التركية أنقرة، لبحث تطورات الأوضاع في محافظة إدلب السورية.

ويضم الوفد الأميركي مبعوث ترامب الخاص إلى سوريا جيمس جيفري ومندوبة الولايات المتحدة الأميركية في الأمم المتحدة كيلي كرافت.

ومن المقرر أن يعقد الوفد الأميركي لقاءات مع المسؤولين الأتراك، لبحث مستجدات الأوضاع في سوريا.

كما يتوقع أن يلتقي الوفد خلال وجوده في تركيا مع ممثلي الأمم المتحدة والمنظمات المدنية، لبحث الأزمة الإنسانية في إدلب نتيجة هجمات النظام السوري، وسيزور ولاية هطاي التركية المحاذية لسوريا.

العودة إلى سوتشي
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان طالب اليوم بانسحاب قوات النظام السوري في شمال غرب سوريا إلى الخطوط التي حددتها تركيا، مضيفا أن الخسائر التي تكبدتها هذه القوات في هجمات تركيا ومقاتلي المعارضة مجرد بداية.

وقال أردوغان -في كلمة ألقاها بأنقرة- "كبدنا النظام السوري أكبر خسارة في تاريخه، وخسائر النظام البشرية والمادية حتى الآن ما هي إلا بداية"، و"إذا لم ينسحبوا إلى الخطوط التي حددتها تركيا في أقرب وقت ممكن فلن تبقى لهم رؤوس فوق أكتافهم".

وأضاف "سنؤكد لهؤلاء الغافلين أننا دولة كبيرة لا تنحني ولو قطع رأسنا، وأقول لروسيا وإيران مجددا: ليست لتركيا أي مشكلة معكما في سوريا".

وأشار إلى أن تركيا لا تعتمد في كفاحها على دولة أو مؤسسة معينة، بل تعتمد على إمكاناتها وقدراتها وسواعد جنودها وشجاعتهم.

وفي معرض تعليقه على عملية "درع الربيع" التي بدأت عقب اعتداء قوات النظام السوري على الجنود الأتراك بمحافظة إدلب، قال أردوغان: واجب علينا دحر وتدمير من تسبب في استشهاد جنودنا.

واستطرد "مصممون على عدم السماح للتنظيمات الإرهابية بتهديد حدودنا، وعدم التغاضي عن مطامع نظام ظالم باقتطاع أجزاء من أراضينا وعن محاولات تحميل تركيا أعباء ملايين اللاجئين بشكل مستمر".

وأكد أردوغان أن أهداف بلاده في سوريا لا تتمثل في اقتطاع أراض من هذا البلد، ولا في إقامة قواعد مذهبية أو إستراتيجية هناك، مبينا أن الهدف هو توفير حماية للسوريين الفارين من هجمات النظام، وتأمين سلامة الحدود التركية.

وتابع "تركيا هي التي تستضيف 3.7 ملايين سوري على أراضيها، وأكثر من مليون سوري قرب حدودها الجنوبية وليست روسيا أو إيران أو دولة أخرى، فمنذ تسعة أعوام ونحن نتحمل أعباء اللاجئين وحدنا".

جبل الزاوية وسراقب
وعلى المستوى الميداني، ذكرت وكالة الأناضول أن فصائل المعارضة السورية المعتدلة استعادت الاثنين السيطرة على منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي الشرقي، بعد سيطرتها اليوم على ثلاث قرى جديدة.

وأفادت مصادر في المعارضة لمراسل الوكالة بأن فصائل المعارضة المعتدلة تمكنت اليوم من طرد عناصر النظام من قرى حزارين وكفرموس والدار الكبيرة بعد اشتباكات عنيفة معهم، لتحكم بذلك السيطرة على كامل منطقة جبل الزاوية.

وبذلك، تكون فصائل المعارضة المعتدلة سيطرت على 12 قرية خلال ثلاثة أيام ضمن منطقة خفض التصعيد الرابعة في إدلب.

وتكتسب منطقة جبل الزاوية أهميتها من كونها بوابة الطريق "إم4" الدولي الرابط بين مدينتي حلب في الشمال واللاذقية في الغرب.

وفي مدينة سراقب تجري اشتباكات عنيفة حاليا بين فصائل المعارضة وقوات النظام في محيط المدينة الإستراتيجية الواقعة على تقاطع طريقي "إم4″ و"إم5" الدوليين، والتي سيطرت عليها المعارضة في 27 فبراير/شباط الماضي بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.

وقالت وكالة الأنباء السورية إن قوات النظام دخلت مدينة سراقب بعد معارك محتدمة مع قوات المعارضة، في حين نفت مصادر في المعارضة لمراسل الجزيرة سيطرة النظام على المدينة بالكامل.

لقاء موسكو
وبينما تتواصل المعارك في جبهات القتال شمالي سوريا أعرب الرئيس التركي عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في إدلب.

وقال خلال خطاب في أنقرة "سأذهب إلى موسكو الخميس لمناقشة التطورات مع بوتين، وآمل هناك أن يتخذ (بوتين) التدابير الضرورية مثل وقف لإطلاق النار، وأن نجد حلا لهذه المسألة".

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "سيكون دون شك لقاء صعبا، لكن الرئيسين يؤكدان رغبتهما في تسوية الوضع في إدلب".

وأكد أن موسكو تولي أهمية كبرى للتعاون مع تركيا في محاربة الإرهاب في سوريا.

بدوره، قال وزير الدفاع التركي إن بلاده لا تريد مواجهة مع روسيا، بل دفع النظام السوري لإنهاء المجازر.

الموقف الإيراني
وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي إن بلاده تؤمن بالحلول السياسية لإنهاء الأزمة في إدلب، وترى أن مسار أستانا يعد المسار الأقوى لحلحلة الوضع فیها.

وأضاف موسوي -في مؤتمر صحفي- أن إيران تسعى إلى خفض التوتر في إدلب عبر عقد اجتماع في طهران لرؤساء الدول الثلاث المشاركة في مسار أستانا.

وصرح بأن إيران مستعدة للمشاركة والتعاون في أي إطار وحلول سياسية أخرى لوقف التصعيد في إدلب، مؤكدا أن طهران تواصل اتصالاتها مع الدول المعنية بمسار أستانا بشأن مستجدات إدلب وخفض التوتر فیها.

المصدر : الجزيرة + وكالات