التمرد المدعوم إماراتيا في سقطرى وشبوة.. دلالات الزمان والمكان

قوات السواحل في حضرموت أثناء اعلانها الانضمام للانتقالي - مواقع التواصل الاجتماعي
قوات السواحل في حضرموت أثناء إعلانها الانضمام إلى المجلس الانتقالي (مواقع التواصل)

الجزيرة نت-خاص

عادت القوات المدعومة من الإمارات إلى نشر مخططات الفوضى في محافظتي سقطرى وشبوة، حيث أعلنت وحدات حرس الشواطئ البحرية في سقطرى اليوم الثلاثاء ولاءها للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًّا ورفعت أعلامه في معسكراتها.

وقالت سلطات المحافظة إن تلك الوحدات التي تضم ضباطا موالين للإمارات، أعلنت تمردها بعدما تلقت وعودا من المندوبين الإماراتيين وقيادات المجلس الانتقالي بالحصول على رواتب كبيرة.

بدوره، اتهم محافظ شبوة محمد صالح في بيان أصدره اليوم الإمارات بالعمل على تشجيع الفوضى والجماعات المنفلتة في المدينة، وقال إنها تعمل على تمويلها بميزانيات ضخمة وتستغل حاجة الناس للزج بهم حتى يصبحوا ضحايا أطماعها.

وجاءت تصريحات صالح بعد ساعات من تجدد المواجهات في منطقة العرم بالمحافظة، وسط استمرار التوتر الأمني بين قوات الجيش الحكومي وعناصر موالية للانتقالي الجنوبي حيث تمكنت القوات الحكومية من أسر العديد منهم، ووثقت اعترافاتهم بتلقي دعم مالي وأسلحة من قيادات الانتقالي وضباط إماراتيين.

القضاء على الشرعية
وأوضح وزير في الحكومة اليمنية الشرعية للجزيرة نت أن هذا التصعيد الذي تمارسه قوات المجلس الانتقالي تعبير حقيقي عن المخطط الذي تمضي فيه السعودية والإمارات للقضاء على ما تبقى من الشرعية اليمنية في الجنوب، بالتزامن مع خذلان الجيش الوطني في جبهات الشمال وإضعاف الشرعية وإنهاء دورها.

وأفاد الوزير اليمني -الذي طلب عدم ذكر اسمه- بأن السعودية اليوم أصبحت تشارك بصفة أساسية في كل العبث الذي يدور في البلاد، وأن دورها المقوض للشرعية بات مكشوفا من خلال الاتفاقات التي تحاول تخدير الحكومة الشرعية بها، وأبرزها اتفاق الرياض الذي لم يطبق منه أي شيء على أرض الواقع حتى الآن.

وذكر الوزير أن اختيار الانتقالي هذا التوقيت للتمرد على الشرعية في سقطرى يدل على أن الإمارات هي من تسير مخططات الحرب ضد الشرعية، وربما تنسق مع الحوثيين لحصد نتائج المواجهة في مأرب والجوف مؤخرًا.

تعاون واضح
من جهته، يرى رئيس مركز "أبعاد" للدراسات عبد السلام محمد أن هناك تعاونا واضحا اليوم بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجماعة الحوثي في الشمال، ويبدو أن الإمارات تنسق بين الطرفين لتحقيق هدفها الإستراتيجي وهو الانفصال، بحيث يكون الجنوب تحت سيطرتها ويكون الشمال تحت سيطرة إيران.

ويؤكد محمد في حديثه للجزيرة أن ما يحصل في مدينة مأرب خلال الأيام الأخيرة من ضربات لمقرات معسكرات الاستقبال والقوات الخاصة ومقر وزارة الدفاع ومخازن الأسلحة التابعة للجيش الوطني ليس بعيدا عن الإمارات. كما أن الأسلحة الأميركية التي بيعت للإمارات وصلت إلى أيدي الحوثيين، حسب التقارير الدولية.

وبحسبه، فإن هناك قناعة لدى التحالف السعودي الإماراتي بأن التقسيم أصبح الطريقة الوحيدة للخروج من حرب اليمن بفائدة تتمثل في السيطرة على موانئ ومطارات الجنوب ونفطه وغازه، ولكن ترك الشمال للحوثي وإيران يعني حتما عدم استقرار السعودية في الشمال، وعمد استقرار أَي سلطة تفرض في الجنوب.

مشاكل قبلية
في المقابل، نفى ياسر اليافعي -وهو صحفي جنوبي مقرب من المجلس الانتقالي- أن يكون هناك علاقة للمجلس الانتقالي بما يحدث في محافظة شبوة، وقال إنها مجرد مشاكل قبلية حيث يحاول حزب الإصلاح إثارتها بين الفترة والأخرى، وتريد السلطات المحلية إخضاع رجال القبائل بالقوة العسكرية، وهو أمر ترفضه القبائل.

وبحسب حديث اليافعي للجزيرة نت، فإن المجلس الانتقالي لم يعلن عن أي مواجهات مع سلطات شبوة، ولكنه يُدين استمرار السلطات المحلية في التحشيد العسكري إلى داخل المحافظة في الوقت الذي يهاجم فيه الحوثيون مدينة مأرب، ويرسل فيه حزب الإصلاح تعزيزات عسكرية إلى شبوة والجنوب.

وبشأن ما يحدث في سقطرى من تمرد، قال اليافعي إنه أمر متوقع نتيجة فشل الحكومة الشرعية على مستوى كل الجبهات، إضافة إلى فشلها الاقتصادي والإداري، وهو ما جعل الكتائب العسكرية والأمنية في المدينة تعلن انضمامها إلى المجلس الانتقالي، متوقعا أن تلتحق بها العديد من الكتائب والألوية في الجنوب قريبا.

وطبقا للمتحدث نفسه، فإن الهزائم التي تعرضت لها القوات الحكومية في المحافظات الشمالية مؤخرا ساهمت في إضعاف الشرعية، وجعلت الجنود في مختلف المدن الجنوبية وسقطرى يقتنعون بأن الشرعية أصبحت هزيلة ولا يمكن الثقة بها.

المصدر : الجزيرة