أبناء المهرة: الخيارات مفتوحة للتعامل مع القوات السعودية في حوف وصيرفت

محمد عبد الملك - حمزة خودم: قد تشهد الأيام القادمة تصعيد أكبر في حال استمرت القوات السعودية بتعنتها - الجزيرة نت - ما هي خيارات أبناء المهرة في المواجهة مع قوات السعودية وإخراجها بالقوة؟
حمزة خودم: قد تشهد الأيام القادمة تصعيدا أكبر إذا استمر تعنت القوات السعودية (الجزيرة نت)

محمد عبد الملك-الجزيرة نت

أوضاع متوترة تشهدها محافظة المهرة اليمنية إثر استحداث القوات السعودية مواقع عسكرية جديدة في مديرية حوف ومنفذ صيرفت الحدودي مع سلطنة عُمان، بحسب لجنة الاعتصام التي استأنفت احتجاجاتها رافعة شعارات تطالب القوات السعودية بمغادرة المديرية.

هذا التوسع والانتشار العسكري للقوات السعودية اعتبره أبناء المهرة ومديرية حوف "استفزازًا جديدًا يضاف إلى قائمة ممارسات السعودية الاحتلالية في المحافظة"، مما جعل بعض المشايخ والقيادات الاجتماعية تلوح بخيارات أخرى لأجل إجبار تلك القوات على الانسحاب ومغادرة مديرية حوف ومنفذ صيرفت.

يؤكد الشيخ علي سالم الحريزي -وهو أحد القيادات الرافضة لتواجد القوات السعودية بالمهرة- أنهم لن يقبلوا إلا برحيل القوات السعودية، ويقول "إذا لم تسحب تلك القوات مدرعاتها العسكرية ومليشياتها من منفذ صيرفت ومديرية حوف وبقية المواقع في المهرة، فلن نتردد عن استخدام كل السبل لإخراجها بالقوة، وستدفع القوات السعودية الاحتلالية الثمن غاليا".

 عناصر تابعة للقوات السعودية في منطقة سيحوت بالمهرة (الجزيرة نت)
 عناصر تابعة للقوات السعودية في منطقة سيحوت بالمهرة (الجزيرة نت)

صوت المحافظة
وبحسب الحريزي -وهو وكيل سابق لمحافظة المهرة- فإنهم استأنفوا اعتصامهم "من أجل رفع صوت المحافظة إلى العالم، وكشف رغبات السعودية الخفية وكذبها على أبناء المهرة ومزاعمها بأنها جاءت من أجل إعادة الإعمار، بينما هي في الواقع تمارس دور المحتل، بدليل ما قامت به أخيراً من نشر لمسلحيها فوق أسطح بعض المباني القريبة من مكان الاعتصام، ومحاولة جرهم إلى مربع العنف".

ويقول إن أساليب الكذب التي تتبعها السعودية لم تعد تنطلي عليهم، وإنهم سيستمرون في "ثورتهم ضد تلك القوات حتى لو بالكملة والخناجر"، مشيرا إلى أن "لديهم ثقة بأن القوات السعودية ستنهزم في النهاية، خصوصا بعدما أصبحت مكشوفة وتبين للشعب اليمني أنها تعمل ضد مصالحه وحريته واستقراره"، وبالتالي فإنهم سيجبرونها على مغادرة المهرة "سواء بخيار السلام أو القوة".

من جهتها اعتبرت قيادات ميدانية وشخصيات اجتماعية أن "السعودية تمارس عبثاً غير محسوب العواقب"، مشيرة إلى أن "الممارسات السعودية تتراكم، ولن يطول صبر أبناء المهرة الذين لا يزالون حتى الآن يعبرون عن مواقفهم الرافضة لتواجد تلك القوات بطرق سلمية". 

وقال رئيس الدائرة التنظيمية للجنة اعتصام أبناء المهرة حمزة خودم -في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت- إن الأيام القادمة قد تشهد تصعيدا أكبر إذا استمرت القوات السعودية في تجاهل أبناء المهرة المطالبين بمغادرة القوات السعودية جميع المناطق التي تتواجد فيها، مشيرا إلى استعدادهم لاستخدام كل الوسائل -ومنها اللجوء إلى المواجهات المسلحة- إذا تطلب الأمر للدفاع عن أرضهم ومدينتهم.

الحريزي: السعودية أصبحت تعمل ضد اليمن ومصالح اليمنيين ولم تعد أكاذيبها تنطلي علينا (الجزيرة نت) 
الحريزي: السعودية أصبحت تعمل ضد اليمن ومصالح اليمنيين ولم تعد أكاذيبها تنطلي علينا (الجزيرة نت) 

خيارات مفتوحة
في المقابل قال رئيس اللجنة الإعلامية للجنة الاعتصام سالم بلحاف في حديث مع الجزيرة نت إنهم رفعوا مظاهر الاعتصام خلال الأشهر السابقة رغم الالتفاف الشعبي، وذلك بعدما أبدت القوات السعودية تعنتا كبيرا واستمرت في ممارساتها، في ظل الصمت المخزي للحكومة الشرعية وقيادات السلطات المحلية.

ووفقاً لبلحاف فإن "الخيار الآن أصبح مفتوحا أمام أبناء المهرة لمقاومة ممارسة القوات السعودية بطريقتهم المناسبة سواء بالسلام أو بالقوة، رغم أن اللجنة المنظمة للاعتصام السلمي ترفض من حيث المبدأ الانزلاق إلى أي مواجهات مسلحة".

ولكنه أفاد بأنهم "وصلوا إلى طريق مسدود مع تلك القوات"، لذا فإنه يحمّل القوات السعودية والحكومة الشرعية مسؤولية "أي انزلاقات أمنية أو عسكرية قد تحدث خلال الأيام القادمة، خصوصا بعد أن ذهبت بعض تلك القوات إلى التصادم مع رجال القبائل".

واستجلبت القوات السعودية خلال الفترة الماضية أربع مدرعات عسكرية وأكثر من 15 دورية عسكرية (مليشيا تعمل خارج إطار الدولة تم استقدامها من محافظات أخرى) ونشرتها في مديرية حوف، وصولا إلى منفذ صيرفت الذي تتواجد فيه بالأصل قوات يمنية وعناصر من أجهزة الأمن السياسي والأمن القومي، طبقاً لبلحاف.

ويؤكد بلحاف للجزيرة نت أنهم في الواقع مع الإجراءات الأمنية وعمليات التفتيش في منفذ صيرفت، ولكنهم في الوقت نفسه يقفون ضد المظاهر التي تتجاوز سيادة الدولة وتقوم بها السعودية، مثل الاستيلاء على السواحل والمنافذ.

المصدر : الجزيرة