التصعيد بإدلب.. جلسة بمجلس الأمن ومباحثات بأنقرة وأردوغان يواصل اتصالاته

وقال الكرملين في بيان إن الجنود الأتراك قتلوا في مناطق عمليات "الإرهابيين" مشددا على أن تركيا لم تف بالتزاماتها بمنع الأعمال العدائية التي يشنها "الإرهابيون" في إدلب ضد المنشآت العسكرية الروسية.

وأعرب الكرملين عن أمله في أن تتخذ السلطات التركية الإجراءات اللازمة لحماية الهيئات الدبلوماسية الروسية في تركيا، وذلك بعد وقفة احتجاجية غاضبة أمام القنصلية الروسية بإسطنبول أمس.

بوتين وأردوغان
كما ذكر الكرملين أن بوتين وأردوغان شددا في اتصال بينهما على الحاجة لاتخاذ تدابير إضافية لتهدئة الوضع شمال غربي سوريا، كما أعربا عن قلقهما الشديد إزاء تصعيد الوضع، واتفقا على تكثيف المشاورات بين الوزارات ذات الصلة، والعمل على إمكانية عقد قمة بينهما في الخامس أو السادس من مارس/آذار.

من جانبه، أكد رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألطون أن الرئيس أردوغان أكد بشكل واضح وصريح خلال الاتصال على أن "دماء الشهداء الأتراك لن تذهب سدى، وأن كل عنصر للنظام هدف مشروع لتركيا سيتم استهدافه".

وأضاف أن الرئيس شدد على أن أنقرة تنتظر إجبار النظام على الامتثال لمذكرة سوتشي، وأنه أشار خلال حديثه مع بوتين إلى مسؤولية روسيا المتمثلة بإيقاف النظام بموجب الاتفاق.

وأوضح ألطون أن الرئيس سيجري اليوم اتصالات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون. كما دعا ألطون المجتمع الدولي إلى فرض منطقة حظر جوي شمالي سوريا. 

الوفد الروسي يصل إلى الخارجية التركية بأنقرة لبدء الاجتماع الثالث بين وفدي البلدين (الأناضول)
الوفد الروسي يصل إلى الخارجية التركية بأنقرة لبدء الاجتماع الثالث بين وفدي البلدين (الأناضول)

اجتماع تركي روسي
وفي أنقرة، أفاد مراسل الجزيرة أن اللقاءات بين الوفدين التركي والروسي لليوم الثالث على التوالي -لبحث التطورات وسبل حل الأزمة- انتهت بعد ساعتين من المباحثات.

وكان على رأس الوفدين كل من سادات أونال نائب وزير الخارجية ونظيره الروسي سيرغي فيرشينين، وبحضور خبراء من وزارة الدفاع وهيئة الأركان وجهاز الاستخبارات من البلدين.

وقالت مصادر مطلعة إن اجتماع اليوم انعقد بطلب روسي، مضيفة أن الوفد التركي أكد خلاله ضرورة إعلان وقف إطلاق نار فوري ومستدام في محافظة إدلب شمالي سوريا، وانسحاب النظام إلى حدود اتفاق سوتشي المبرم عام 2018 بين تركيا وروسيا.

وأعلن المتحدث باسم الخارجية التركية أن الوفد الروسي سيغادر أنقرة، وأن اللقاءات لن تتواصل.

اتصالات دولية
وذكرت الرئاسة التركية أن أردوغان أجرى اتصالا اليوم بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، وأنهما اتفقا على اتخاذ خطوات إضافية عاجلة لمنع المأساة الإنسانية في إدلب، كما أكد أردوغان لترامب تصميم تركيا على تطهير المنطقة المحددة بموجب اتفاق سوتشي من قوات النظام.

وقال البيت الأبيض إن الرئيسين اتفقا في الاتصال على ضرورة وقف النظام السوري وروسيا وإيران الهجمات في إدلب.

وفي برلين، قال المتحدث باسم ميركل "المستشارة تدين الهجمات الوحشية على الجنود الأتراك وتدعو إلى وقف العمليات الهجومية التي يشنها النظام السوري وداعميه" وذلك خلال محادثة هاتفية مع أردوغان.

وذكرت مصادر دبلوماسية أن مكالمات هاتفية جرت بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مع كل من نظيره الفرنسي جان إيف لودريان والإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، والممثل الأعلى للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل.

وقال بوريل في تغريدة إن تخفيض التوتر هو المفتاح لمعالجة التحديات على أرض الواقع بفعالية، مؤكدا ضرورة وقف قتل الناس وإنهاء المعاناة الإنسانية في إدلب.

كما تلقى وزير الخارجية التركي تعاز من نظرائه الهولندي ستيف بلوك، والمجري بيتر سزيجارتو، والأستوني أورماس رينسالو، والأوكراني فاديم بريستايكو.

وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن هجوم النظام على الجنود الأتراك "يؤكد الطبيعة المتهورة والوحشية للهجوم الذي يشنه النظام السوري وروسيا في إدلب" مضيفا أن لندن ستسعى لتشديد العقوبات على دمشق.

من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف أجرى اليوم اتصالا هاتفيا مع نظيره الأميركي مارك ميلي لبحث الوضع في سوريا والتصعيد في إدلب.

كما أجرى رئيس هيئة الأركان التركية يشار غولار اتصالا مع ميلي. وكان وزير الدفاع التركي قد أجرى مساء أمس اتصالا مع نظيره الأميركي مارك إسبر.

ومن جهته قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن الهجوم -الذي قاده النظام السوري وحزب الله المدعوم من إيران بالإضافة إلى روسيا في إدلب- تسبب بكارثة إنسانية.

ونقلت رويترز عن مسؤول كبير في وزارة الخارجية مساء الجمعة قوله "ندرس سبل دعم الأتراك، مرة أخرى لن يشمل ذلك تحركات عسكرية لوحدات أمريكية… كحليف في الناتو وشريك رئيسي في المبيعات العسكرية الخارجية، لدينا علاقات مختلفة مع الأتراك فيما يتعلق بالعتاد وتبادل المعلومات. نبحث ما بوسعنا عمله الآن بشكل عاجل لمساعدتهم".

وأضاف المسؤول أن تركيا لم تطلب من حلف الناتو تفعيل المادة الخامسة المعنية بالدفاع الجماعي

وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم إنه في حال تركيز بلاده وتركيا على النقاط الأساسية في اتفاق خفض التصعيد فإن "تطبيقه سيكون ممكنا" مضيفا "يجب فصل قوات المعارضة عن الإرهابيين، وتأمين الطريق الدولي، وسحب السلاح من المنطقة كي لا يتم إطلاق النار على نقاط تمركز قوات النظام السوري، والقاعدة الجوية الروسية، وستبقى هذه النقاط أهدافا مشتركة لنا مع شركائنا الأتراك".

وزعم لافروف أن القوات التركية التي تعرضت للقصف من النظام لم تكن موجودة في نقطة الإحداثيات التي سلمتها لروسيا مسبقا، لافتا إلى أن موسكو أبلغت النظام السوري بضرورة وقف هجماته بهدف إتاحة المجال للجيش التركي لسحب جثث جنوده وإسعاف الجرحى.

وفي وقت سابق اليوم، عقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) اجتماعا طارئا دعت له تركيا، وأدان الحلف الغارات الجوية "العشوائية" من جانب النظام وروسيا على إدلب، كما أكد أنه يواصل دعمه لأنقرة بتقوية دفاعاتها الجوية ومتابعة التطورات الميدانية وتقديم طائرات مراقبة (أواكس).

 
المصدر : الجزيرة + وكالات