مقتل جنود أتراك وأنقرة تستهدف 40 موقعا للنظام السوري

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن ثمانية عسكريين أتراك قتلوا في قصف النظام السوري على القوات التركية في إدلب، فيما أعلنت وزارة الدفاع التركية استهداف 40 موقعا للنظام في شمال غرب سوريا.

وأشار الرئيس التركي إلى أن  التطورات هناك وصلت مرحلة لا يمكن الصبر عليها وأصبحت خارج نطاق السيطرة.

وكانت وزارة الدفاع التركية  أعلنت في وقت سابق عن مقتل ستة خمسة عسكريين ومدني من الأتراك، وأضافت الوزارة أن القوات التركية ردت على الهجوم ودمرت أهدافا في منطقة إدلب، موضحة أن القوات السورية نفذت القصف رغم إخطارها بمواقع القوات التركية مسبقا.

من جانبه، صرح مصدر عسكري تركي للجزيرة أن الجانب التركي ألغى تسيير دورية مشتركة مع الجانب الروسي اليوم الاثنين، مضيفا أن وزير الدفاع التركي وكبار ضباط قيادة الأركان سيتوجهون سريعا إلى الحدود مع سوريا.

وأوضح المصدر أن الجنود الذين قتلوا في إدلب لم يكونوا ضمن أي نشاط لعمليات عسكرية، وقال إن الادعاء الروسي بأن تركيا لم تنسق مع موسكو بشأن العملية العسكرية في إدلب، غير صحيح.

 

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع نظيرة التركي مولود جاويش أوغلوعلى ضرورة فصل المعارضة عمن وصفهم  بالإرهابيين ووضع حد للاستفزازات الموجهة للجيش السوري.

كما ناقش الوزيران مسار التسوية السورية مع  اهتمام خاص بتطورات الوضع الحالي في منطقة خفض التصعيد في إدلب.

هجوم ورد
وفي وقت سابق قال الرئيس التركي إن جيشه رد بالمثل على الهجوم الذي استهدف قواته في إدلب، مؤكدا أن بلاده مصممة على الاستمرار في عملياتها العسكرية بسوريا، وأن من شنوا هذا الهجوم سيدفعون الثمن.

وأوضح أردوغان للصحفيين في مطار إسطنبول قبل أن يتوجه إلى أوكرانيا، أن القوات التركية استهدفت نحو 40 نقطة للنظام السوري، وقال إن المعلومات الأولية تشير إلى مقتل نحو 35 من منفذي الهجوم على القوات التركية.

يشار إلى أن تركيا تقيم 12 نقطة مراقبة في المنطقة بموجب اتفاق مع روسيا لمنع هجوم من النظام السوري.

بدوره، قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا إن أنقرة ستعتبر قوات النظام السوري "أهدافا" حول مواقع المراقبة التركية في إدلب شمال غربي سوريا.

وأضاف عمر جيليك لقناة "سي.أن.أن ترك" أن النظام السوري "يتصرف كمنظمة إرهابية"، وأن محادثات ستجرى مع المسؤولين الروس الذين يساندون النظام بشأن الوضع في إدلب.

ريف إدلب يشهد تصعيدا عسكريا (الجزيرة)
ريف إدلب يشهد تصعيدا عسكريا (الجزيرة)



رواية روسية
في المقابل، قالت وكالة الأنباء السورية إن قصف القوات التركية لم يسفر عن أي إصابات أو أضرار.

وفي موسكو، قال الكرملين إن القوات الروسية على تواصل مع الجانب التركي بشأن إدلب. كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات التركية تحركت دون إنذار مسبق داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب، وتعرضت لنيران الجيش السوري.

وأوضحت الوزارة أن الطائرات التركية لم تخترق الأجواء السورية ولم تشن غارات على مواقع للجيش السوري، مؤكدة أن سلاح الطيران الروسي يسيطر كليا على الأجواء في محافظة إدلب.

وأشارت إلى أن العسكريين الروس والأتراك على تواصل، بينما اتُخذت إجراءات لإجلاء الجرحى الأتراك من سوريا.

تعزيزات عسكرية
وكان الجيش التركي قد أرسل مساء أمس الأحد جنودا من القوات الخاصة إلى وحداته العسكرية المنتشرة على الحدود مع سوريا في ولاية هاتاي جنوبي البلاد.

ووصل رتل عربات مصفحة تحمل الجنود الأتراك إلى قضاء قريق خان التابع لهاتاي، متوجها إلى قضاء الريحانية المحاذي لمحافظة إدلب السورية.

وفي وقت سابق اليوم، أرسل الجيش التركي 15 شاحنة عسكرية تحمل متاريس إسمنتية بطول مترين إلى الريحانية.

يأتي هذا وسط استمرار تقدم القوات الحكومية السورية في مناطق سيطرة المعارضة المسلحة في إدلب وحلب. 

وكان الرئيس أردوغان اتهم روسيا الأسبوع الماضي بعدم الالتزام بالاتفاقيات التي تهدف إلى إنهاء العنف في سوريا، وخاصة في إدلب. 

وأضاف أن "صبر تركيا ينفد فيما يتعلق بقصف إدلب، وسنفعل ما نراه ضروريا، إذا لم توقف روسيا الهجمات التي تشنها القوات الحكومية السورية على إدلب".

المصدر : الجزيرة + وكالات