بالأرقام.. العتاد التركي شمال سوريا

أنقرة وموسكو.. هل تتفقان أم تذهبان للمواجهة بسبب خلافهما بسوريا؟
جانب من الآليات العسكرية التي دفعت بها تركيا إلى إدلب (الجزيرة)

عدنان حسين-شمال سوريا

تتواصل التعزيزات العسكرية التركية إلى محافظة إدلب شمال سوريا وسط استمرار قصف جوي ومدفعي من قبل قوات النظام السوري وروسيا على مواقع المعارضة، تزامنا مع سيطرتها على عدد من القرى في ريف حلب الجنوبي.

وشهد يوم أمس السبت دخول أكبر حشد للقوات التركية من معبري باب الهوى الحدودي ومعبر كفرلوسين باتجاه خطوط المواجهة بين قوات المعارضة وقوات النظام.

ودخلت نحو 550 آلية عسكرية شملت دبابات من طراز "ليوبارد 2″ و"ألتاي" وعربات مصفحة وناقلات مشاة وعربات هجومية من نوع "كيربي" برفقة نحو ألف عنصر من القوات الخاصة وقوات التدخل السريع "كوماندوز"، وفق تصريحات مصادر عسكرية للجزيرة نت.

وقالت المصادر إن أنظمة مدفعية من نوع "تي آي 155" ذاتية الحركة وكذلك من طراز "يافوز"، إضافة إلى أنظمة دفاع جوي وأنظمة تشويش تمركزت في نقاط عدة قرب إدلب، كما بدأت الوحدات القتالية التركية بإنشاء مشاف ميدانية في مطار تفتناز ومناطق حدودية، حيث دخلت طواقم كبيرة من عربات الإسعاف والوحدات الطبية.

وقال الصحفي التركي لافنت كمال للجزيرة نت إنه من الواضح أن الهدف من هذه التعزيزات شن عملية عسكرية مرتقبة للوصول إلى نقاط المراقبة ولإعادة النظام إلى اتفاق سوتشي.

من جهته، يؤكد الرائد يوسف حمود الناطق باسم "الجيش الوطني" المعارض والمدعوم من تركيا أن هناك تنسيقا عاليا مع القوات التركية الموجودة في غرب حلب وشمالها وأيضا في إدلب، مشيرا إلى أن قواتهم انتشرت في معظم محاور القتال ضد قوات النظام.

ويضيف حمود للجزيرة نت أن التعزيزات العسكرية التركية الحالية هي لزيادة لهجة التهديد وتعزيز موقفها عسكريا وسياسيا، معتبرا أن كل الاحتمالات واردة لشن عملية عسكرية، لكن ذلك مرتبط بالتفاهمات الروسية التركية. 

تعزيزات
ومنذ بدء الحملة العسكرية الأخيرة للنظام وحلفائه روسيا والمليشيات الإيرانية ارتفع عدد القوات التركية ومعداتها في شمال سوريا بشكل كبير، حيث بلغ عدد الجنود نحو ثلاثة آلاف مقاتل، في حين تحوي نقاط المراقبة نحو 500 آخرين ونحو 1100 آلية عسكرية مختلفة.

وتوافد الجزء الأكبر منها خلال اليومين الماضيين، حيث انتشرت في ثلاثة مواقع عسكرية هي معسكر المسطومة جنوب شرق مدينة إدلب وفي مطار تفتناز العسكري وبالقرب من مدينة جسر الشغور، حسب ما أكد للجزيرة نت شهود عيان في محافظة إدلب.

ويؤكد المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير ناجي مصطفى أن القوات التركية موجودة حاليا في مناطق واضحة وبتعداد كبير من أجل منع تقدم قوات النظام إلى ما بعد المناطق التي سيطرت عليها.

ويقول مصطفى في حديثه للجزيرة نت إن الأمور العسكرية غير واضحة بالنسبة للقوات التركية وتحركاتها، لكن هدفهم حاليا وقف تقدم قوات النظام وروسيا في المنطقة واجتياحها.
 
وتمكنت قوات النظام السوري مساء أمس السبت من السيطرة على بلدة العيس وحاصرت النقطة التركية المتمركزة في تلة البلدة، لتصبح بذلك النقطة الرابعة المحاصرة التي تجاوزتها قوات النظام وروسيا، وسيطرت على القرى والبلدات في محيطها، إضافة إلى خمس نقاط تواجد في محيط سراقب.
 
ويرى مراقبون أن بقاء النقاط التركية في أماكنها وعدم انسحابها ربما يجعلها نقطة عودة لاتفاق سوتشي وانسحاب النظام السوري ومليشياته إلى الحدود القديمة في حال اتفقت روسيا وتركيا.

وفي هذا الصدد، يرى الصحفي التركي لافنت كمال أن النقاط التي بقيت تحت سيطرة النظام السوري سيتم تعزيزها ووصلها ببعضها خلال العملية المزمع إطلاقها ضد النظام السوري، وتفضل تركيا تعزيزها ووصلها ببعض بطبيعة الحال.   

وبعد لقاءات مطولة استمرت منذ ظهر اليوم بين وفد عسكري واستخباراتي تركي بوفد روسي مماثل، وانتهى اللقاء بعدم التوصل إلى نقاط تفاهم، واكتفت الخارجية التركية بالتصريح بأن لقاء آخر سيكون الأسبوع المقبل لبحث تهدئة في إدلب.

وتشير مصادر أمنية تركية خاصة للجزيرة إلى أن روسيا طلبت تهدئة الوضع العسكري الحالي، لكن تركيا رفضت وطالبت بانسحاب النظام السوري إلى حدود اتفاق سوتشي وبشكل عاجل.

وتقدر القوات العسكرية التركية المنتشرة في شمال غرب سوريا وتحديدا محافظة إدلب بقوام لواء مدرع، معظمه من القوات الخاصة القتالية، مما يرجح -حسب محللين- قرب المواجهة العسكرية ضد قوات النظام مع إغلاق النقاط التركية المحاصرة للطريق الدولي بعوارض إسمنتية في محيط سراقب وقرب مدينة معرة النعمان.

المصدر : الجزيرة