هآرتس: علاقات إسرائيل بالسودان اتسمت بالدفء في السنوات الأخيرة

كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن العلاقات بين إسرائيل والسودان ظلت تشهد دفئا في السنوات الأخيرة، مشيرة إلى أن البلدين كانا يتبادلان الرسائل طيلة تلك الفترة.

وكانت مصادر إسرائيلية أكدت أمس الاثنين أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التقى رئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان في مدينة عنتيبي بأوغندا، بدعوة من رئيسها يوري موسيفيني.

وقال ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية في رسالة مقتضبة إن نتنياهو والبرهان بحثا معا سبل التعاون المشترك الذي من شأنه أن يقود إلى تطبيع العلاقات بين الطرفين.

وفي تقرير لمراسلتها للشؤون الخارجية نوا لانداو، أفادت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الثلاثاء أن كل من عاش في إسرائيل خلال العقد الماضي يمكن أن يستشف بسهولة أن زيارات نتنياهو لعدد من الدول خلال حملته الانتخابية الثالثة هذه، لم تنته بعد.

تحركات سياسية
واعتبرت الصحيفة أن التحركات السياسية تشهد في العادة تسارعا من أجل أن تؤتي ثمارها إبان الحملات الانتخابية. وفي حالة السودان -تضيف- فإن جليد العلاقات معه بدأ في الذوبان منذ سنوات عديدة.

ولفتت لانداو إلى أن "هآرتس" أوردت في تقرير نشرته قبل أربع سنوات أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة ودول أخرى تحسين علاقاتها مع السودان بعدما قطع الأخير روابطه مع إيران.

وفي العام الماضي، ذكرت الصحيفة أن نتنياهو أعرب -أثناء زيارته لدولة تشاد- عن رغبة إسرائيل في إقامة علاقات مع السودان، مضيفة أن تل أبيب والخرطوم ظلتا تتبادلان الرسائل لسنوات.

وأشارت إلى أن الإطاحة بمن وصفته بالدكتاتور عمر البشير في أبريل/نيسان الفائت، مهّد الطريق للمضي قدما في تطوير العلاقات بين البلدين.

7000 سوداني
ووفقا لتقرير لانداو، فإن اللقاء مع البرهان دفع معاونين لنتنياهو إلى التكهن بأن من شأن إقامة علاقات ودية مع الخرطوم أن يسهم في تسهيل ترحيل نحو 7000 سوداني يعيشون في إسرائيل.

وتابعت محررة الشؤون الخارجية بالصحيفة قائلة إن كل من أصغى باهتمام إلى حديث نتنياهو لأعضاء كتلة الليكود قبل أسبوعين، أدرك أنه كان يلمح إلى تلك التطورات.

وغص حديث نتنياهو بكل أنواع الوعود الانتخابية من قبيل تصريحه الذي قال فيه "لقد أغلقنا المدخل الذي كان يتسلل منه مليون شخص من سيناء إلى إسرائيل، وسنُبعد ثلثي المتبقين.. نحن نعمل من أجل ذلك، وستسمعون قريبا أخبارا".

وعلقت لانداو على ذلك بالقول "لقد سمعنا الأخبار يوم الاثنين"، في إشارة إلى اجتماع رئيس الوزراء الإسرائيلي برئيس المجلس السيادي الانتقالي السوداني.

ولم يكتف نتنياهو بإطلاق ذلك الوعد، فقد تعهد بإبرام "اتفاقيات سلام تاريخية مع دول عربية أخرى"، مضيفا "وسنوقف إيران إلى الأبد". كما تعهد في حديثه ذاك بنقل ما تبقى من أحفاد اليهود الفلاشا الإثيوبيين الذين اعتنقوا المسيحية، إلى إسرائيل.

غير أن لانداو تعود فتقول ساخرة في ختام التقرير إن نتنياهو دأب على إطلاق الكثير من الوعود، إلا أن ذلك لا يعني أنه سيفي بها تماما مثلما حدث لتعهداته بضم المزيد من الأراضي وإبعاد طالبي اللجوء والتي أُرجئت ولا تعدو أن تكون محض "وعد انتخابي".

المصدر : الجزيرة + الصحافة الإسرائيلية