بعد عام على مذبحة المسجدين في نيوزيلندا.. السرية تحجب الإجابات

CHRISTCHURCH, NEW ZEALAND - MARCH 14: Taj Mohammed Kamra, a survivor of the Christchurch mosque attacks stands near the yet to be unveiled commemorative plaque at the Masjid An-Nur mosque on March 14, 2020 in Christchurch, New Zealand. The National Remembrance event to mark one year since the Christchurch mosque attacks, has been cancelled as a precautionary measure due to Covid-19. The event was scheduled to take place on Sunday 15 March and was expected to draw a large crowd from around New Zealand and from overseas. 51 people were killed and dozens were injured following the worst mass shooting in New Zealand's history after a man opened fire at Masjid An-Nur (also referred to as Al Noor Mosque) and the Linwood Islamic Centre in Christchurch on 15 March 2019. The Australian gunman is now facing 51 charges of murder and 40 of attempted murder as well as engaging in a Terrorist Act and is due to go on trial in June 2020. (Photo by Lisa Maree Williams/Getty Images)
مسجد النور بمدينة كرايست تشيرتش النيوزيلندية (غيتي)

أفاد تقرير لواشنطن بوست بأن تحقيق نيوزيلندا للوصول إلى إجابات توضح كيف تمكن القاتل الذي ارتكب مذبحة المسجدين التي أودت بحياة 51 مصليا من تنفيذ هجماته؛ يمضى في سرية إلى حد كبير، مما يثير مخاوف لدى بعض الخبراء، وفي أوساط المجتمع المسلم هناك.

وكانت المذبحة -التي وقعت في 15 مارس/آذار من العام الماضي في مدينة كرايست تشيرتش- أفضت إلى تحقيق رفيع المستوى، وتغيير شامل في المشهد الأمني في نيوزيلندا، عبر توسيع نطاق المراقبة وحظر الأسلحة الهجومية، وقيام الحكومة بتعويض مالكي الأسلحة عند تسليمها.

وقال ألكسندر جيليسبي أستاذ القانون في جامعة وايكاتو إن الهجمات كشفت عن "فشل كارثي في الاستخبارات الأمنية"، ووصف الأمر بأنه "نسختنا من هجمات 11 سبتمبر". ونتيجة لذلك يرى جيليسبي أن الأجهزة الأمنية ستواجه أسئلة خلال التحقيق "تذهب إلى صميم الكثير من عملياتها، حيث ستكون السرية مبررة في بعض الأجزاء".

ولفتت الصحيفة إلى أنه مع حجب الكثير من المداولات عن الرأي العام يفتقر النيوزيلنديون إلى إجابات حازمة حول إذا كانت أجهزة الدولة أخطأت علامات التحذير أو فشلت في التحقيق في المعلومات السرية عن المسلح المتهم برنتون تارانت. ولم يعرف بعد إذا كان المواطن الأسترالي، الذي يواجه محاكمة في يونيو/حزيران بتهم القتل والإرهاب، كان قد تلقى مساعدة أو تشجيعا في التخطيط لهجماته المزعومة، أو كان على صلة بشبكات عنيفة من العنصريين البيض.

ومع اقتراب جلسة محاكمة تارانت تقول السلطات إن عليها منع الكشف العلني عن التفاصيل التي قد تقوض مبدأ المحاكمة العادلة أو احتمال الإدانة.

‪مصلون في مسجد النور يحيون ذكرى مذبحة كرايست تشيرتش‬ مصلون في مسجد النور يحيون ذكرى مذبحة كرايست تشيرتش (رويترز)
‪مصلون في مسجد النور يحيون ذكرى مذبحة كرايست تشيرتش‬ مصلون في مسجد النور يحيون ذكرى مذبحة كرايست تشيرتش (رويترز)

وأشارت الصحيفة إلى أن أوامر الحجب تغطي الأدلة المقدمة للتحقيق من قبل الشرطة النيوزيلندية والاستخبارات وأجهزة الدولة الأخرى، ورأت أن ذلك يؤدي إلى مخاوف من أن قانون التوازن هذا يفسح المجال للمسؤولين لإخفاء الأخطاء.

وقال بول بوكانن، المعلق المتخصص في الشؤون الأمنية، "هناك احتمال واضح بأن تقرير التحقيق سيكون -إن لم يكن تغطية (للجهاز الأمني)- صورة إجمالية مخففة لا تضع لوما معينا على المستويات النظامية أو المؤسسية أو الفردية".

وفي رسالة للجنة التحقيق العام الماضي، انتقد المفوض السابق للعلاقات العرقية في نيوزيلندا بوريس دي بريس بنود السرية، وحذر من أنها قد تسيء لسمعة التحقيق، قائلا "هذا المستوى من قمع الأدلة والمراسلات يبدو غير مسبوق".

وألمح تقرير الصحيفة إلى وجود إحباط في المجتمع المسلم من فشل السلطات في الفترة التي سبقت مذبحة المسجدين، وتؤكد مذكرة مقدمة من مجلس المرأة المسلمة النيوزيلندية إلى لجنة التحقيق أنه لو كان المسؤولون تصرفوا بشكل أكثر صرامة استجابة لدعوات المسلمين لحمايتهم من العناصر التي تهدد مجتمعهم لكان من المرجح "ألا يقترب المسلح من باب المسجد أبدا".

وقالت الصحيفة إن الأمن يبقى قضية حية للمجتمع المسلم في نيوزيلندا، وأشارت إلى إلقاء القبض على رجل هذا الشهر على خلفية تهديد مزعوم ضد أحد المساجد التي هوجمت في كرايست تشيرتش.

المصدر : واشنطن بوست