تصاعد جدل كورونا بمصر.. إجراءات احترازية ورفض تأجيل الدراسة

مصر.. مخاوف داخلية وخارجية من تحول البلد إلى بؤرة لانتشار كورونا
الحكومة المصرية تشدد الإجراءات الاحترازية تحسبا لانتشار فيروس كورونا، وسط تصاعد الجدل حول حقيقة انتشاره في البلاد (الجزيرة)

تواصل الجدل بمواقع التواصل الاجتماعي في مصر حول حقيقة انتشار فيروس كورونا بالبلاد، ومطالبة البعض بتعليق الدراسة مثل دول عربية عدة، وسط إعلان الحكومة المصرية عدة إجراءات احترازية منعا لانتشار الفيروس.

يأتي ذلك في الوقت الذي اتهمت فيه منظمة الصحة العالمية دولا بعدم الشفافية، وتعمد إخفاء أعداد المصابين بكورونا، وقالت إن كثيرا من الدول لم تجعل محاربة هذا الفيروس أولوية سياسية تشترك فيها الحكومات والمجتمعات.

وتداول نشطاء الأخبار المتلاحقة حول ظهور المزيد من المصابين في دول عدة، كان بعضهم في زيارة إلى مصر، متسائلين عن حقيقة انتشار الفيروس، وهل تخفي الحكومة حقيقة الأعداد؟ في حين رفض آخرون التشكيك في البيانات الرسمية، مؤكدين أن استمرار هذا التشكيك هو ما دفع دولا عدة لاعتبار مصر من الدول الموبوءة بالفيروس.

 
وأعلن لبنان اليوم الثلاثاء أول حالة وفاة بفيروس كورونا لمواطن وصل من مصر الأسبوع الماضي، كما أكد مسؤول الصحة في مدينة شيكاغو الأميركية إصابة سيدة سبعينية عائدة من رحلة بحرية في مصر.

وكشفت وزارة الصحة الكويتية عن حالتين من الإصابات الجديدة بفيروس كورونا لمواطنين قدما من مصر، وخصصت صالات أرض المعارض الدولية لتحويلها لمراكز صحية لفحص العائدين من مصر.


إجراءات احترازية
من جهتها، شددت الحكومة المصرية إجراءات التصدي لانتشار الفيروس، وأعلنت وزارة الصحة اليوم الثلاثاء تحويل نتيجة تحاليل 26 مصابا بفيروس كورونا من إيجابية إلى سلبية من أصل 59 حالة أعلنتها أمس الاثنين.

وقررت السلطات الأمنية بناء على توجيهات وزارة الصحة تعليق الزيارات بجميع السجون لمدة عشرة أيام حرصا على الصحة العامة وسلامة النزلاء، وفق بيان أمني.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة إرجاء تنفيذ الفعاليات والأحداث الرياضية، وفقا لأجندة الالتزامات الدولية، ووقف جميع الفعاليات والتظاهرات والأحداث الرياضية والشبابية التي يترتب عليها تجمعات أو كثافات جماهيرية.

يأتي ذلك بعد توجيه الحكومة المصرية بتعليق جميع الفعاليات التي تتضمن تجمعات كبيرة من المواطنين، لحين إشعار آخر، ضمن إجراءات مواجهة كورونا.

 
وشهدت موانئ البحر الأحمر إجراءات احترازية لمنع دخول فيروس كورونا خلال استقبال ثلاث سفن سياحية على متنها 1261 شخصا.

وقامت بعض السلطات المحلية بحملة لإخلاء المقاهي من النارجيلة (الشيشة) كإجراء احترازي لمكافحة فيروس كورونا، خاصة أن المقاهي المصرية تشهد زحاما في الليل على تدخين النارجيلة بين الرجال.

بدورها، قررت وزارة الأوقاف أن تكون مدة خطبة وصلاة الجمعة لا تزيد على ربع ساعة، مع تعقيم وتنظيف المساجد قبل وبعد الصلاة، وتقصير الوقت بين الأذان والإقامة.

وخلال اجتماعه بأعضاء البرلمان اليوم الثلاثاء، أكد وزير الأوقاف مختار جمعة الاستعداد لإلغاء صلاة الجمعة إذا تحولت إلى خطر على صحة المصريين، لكن إذا أعلنت الجهات الصحية ذلك.

من جهتها، قالت وزارة النقل إنها تقوم بحملة لتعقيم مترو الأنفاق والقطارات في محطة مصر (وسط القاهرة) للوقاية من فيروس كورونا، خاصة أن محطات مترو الأنفاق تشهد زحاما كبيرا بين المصريين.


رفض تأجيل الدراسة
ومع تصاعد مخاوف المصريين من انتشار الفيروس، طالب البعض الحكومة بوقف مؤقت للدراسة مثل دول عربية عدة، لكن المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء هاني يونس أكد أن الحكومة المصرية لن تقرر وقف الدراسة، وطالب المصريين بالهدوء، مضيفا "نهدا شوية على نفسنا".
 
 
يأتي ذلك تأكيدا لتصريحات وزير التعليم المصري طارق شوقي، التي أكد خلالها أن إيقاف الدراسة يعد رسالة سلبية بأن الفيروس انتشر في مصر، وهو ما سيؤثر سلبا على الاقتصاد والسياحة. 

واتهم شوقي مواقع التواصل بترويج الإشاعات، مؤكدا أنه لا يوجد سبب لما وصفه بحالة الهلع، مشيرا إلى أن هناك "قوى منظمة تهدف إلى إثارة الخوف والفزع".

 
تصريحات وزير التعليم أثارت سخرية وغضب رواد مواقع التواصل، حيث اتهم مغردون الوزير بعدم الاهتمام بصحة المصريين، واعتبروها دليلا على رؤية الحكومة في التعامل مع أزمة انتشار الفيروس، لكن آخرين أيدوا القرار لأنه سيصيب المجتمع بالفزع، وسيتسبب في توقف الحياة اليومية، على حد قولهم.
 

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي