خطط للحجر والعزل.. استياء لإجلاء السودانيين من ووهان عبر طائرة إماراتية

An Emirates Airline Airbus A380-800 plane takes off from Dubai International Airport in Dubai, United Arab Emirates February 15, 2019. REUTERS/Christopher Pike
طائرة إماراتية خلال عملية هبوط بمطار دبي الدولي (رويترز)

أحمد فضل-الخرطوم

قابل نشطاء بمنصات التواصل الاجتماعي أنباء عن تكفل الإمارات بنقل الطلاب السودانيين العالقين في ووهان الصينية معقل فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" باستياء لتأخر الحكومة في إجلاء رعاياها بطائرة سودانية.

وحسب مسؤول برابطة الطلاب السودانيين في ووهان، فإن الاستمارات التي وزعتها السفارة الإماراتية في بكين لإجلاء رعايا دول عربية وإجراء عملية الحجر الصحي لهم بالإمارات وزعت ليمنيين وموريتانيين، ولم توزع على سودانيين.

ويقول حاتم بابكر حسن طالب الدكتوراه والمسؤول بالرابطة للجزيرة نت إنه طبقا للاتصالات الرسمية عبر الرابطة، فإن الحجر الطبي سيكون في الخرطوم.

ومنذ حوالي شهر، يتعثر إجلاء نحو 160 طالبا سودانيا وعائلاتهم في ووهان، رغم إجلاء غالب الجاليات العربية بالمدينة الموبوءة بفيروس كورونا القاتل.

الحجر والعزل
وكشف مسؤول بوزارة الصحة الاتحادية خطط وصول الطلاب السودانيين من ووهان والإجراءات والترتيبات المتعلقة بالاستقبال والاستضافة طوال فترة الحجر الصحي (أسبوعين).

ويؤكد المسؤول للجزيرة نت أن إجراءات الحجر والعزل كلها ستكون بالخرطوم وليس في أي دولة خارجية، نافيا أن تكون لديه أي معلومات بشأن الناقل الجوي الذي سيجلي الطلاب السودانيين.

وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها الجزيرة نت، فإن السلطات السودانية جهزت برجا فخما في ضاحية سوبا جنوبي الخرطوم للحجر الصحي وأكملت التجهيزات الطبية فضلا عن تزويده بالمؤن اللازمة ووسائل الترويح.

وحددت السلطات مستشفى الخرطوم المرجعي مركزا للعزل حال ظهور أي حالات اشتباه أو إصابة بفيروس كورونا، وسط الخاضعين للرقابة الطبية بالحجر الصحي.

وتبلغ سعة مركز العزل 36 سريرا منها 19 للحالات العادية وثلاثة للعناية المركزة و14 للعناية الوسيطة. ويتابع وزير الصحة الاتحادي اللجنة المكلفة باستقبال واستضافة الطلاب ويرأسها وكيل الوزارة.

الطائرة الإماراتية
ويقول طالب الدكتوراه في ووهان حسن حجازي إن رابطة الطلاب السودانيين في ووهان لم تبلغهم حتى الآن بأي إجراءات تتعلق بإجلائهم عبر طائرة إماراتية.

وبخصوص استمارات السفارة الإماراتية، يؤكد حجازي للجزيرة نت أن هذه المستندات وزعت على طلاب يمنيين وأن أيا من مندوبي الرابطة السودانية في ووهان -التي يدرس فيها نحو 12 طالب دكتوراه سوداني- لم يوزع هذه الاستمارات.

وبشأن إجلائهم عبر طائرة إماراتية، يقول إنهم تابعوا هذه الأنباء في منصات التواصل فقط، مضيفا "حتى الآن لا توجد طائرة.. سنمكث في ووهان ونتوكل على الله. إذا عشنا الحمد الله وإذا متنا فهذا سبيل الأولين والآخرين".

أما الطالب حماد حمد حماد، فقد نفى بدوره ملء أي استمارة للسفارة الإماراتية بشأن إجلائه ودخوله الحجر الصحي في الإمارات.

ويؤكد أن السودانيين في ووهان ليس لديهم مشكلة أن يتم إجلاؤهم بطائرة إماراتية بعد أن فشلت حكومتهم في إجلائهم من المدينة المنكوبة.

الدقير يغرد
وغرد رئيس حزب المؤتمر عمر الدقير -عبر حسابه على تويتر- مناشدا حكومة الثورة الانتقالية للاستجابة العاجلة لاستغاثة مواطنيها العالقين في ووهان وإنقاذهم من خطر الوباء، قائلا إنهم "سودانيون ولو في الصين وعلينا واجب إغاثتهم".

ونبه الدقير إلى أن إجلاءهم واجب بنص المادة 43 من الفصل 14 من الوثيقة الدستورية "لكل إنسان حقٌّ أصيل في الحياة والكرامة والسلامة الشخصية".

وأكد زعيم الحزب المعلومات المتعلقة بوعد الإمارات بتوفير طائرة لعملية الإجلاء، منوها إلى عدم صدور ما ينفي ذلك من وزارة شؤون مجلس الوزراء أو الخارجية أو أية جهة رسمية أخرى.

وأضاف أن المبلغ الذي كان مخصصا لطائرة مصرية لإجلاء السودانيين تم تحويله بالفعل للسفارة السودانية بالقاهرة، لكن وزير شؤون رئاسة مجلس الوزراء أصدر توجيها السبت الماضي بعدم التصرف فيه حتى إشعار آخر.

حل سوداني
لكن التجمع المهني للطيران السوداني (لجنة العمليات الجوية) أكد في بيان أن طائرة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) من طراز "أي 320" يمكنها إنجاز مهمة إجلاء السودانيين العالقين في ووهان، وتوفير مبلغ الإيجار البالغ أربعمئة ألف دولار.

وقال بيان التجمع "تابعنا بإشفاق وحزن وضع الطلاب بمدينة ووهان وأحزننا أكثر عدم إجلائهم من تلك المدينة المنكوبة حتى الآن".

وأشار إلى أن الطائرة قادرة على التحليق والوصول إلى ووهان وفق خطة طيران تحدد أقصر الممرات الجوية وبمحطة توقف واحدة للتزود بالوقود، ويمكن إصدار أذونات عبور الأجواء والهبوط عبر المطارات عن طريق وزارة الخارجية.

ونظمت أسر الطلاب السودانيين في ووهان عدة وقفات احتجاجية بالخرطوم خاصة أمام مبنى الخارجية للمطالبة مطالبة بإجلاء أبنائهم من ووهان، قبل أن تمتد عدوى كورونا إليهم.

وسبق أن أبلغ طلاب سودانيون في ووهان الجزيرة نت بأنهم محتجزون في مقار سكنهم حيث تكاد مياه الشرب والمؤن الغذائية أن تنفد.

المصدر : الجزيرة