أتت من البوسنة إلى النمسا طفلة لاجئة والآن وزيرة عدل وتهاجم اليمين المتطرف

Austria's newly appointed Justice Minister Alma Zadic attends the swearing-in ceremony of the new government at the presidential office in Vienna, Austria January 7, 2020. REUTERS/Leonhard Foeger
وزيرة العدل النمساوية المعينة حديثا عالمة زاديتش (رويترز)

كانت طفلة بوسنية لاجئة والآن شبت وأصبحت وزيرة العدل في النمسا، وتهاجم اليمين المتطرف في البلد.

فقد وصلت عالمة زاديتش العاصمة النمساوية فيينا من البوسنة عندما كانت في العاشرة من عمرها، وهي الآن وزيرة للعدل في ائتلاف "حرج" من الخضر الليبراليين والمتشددين المحافظين والمناهضين للمهاجرين.

ويشير تقرير كاترين بنهولد بصحيفة نيويورك تايمز إلى أنه منذ أن تولت زاديتش منصبها الشهر الماضي وهي تحت حماية الشرطة لكثرة التهديدات التي تلاحقها بلا هوادة، وآخرها تهديد كتب فيه "رصاصة محجوزة لك".

وتقول الكاتبة إن زاديتش، ابنة لاجئين بوسنيين، دخلت معترك السياسة قبل ثلاث سنوات ولديها هدف واضح هو مقاومة اليمين المتطرف المتنامي. وهي الآن مكلفة بالدفاع عن السياسات التي شارك في وضعها اليمين المتطرف السنوات السابقة لإبقاء أناس مثل والديها خارج البلاد بشكل فعال.

وهذه باختصار المعضلة الأخلاقية التي تواجه الخضر الليبراليين المؤيدين للاجئين بالنمسا في توحيد الجهود مع المحافظين الذين يمثلون قاعدة شعبية للمستشار سيباستيان كورز المناهض للهجرة.

ووصفتها الكاتبة بألكسندريا أوكاسيو كورتيز النمساوية النائبة الديمقراطية الأميركية البارزة من مدينة نيويورك، وأشارت إلى أنها مثل كورتيز ذكية وفاتنة وشابة ومثالية وتحمل هوية "بوسنية نمساوية".

واعتبرت قصتها من نواح عديدة خيالية معاصرة.. فتاة لاجئة تتفوق في دراستها وترتقي بسرعة في حياتها المهنية وتنتخب للبرلمان وتصبح عضوا بارزا بمجلس الوزراء في سن 35. ولكن ما جعل زاديتش بطلة لدى كثيرين حولها إلى هدف لآخرين، كما سخر أحدهم على تويتر "الآن يحصل الأجانب على مناصب وزارية. سقوط النمسا". وسخر آخر "لماذا لا نضع إرهابيا مسؤولا عن الأمن الداخلي؟"

وكان ثمن المشاركة كبيرا على المستويين الشخصي والسياسي، كما أقرت زاديتش في مقابلة حديثة. لكنها تصر على أن ثمن عدم المشاركة في الحكومة وترك الميدان لليمين المتطرف سيصبح أعلى بكثير.

وبصفتها الحالية، كما تروي زاديتش، فإن ولايتها وولاية حزبها ليست فقط لتعزيز أجندة خضراء طال انتظارها في هذه الدولة الصغيرة في جبال الألب، ولكن لمقاومة التيارات الشعبوية وحماية الحقوق الأساسية.

وعلقت كاتبة التقرير بأن الطريقة التي تسير بها زاديتش على هذا الحبل المشدود ستكون من عدة نواح قصة هذا الائتلاف المضطرب الذي تراقبه عن كثب الدول المجاورة، وخاصة ألمانيا، حيث ستكون الحكومة القادمة أيضا ائتلافا من المحافظين والخضر.

ولدت زاديتش في توزلا، وهي مدينة صناعية في الركن الشمالي الشرقي للبوسنة والهرسك التي شهدت مذبحة عام 1995 أثناء حروب البلقان.

وكانت في السابعة عندما اندلعت الحرب وفرت مع أسرتها وهي في العاشرة، وخاضت تجارب قاسية في طفولتها لكنها كانت الوقود الذي ساعدها على مواصلة مسيرتها حيث درست القانون في فيينا وواصلت دراستها للحصول على منحة فولبرايت لنيل درجة بعد التخرج من جامعة كولومبيا في نيويورك، وعادت إلى فيينا حاملة درجة الدكتوراه في قانون حقوق الإنسان.

وعملت زاديتش في محكمة العدل الدولية في لاهاي قبل أن تصبح محامية ناجحة في شركة دولية في فيينا. 

المصدر : نيويورك تايمز